حدثت القصة لفتاة عمانية سكنت في عمان . واللذين رووا القصة هم اقرب الناس اليها وبعض افراد عائلتها ...
بدأت القصة عندما تزوج شاب عماني من امرأه اجنبية. حيث ظلت الامرأة على ديانتها المسيحية لكنها ذهبت لتعيش في عمان مع زوجها . وكان الرجل ذا منصب مرموق و مال . انجبوا اطفال و لكنهم افتقروا التربية
هذه قصة محزنة لأنها تروي الحقيقة و تروي حقيقة احد بنات هذا الرجل, وسأطلق على هذه الفتاة اسم ملاك ولا يوجد اسم افضل من ذلك لانها بالفعل اصبحت ملاك
عاشت ملاك عيشة مترفة وكانت تملك كل ما يتمناه المرء من اشياء, كان لديهم بيت فخم ، المال الكثير ، السيارات ، الملابس وكل ما يخطر على البال وفي معضم الاوقات كانت تفعل ما يحلو لها في اي وقت شائت. وكان الاب كثير السفر ، و الام غير جديرة بأسم أم
كانت الفتاه تفتقد الحنان , كانت تريد ان تجد من يسمعها ويقضي الاوقات معها , من يفهما و تثق به
فتوجهت للفتيات الاتي في نفس مستوى معيشتها (الاغنياء) وكانت تقضي اوقاتها مع اصدقائها او سماع الموسيقى ... بشكل عام , الاستمتاع بالوقت كما يطلقون عليه و لم يكن هناك من كان يمنعهم فكانوا يفعلون ما يحلو لهم
وفي احدى العطلات قرروا قضاء بضع ايام في (صلاله) كانوا (ملاك و صديقاتها و ستة شبّان ). اخذوا غرفتين
غرفة للشباب و غرفة للبنات واكنوا جميعاً يجلسون في غرفة واحدة او يذهبون للملاهي الى الساعة الثانية صباحاً ثم يخلدون للنوم .. هذه مدى الحرية التي كانت تتمتع بها ملاك و صديقاتها !! على الاقل هذا ما كانوا يطلقون عليه (الحريه
كان لملاك و صديقتها صديقان وذهبوا للتمشي ثم قرروا الذهاب الى بيت صديقتها لخلوّه وجلسوا في الصالة لبعض الوقت ثم قررت صديقة ملاك الذهاب الى الحجرة مع صديقها وقالت لملاك انها ايضاً باستطاعتها الذهاب الى اي غرفة شاءت مع صديقها. لكنها فضّلت البقاء في الصالة و الحديث معه وبعد لحظات نادت الفتاة صديقتها ملاك لتأتي اليها
فلما ذهبت ملاك و صديقها لينظروا ان الفتاة مع صديقها في منظر يخل بالادب والحياء !! كانوا مصعوقين !!
صفعت ملاك صديقتها و قالت
كيف تجرئين !؟
ثم خرجت من البيت مسرعة و هي تبكي , احست بشعور غريب لم تشعر به قط ولأول مرة في حياتها شعرت ان حياتها بلا معنى او مغزي كانت هي تبحث فقط عن مكان يريحها كرهت كل شيء كانت تتمتع به في الماضي , كرهت الموسيقى .. كرهت اللوحات ... كرهت البيت و المال .. الملابس ... عائلتها ... كل شيء .. كرهت كل شيء لانها لم تجلب لها غير البؤس و العار ...
ذهبت لمنزلها لسماع الموسيقى الصاخبة واصوات اخوتها وهم يلعبون مع اصدقائهم كم كرهت تلك الاشياء اللتي حدثت في منزل صديقتها . ذهبت لترتاح في غرفتها ولكنها وجدت تلك الصور و الملصقات و هي تحدق بها بدأت بتقطيع الملصقات و ت**ير الصور, شعرت بالتعب ولكنها افرغت ما بداخلها والآن حان وقت الصلاة .. ذهبت للصالة لهدوئها كي تصلي ارادت ان تصلي لكنها لم تعرف كيف !! ذهبت الى الحمام اوغتسلت لأنها لم تعرف كيف تتوضأ !! ثم وقفت على سجادة صلاة جدتها لم تعرف ما تفعل فوجدت نفسها ساجدة عليها تبكي وتدعوا الله ... ظلت على هذه الوضعيه ما يقرب ساعة , افرغت ما بقلبها لخالقها شعرت بقليل من الارتياح .
لكن كان هناك المزيد ثم تذكرت عمها اللذي لم تره من زمن بعيد لضعف العلاقات العائلية , كان هو من يستطيع مساعدتها
قررت الذهاب اليه ولكنها لم تجد ملابس مناسبة لهذه الزيارة ...
كانت ملابسها تظهر مفاتنها واجزاء من جسمها ... حينها تذكرت ان عمتها قد اهدتها عبائه و حجاب وقرآن ... لبست ما يليق بهذه الزيارة و نادت سائق جدتها ليوصلها الى بيت عمها ... عندما طرقت الباب خرجت زوجة عمها فارتمت في حضنها باكية ... ففهمت زوجة عمها بالامر وحظر عمها ففعلت نفس الشيء .... لم يعرفها عمها في بادء الامر لكن بدا يطمأنها حالما عرف انها ابنة اخيه و بدأ بالحديث معها
قالت ملاك فيما بعد ان هذه هي اول مرة لها تشعر بالحنان و الحب والاهتمام ... ثم طلبت ان ترى احدى بنات عمها لتعلمها الصلاة و الوضوء وما يتعلق بالدين ثم طلبت منهم عدم الدخول عليها و سألت عمها عن المدة الازمة لحفظ القرآن ... فقال خمس سنين فحزنت وقالت ربما اموت قبل ان تنفضي خمس سنين ! وبدأت في رحلتها ...
بدأت في حفظ القرآن الكريم , كانت ملاك سعيدة بهذا النمط الجديد من الحياة .. كانت مرتاحه له كلياً .. وبعد حوالي شهرين .. علم الاب ان ابنته ليست في البيت! اي اب هذا! ذهب الرجل الى بيت اخيه ليأخذ ابنته فرفضت ثم وافقت على ان تعيش في بيت جدها لحل الخلافات ... حققت ملاك حلمها بحفظ القرآن ...
لكن ليس في خمس سنين ... و لا ثلاثة سنين .. ولا سنة! انما في ثلاثة اشهر !!!
سبحان الله اي عزيمة و اصرار هذا! نعم حفظته في ثلاثة اشهر ثم قرروا ان يحتفلوا بهذه المناسبة فدعت الجميع للحظور كان الجميع فرحين مبتهجين وعندما وصلوا . قالوا لهم انها تصلي في غرفتها
طال الانتظار و لم تخرج !! فقرروا الدخول عليها ... وجدوها ملقاه على سجادة الصلاه وهي تحتضن القرآن الكريم بين ذراعيها و قد فارقت الحياة فارقت الحياة و هي محتضنة القرآن بجانب القلب الذي حفظه
كان الجميع مذهولين لوفاتها قرروا غسلها و دفنها , اتصلوا بابيها وقد اوصت ملاك جدها بمنع امها من الحضور اذا لم تغير ديانتها للأسلام وحظر اخوانها واخواتها وبدأوا بغسلها كانت اول مرة لبنت عمها ان تغسل ميت ... ولكنهم فعلوا .. وقالوا بانهم احسوا ان هناك من كان يساعدهم في الغسيل كانوا غير مرئيين !!! جهزوا الكفن ... وعندما ارادوا ان يكفنوها اختفى الكفن بحثوا عنه فلم يجدوه !! ... ظلوا يبحثون فلم يجدوا غير قماش اخضر في ركن البيت تنبعث منه اروع روائح العطر فلم يجدوا غيره ليكفنوها به ...
وعندما صلوا عليها كان ستة رجال من بين المصلين يلبسون ثياب خضراء وبعد الصلاه حمل هؤلاء الرجال ملاك الى المقبره ودفنوها ... لم يكونوا هؤلاء الرجال احد افراد العائلة واختفوا بعد الدفن هؤلاء الرجال الستة ولم يعلم احد من هم او من اين اتوا واين ذهبوا!!! ولكن لا شك في انهم ملائكة بعثوا من عند الله ليعاملوا روحها كما امر الله عز وجل
استحقت ملاك هذه الجنازة من الملائكة وليس البشر لانها وصلت لمرحلة عالية لم يصل اليها الكثير ... المحزن في الامر ان هناك الكثير من مثل ملاك في عمان و باقي الدول الاسلامية ... اتمنى من الجميع نشر هذه القصه ليتعلم الجميع من هذه القصه المعبرة لكل رجل و امراة عند وقت الزواج لا تفكر في الحب و الشهوه فكر في الأطفال الذين سيأتون
اختر اباً جيداً او اماً جيدة قبل الانجاب ... وتذكر ان هناك يوم بعث وحساب فإما الجنة او النار ... اعتنوا بابنائكم واهلكم واعطوهم الحب و الاهتمام مثل ملاك بالرغم من كل ما كانت تملك . لم تشعر بالسعادة قط الا عندما وجدت طريقها الى الله