التنورة المبتلة

منذ #قصص اجتماعية

وسيم جالس على اريكة المنزل المهترئة ... اهله محيطون به لقد تم تسريحه اليوم من المشفى بعد اسبوعين من المعاناة مع الابر و الادوية...

الكل سعيد لتماثله للشفاء من مرضه الذي استنزف كليتيه

لكن الاجواء غريبة ...
هدوء ما قبل العاصفة

لا تدوم السعادة في هذا المنزل لاكثر من بضع لحظات
تشير عقارب الساعة الى الثامنة و ثلاث و ثلاثين دقيقة مساء...
يتبادل الزوجان اطراف الحديث ببرود كعادتهما ... لا احد منهما يطيق الاخر

و فجأة من يدري ماذا قيل
الارجح ان ف شتمها او سب والديها لانه يفعل هذا كثيرا في الاونة الاخيرة

تحول النقاش الى الفاظ غريبة
ح بصوت متقطع : و آه كم اتمنى ان ايام وسيم في المشفى لم تنتهي بهذه السرعة كنت في احسن حالاتي مع ولدي بعيدا عنك... أ أ أنت سبب معاناته في المقام الاول

ف : كرري كلامك ان كان فيك ذرة من الشجاعة يا قليلة الحياء تتمنين دوام السقم على ابني

و تتالت الكلمات حتى يعلو الصراخ في المنزل فينقض الزوج عليها دون رحمة

ليفعل فيها ما اعتاد فعله و اعتاد الابناء الثلاثة على مشاهدته

ترى ما الجديد؟
تغوص ياسمين في التفكير و فجأة تمشي بخطوات متسارعة نحو ابيهاوتمسكه من قميصه و تدفعه جانبا بقوة لا تدري من اين جاءت بها
و يقف الجميع للحظة مستغربين الامر

فيتأكد الاب انه لما رأى ابنته الوسطى في المنام قبل بضع سنوات تضربه لم يكن ذلك مجرد حلم بل كان تنبؤا لما سيرد منها من تمرد عليه في كبرها
تحول تركيزه على زوجته الى ابنته

فصار يقذف عليها اي جامد يراه امامه الى ان رمى عليه بدلو مياه وسخة كانت قد قشرت فيها الام البطاطا لتحضير العشاء

لقد تبللت بالكامل

بلغ عنفه تجاه ابنته اقصى حد له ذلك اليوم
اول مرة يتدخل احد ابناءه اثناء تعذيبه لزوجته
لذا كان رد فعله مبالغا
لكن لاشيء يشكل فرقا عند ياسمين بعد الان

اول مرة تدافع فيها عن امها و من الواضح انها لن تكون الاخيرة

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك