قديماً كان يعيش ثلاثة رجال كل واحد منهم كان مصاباً ببلاء، اما الاول فكان ابرص اي على جلده بقع بيضاء وكان الناس يبتعدون عنه لقبح منظره واما الثاني فكان اقرع لا يوجد على رأسه شعر ابداً، وكان يحلم دائماً ان يكون له شعر جميل، وكان الثالث اعمى .
اراد الله عز وجل ان يمتحنهم فأرسل ملكاً متنكراً بهيئة رجل فسأل الابرص : ماذا تتمنى ايها الرجل : فقال الابرص : اتمني أن يصبع جلدي جميلاً ويزول مني المرض الذي يجعل الناس تبتعد عني .
فقال الملك : بسم الله، ها قد زال عنك المرض واصبحت تمتلك لوناً جميلاً وجلداً جميلاً، فقال الرجل : احب أن يكون لدي ناقة، فقال الملك : هذه الناقة لك، بارك الله لك فيها، قال الرجل في فرح شديد : يا إلهي، لا اصدق اصبح جلدي جميلاً واصبحت غنياً ايضاً .
ثم اتى الملك الى الاقرع فقال : ماذا تتمنى ايها الرجل؟ فقال : اتمنى ان يكون لي شعر جميل، فقال الملك : ها قد أصبح لديك شعر جميل بإذن الله، وماذا تحب من المال ؟ قال الرجل : احب ان يكون لدي بقرة، فقال الملك : هذه البقرة لك، بارك الله لك فيها، فرح الرجل بشدة وقال : يا لسعادتي انا اغنى الناس وليس لدي حاجة اخرى .
ثم اتى الملك الى الاعمى فسأله السؤال نفسه، فقال الاعمى : اتمنى ان يرد الله لي بصري وان يكون لي شاه، فقال الملك : ها قد اصبحت ترى بإذن الله وهذا الشاه لك .. شكر الرجل وحمد الله كثيراً ..
ومرت الايام فولدت الناقة والبقرة والشاة وتكاثر الخير عند كل من الرجال الثلاثة حتى اصبح لدى الاول عدد كبير من الابل ولدى الثاني عدد كبير من البقر ولدى الثالث عدد كبير من الغنم .
وجاء الملك نفسه في صورة رجل فقير الى الاول فقال : اني رجل مسكين فقدت مالي وضاع مني جملي اسالك الذي اعطاك اللون الحسن والجلد الحسن ان تعطيني جملاً اصل به الي بلدي،
فقال الرجل : لا استطيع، لم اعطيت كل من سألني لما بقي لي شيء، فقال له الملك : كأني اعرفك ايها الرجل، ألم تكن ابرص يتجنبك الناس فشفاك الله ؟ وفقيراً فأعطاك الله ؟ قال الرجل في غضب شديد : ماذا تقول ؟ لقد ورثت المال عن ابي وابي ورثه عن جدي، فقال الملك : إن كنت كاذباً فاسأل الله ان يعيدك الي ما كنت عليه .
ثم اتى الملك الى الاقرع فقال له مثل ما قال للأول ، فرد عليه الرد نفسه فقال الملك : إن كنت كاذباً فاسأل الله ان يعيدك الى ما كنت عليه ..
ثم اتى الى الاعمى فقال : اسالك بالذي رد عليك بصرك أن تعطيني شاه مما تملك، فقال الرجل : والله لقد كنت اعمى فرد الله علي بصري ورزقني هذا الرزق، فخذ من هذا الغنم ما تشاء، فقال الملك : إن الله عز وجل قد امتحنك فنجحت في الامتحان، بارك الله لك في جسدك ورزقك .
اما الابرص فأعاده الله الى ما كان عليه والاقرع كذلك، واما الاعمى فإن الله بارك له في رزقه وبصره وعاش سعيداً حامداً لله .