البداية كانت من خلال حب صناعة الخرائط والقيام بدراسة المواقع الجغرافية لبلدان العالم ، ثم الاتجاه إلى دراسة السلوكيات الاجتماعية لدى الأفراد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ، ليتجه الشاب الأمريكي “جاك دورسي Jack Dorsey” إلى ابتكار موقع جديد تحت اسم “تويتر” ، ليحقق هذا الموقع نجاحاً هائلاً حول العالم . نشأته وشغفه بالبرمجة : وُلد جاك دورسي في ولاية ميزوري Missouri الأمريكية خلال عام 1976م ، وقد كان في سن الثالثة عشر مولعاً بتقنيات التوجيه والإرسال ، والتحق بالدراسة في المرحلة الثانوية ومنها توجه لدراسة العلوم والتكنولوجيا في جامعة ميزوري ، لينتقل فيما بعد للدراسة في جامعة نيويورك ، وبينما كان يمارس عمله ذات مرة كمبرمجاً في مجال تقنيات الإرسال ؛ تصور لأول مرة فكرة عن التغريد . لقد اشتهر دورسي منذ صغره بحبه للبرمجة ، حيث قد تمكن من كتابة برنامج مجاني من أجل تنظيم عمل شركات سيارات الأجرة ، وحينما انتهى من دراسته الجامعية بدأ في تأسيس شركة برمجة ليقوم باستكمال العمل على برنامجه والقيام بتشغيله عبر الإنترنت ، فكان هذا التطبيق هو الذي أوحى إليه فكرة تنفيذ تطبيق مماثل للتواصل المباشر والفوري . رسم الخرائط وبداية فكرة تويتر : كانت البداية في التفكير بالبرمجة الإلكترونية منذ أن كان دورسي يبلغ الثامنة فقط من عمره ، وكان مولعاً في ذلك الوقت بخرائط المدن ، حيث قام بتجميعها من صفحات الجرائد والمجلات وبعض المصادر الأخرى ، وقام بتزيين جدران غرفته بتلك الخرائط ، وحينما أحضر والده أول جهاز حاسوب إلى المنزل ؛ أخذ هذا الجهاز كل اهتمامات دورسي . قام دورسي بتصميم الخرائط بنفسه من خلال مواقع المؤثرات ، حيث أنه كان يتمتع بموهبة مميزة في الرسم والحساب ، وقد تمكن من تعلم تقنيات البرمجة كي يستطيع أن يقوم بتعيين المناطق الخاصة بوصول القطارات وانطلاقها على الخرائط ، كما أنه انشغل بالاستماع إلى موجات الراديو التي تم تخصيصها لسيارات الإسعاف وعربات الشرطة ؛ وذلك كي يتمكن من رسم الطريقة التي تتحرك بها على خرائطه . انتقل دورسي بعد تخرجه بين عدة وظائف ، حتى التحق بشركة برمجيات تحت اسم “أوديو Odeo” في مدينة سان فرانسيسكو خلال عام 2006م ، وهناك اقترح على مالك الشركة أن يعمل على تكوين خدمة تُمكّن كل مشترك من كتابة جملة أو اثنين عن نفسه من خلال لوحة مفاتيح الهاتف المحمول الخاص بكل واحد ، وكل من يرغب في قراءة هذه الرسالة سيتمكن من الوصول إليها ، حيث سيقوم نظام تنبيه مخصص لذلك بإخباره بوجود رسالة ، ومن هنا كانت الشرارة الأولى لانطلاق موقع “تويتر”.
وبالفعل قام مالك الشركة بتشجيع فكرة دورسي ، كما قام بتعيينه رئيس مجلس إدارة الشركة الجديدة التي انطلقت بعد مدة تحت اسم “تويتر” ، حتى أصبح موقع تويتر خلال خمس سنوات أحد أشهر منصات التواصل الاجتماعي ؛ وذلك بعد أن وصل عدد المستخدمين إلى أكثر من ربع مليار مستخدم . وقد ظهر تويتر في صورة شركة مستقلة بذاتها خلال عام 2007م ؛ وذلك بعد أن اشترك دورسي مع رفيقين له لإخراج تويتر بصورته المميزة ، وقد حدد دورسي عدد الحروف التي تُكتب على تويتر بمعدل مائة وأربعين حرفاً ، كما أنه هو الذي اختار العصفور الأزرق ليكون رمزاً لموقع تويتر ، حيث أنه استوحى هذا الرمز من خلال الطائر الذي يُعرف بخاطف الذباب ؛ الذي ينتمي إلى الطيور المهاجرة ولونه أزرق ، وهكذا نجح دورسي في إخراج تويتر بالصورة المتعارف عليها والتي لاقت رواجاً كبيراً جداً في أوساط الإنترنت .