لقد كان من جيل المؤسسين لدولته الكويت ، حيث أنه ساهم بشكل مباشر في تطوير بلاده من خلال اقتحامه مجال العمل السياسي ، والذي قاده ليصبح أحد أهم رجال الدولة الذين ساهموا في حركة الازدهار والتطور ، إنه الرجل البرلماني العم أحمد زيد السرحان الذي تألق اسمه في منطقة الخليج . مولده وعمله السياسي : وُلد أحمد زيد السرحان في القبلة بالكويت خلال عام 1920م ، وهو ينتمي إلى قبيلة شمر ، وكان واحداً من التشكيلة الأساسية للمنتخب الكويتي خلال عام 1932م ، ليدخل في العمل بالمجال السياسي في بداية الستينيات ، وقد أصبح عضواً داخل مجلس الأمة خلال دورة عام 1963م ، ليتم انتخابه خلال دورة عام 1967م ليصبح رئيس المجلس لمدة دامت أربع سنوات ، وحينما أصبح رئيساً لهذا المجلس كان لديه سكرتيراً واحداً فقط . أصبح العم أحمد السرحان أحد أهم الشخصيات البارزة في العمل البرلماني ، فهو أحد مؤسسي العمل السياسي بالكويت ، وقد اكتسب خبرات عظيمة خلال عمله السياسي حيث أنه عاصر ستة من حكام الكويت أثناء عمله في مجلس الأمة وهم المغفور لهم جميعاً بإذن الله : الشيخ أحمد الجابر الصبّاح ؛ الشيخ عبدالله السالم الصبّاح ؛ الشيخ صبّاح السالم الصبّاح ؛ الشيخ جابر الأحمد الصبّاح ؛ الشيخ سعد العبدالله السالم الصبّاح ؛ ثم الأمير أطال الله في عمره الشيخ صبّاح الأحمد الصبّاح . وضع العم أحمد السرحان كافة خبراته في المجال السياسي تحت تصرف الأمير ، لينال شرف خدمة بلاده ، حيث أصبح من أبرز الشخصيات التي عملت على تحديد مسار سياسة الدولة ، وقد أصبح أحد كبار المستشارين لأمراء الكويت على اختلاف المناصب التي تولاها ، غير أن الدور الأبرز في حياته السياسية كان من خلال عمله في مجلس الأمة . اشتهر العم أحمد السرحان بنزاهته وأمانته لدى كافة الأطياف بالدولة ، حيث نال احترام وحب كافة فئات الشعب ، ليصبح رمزاً وطنياً رفيعاً في بلاده ، وذلك لأنه كان يسعى باستمرار إلى ترسيخ فكرة الوحدة الوطنية ، حيث أنه دعا إلى التآلف بين كافة الطبقات والأطياف ، وقد قام بتكريس حياته من أجل هذه القضية . انتمى العم أحمد السرحان إلى جيل الرواد الذين قاموا بتأسيس الديمقراطية في البلاد ، وقد اتسم هذا الجيل بالترابط والمحبة حتى تمكن من تشكيل أسرة واحدة متكاتفة ، وقد أصبح العم أحمد شاهداً على عصور مختلفة من الديمقراطية ، حيث أنه عاصر الحياة البدائية التي كانت محدودة العلم ولكنها كانت غير محدودة الفكر ، كما كان شاهداً على سياسات العصر الحديث والطفرة التقدمية الهائلة في البلاد .
قام العم أحمد السرحان باعتزال العمل السياسي بعد أن كبر سنه ، ولكنه لم يقف عند هذا الحد حيث أنه قام بوضع كل الخبرات التي اكتسبها طوال حياته السياسية نصب أعين رجال السياسة في البلاد ، ليساهم بشكل أكبر في حركة التطور السياسي ، لأنه كان يرى أنه يحمل مسؤولية جادة تجاه الكويت ، وهو الواجب الوطني الذي فرض عليه أن يُخرج رؤيته العميقة ليساهم في التطور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للبلاد . عمله التجاري ووفاته : عاد العم أحمد السرحان بعد أن ترك السياسة إلى العمل التجاري الذي كان قد بدأه منذ طفولته مع والده ، حيث أنه كان يرى أنه في الأساس تاجراً قبل أن يكون سياسياً ، وعلى الرغم من كثرة المشاق التي واجهته إلا أنه نجح في مواصلة مسيرته في التجارة ، وقد مارس أنواع مختلفة من التجارة ، ولكن تجارته للساعات كانت الأبرز والأكثر قرباً إلى قلبه ، واستمر هكذا في رحلة كفاحه حتى توفاه الله خلال عام 2012م عن عمر يناهز 90 عاماً .