قصة خيالية قصيرة رائعة – في يوم من الايام كان هناك فتى صغير ينام في غرفته ليلاً بمفرده و كان شديد الخوف من الظلام و دائماً ما يبدأ عقله بنسج الافكار و الخيالات المخلفة بمجرد حلول الظلام . يفكر دائماً انه هناك شبح مخيف يركد هناك في جانب غرفته يسمى الظلام هذا المخلوق المجهول المخيف الذى سيهاجمه يومياً . كانت ترعبه هذه الفكرة كثيراً و تجعله ينام مسرعاً منكمشاً على نفسه ولا يحاول النظر ابداً الى الظلام حتى لا تبدأ افكاره مجدداً .
وفي يوم اثناء نومه وحيداً في غرفته الصغيرة نظر الى الظلام السائد و امتلكه الخوف و فجاه تحققت جميع مخاوفه و كوابيسه امام عينه فقد خرج من قلب الظلام كائن ! فتى صغير يشبهه تماماً وقف امامه في ثقة . ارتعد الفتى الصغير خوفاً و سأل الشبح في خوف من انت و ماذا تريد مني ايها الشبح ؟ كيف يمكنني ان اجعلك تذهب دون ان تصيبني بمكروه ؟ ارجوك اتركني . رد علية الظلام في هدوء و بنظرة شاحبة مرعبة جداً : انا الظلام و يبدو من نظرتك و زرقة وجهك انك تخافني كثيراً اليس كذلك ؟ رد عليه الفتى الصغير في اندهاش فهو لم يكن يتوقع ابداً ان تكون مخاوفة حقيقية و ان هناك كائن حقيقي يسمى الظلام و يقف الان امامه يخاطبه : نعم انا اخافك . فانت تجعلني اتخيل اشياء مخيفة لا ترى بداخلك .
ابتسم الظلام في هدوء قائلاً : انا لم ولن اؤذيك ابداً . فانا اتواجد فقط عند من يخافني كي اقول له انه لا يوجد اي داعي للخوف و الزعر . ليس عليك الخوف مني ولا من اي مخلوق خالص غير قادر على ايذاءك . كن مؤمنا بالله سبحانه و تعالى و لا تخاف احداً غيره فالله و الان بما انك قد عرفتني تماماً و استجمعت قواك و شجاعتك للحديث معي فانا سوف اذهب الان و انا واثق انك لن تخافني مرة اخرى .
بدأ الفتى في البكاء حزيناً فسأله الظلام لماذا تبكي فاجابه انه لا يبكي خوفاً و لكنه حزين على حال الظلام الطيب الذى يساعد الغير و لكن الكثير يخافونه . ضحك الظلام و قال ان له العديد و العديد من الاصدقاء الذين لا يخافونه
ابداً و سوف يكون هذا الفتى الصغير صديقه الجديد . انهى الظلام كلامه و اختفى تماماً .
من يومها و الفتى الصغير لا يخاف الظلام ابداً و كلما جلس في غرفته المظلمة وحيداً تذكر شيئاً واحداً و هو صديقه الظلام الذي يتمنى انه يراه مرة اخرى !