قد يقودك البحث عن شخص ما قد فُقد في فترة ما ، إلى حقائق صادمة قد تظل تراودك لفترة طويلة وأنت تتساءل ، ماذا يمكن أن يحدث ليغير من طبيعة بشر ، ويحولّه من إنسان عادي إلى وحش متعطش للدماء ؟ الإجابة في قصة كونستانزو
البداية : وُلد أدولفو كونستانزو عام 1962م ، لأم صغيرة في السن كانت في الخامسة عشرة من عمرها عندما أنجبته ، في إحدى ضواحي مدينة ميامي الأمريكية ، وكان زوجها قد توفى وتركها وحدها لتعيش أرملة مع طفلها الوحيد ، ولكنها سرعان ما وجدت لنفسها وطفلها زوجًا آخر ، قام بالزواج منها وانتقلت لتعيش معه هي وطفلها
كانت الفتاة الكوبية الأصل تدين بالمسيحية وتواظب على الذهاب للكنيسة ، وتأدية الطقوس والتعبد وعمّدت ابنها بها كاثوليكيًا ، ولكن سرعان ما بدأ الجيران في الحي الذي تقطنه يطلقون الأقاويل بشأن كونها ساحرة
وما تسبب في انتشار الأمر بشأن الزوجة الشابة ، هو أن البعض منهم قد شاهدوها تقوم بأمور غريبة ، خاصة عندما يتشاجر بعضهم معها فكانوا يجدون في اليوم التالي ، رقبة دجاجة مقطوعة على أعتاب منازلهم ، حتى أن البعض قد أشار إلى أن تلك الممارسات لن تخرج عن اعتناق الفتاة لديانة السانتيريا ؛ وهي دين غير سماوي يؤمن بالسحر والخرافة والقوى الخارقة لبني البشر ، والأرواح التي فارقت الحياة
تعلم كونستانزو أصول وممارسة عقيدة السناتيريا ، منذ أن بلغ التاسعة من عمره ، وتعلم أصول الفودو التي تؤمن بها العديد من الشعوب الأفريقية القديمة ، وصار كونستانزو مؤمنًا بما يفعل ويزدادا تعلقًا به خاصة عندما بلغ سن الرابعة عشر من عمره ، وتعرف على عقيدة تعرف باسم البالو ، حيث نصحه معمله أن يترك البعض يدمنون المخدرات ثم يستولي هو عليها ! جرائم وحشية: في سن المراهقة قام كونستانزو بممارسة السحر الأسود بعد أن تعلم فنونه ، وبرع في قراءة أوراق التاروت ، وظهرت لديه ميول جنسية منحرفة ، وإبان تلك الفترة وتحديدًا في عام 1983م انتقل كونستانزو إلى مكسيكو سيتي
حيث جمع حوله عددًا من الشباب والمراهقين الذين آمنوا بقدراته الخارقة ، وقدرته على التنبؤ والسحر وخلافه ، وبما أن المجتمع في مسكيكو سيتي آنذاك لم يكن على القدر الكاف من العلم والمعرفة ، لاقت خرافات كونستانزو صدى واسعًا بين سكانها المحليين
وللتدليل على ما تمتع به كونستانزو من شهرة ، بدأ رجال العصابات والإجرام يتوافدون عليه طالبين تعاويذ خاصة لحمايتهم ، حتى أن زعيم المافيا قد دفع لكونستانزو أربعين ألف دولارًا من أجل تعويذه تحميه هو ورجاله ، لمدة ثلاثة أعوام متتالية
وصنع كونستانزو لنفسه وعاء يعرف باسم كانكا ، وملأه بدماء وعظام ضحاياه الذين كان يختطفهم هو ورجاله ، أو من رجال العصابات الذين أراد أن يستولي كونستانزو على أموالهم
وفي عام 1986م تعرف كونستانزو على رجال عائلة كلازادا المتاجرة في المخدرات ، وقد ساعدهم في بعض الحيل التي ما لبث كونستانزو أن اقتنع بأن ثروتهم كانت بفضل تعاويذه الخاصة ، وطلب منهم نسبة عما يقوم به من عمل لهم
ولكن عائلة كلازادا لم يرحبوا بمطلب كونستانزو ، وقاموا بطرده مما جعله يضمر الشر لهم ، وبعد مرور عدة أيام اختفى قائد العائلة وستة من رجالة فجأة ، ثم عُثر على جثثهم ملقاه في النهر عقب عدة أيام ، وقد تم تشويهها وأقر رجال الشرطة بأنهم قد تم تعذيبهم قبل القتل ، والاعتداء جنسيًا عليهم ، ثم اقتلعت عيونهم وأعضائهم التناسلية وقلوبهم ، فيما يشبه طقوس الأضحيات ، ولو أنهم نظروا في وعاء الكونكا الخاص بكونستانزو لوجدوا تلك الأعضاء به ! النهاية : بحلول عام 1989م تعرف كونستانزو على فتاة تدعى والديت ، كانت عشيقة لأحد رجال المخدرات وسرعان ما تركته وسقطت في سحر كونستانزو ، ولكنها كانت ذكية فصارت رفيقة له وساعدته في جرائمه ، وأطلق عليها لقب العرابة ، وأخذت تمارس معه طقوسه الغريبة وازداد عدد الضحايا بشدة ، ولم يتم الانتباه له فقد كانت الشرطة مخترقة من قبل رجال العصابات ، الذين حماهم كونستانزو من قبل
ولكن عقب اختطافه لأحد الشبان من ذوي البشرة البيضاء ، قامت الشرطة بحصاره ومداهمة الكوخ والمزرعة التي يقطنها ، عقب عدة بلاغات من السكان القريبون بشأن صرخات وعويل متكرر يصدر من هذا المكان
وهناك أمر كونستانزو أحد رجاله بإطلاق الرصاص عليه ، قبل أن يصل رجال الشرطة ولكن الرجل رفض فصفعه كونستانزو وأخبره أنه سوف يخلد في الجحيم إن لم يفعل ، فقتله الرجل هو وصديقه قبل أن تصل الشرطة إليه