في مصر كانت هناك سيدة تعول أسرتها كاملة بعد أن ابتلاها الله سبحانه وتعالى بزوج انجرف بعد سنوات طويلة من الزواج مع أصدقاء السوء في سكة المخدرات، في بداية تعاطيه لتلك السموم امتنع تدريجياً عن عمله، وبعدها صار يأخذ المال من زوجته وبالتالي كثرت المشاكل بينهما، كان لديهما ثلاثة بنات أكبرهن بالجامعة “فيروز”، ومن بعد امتناع الأم التي تسعى جاهدة لتسير عجلة المنزل عن إعطائه المال الذي تحتاجه لمصاريف بناتها أخذ الزوج يبيع أثاث المنزل قطعة تلو الأخرى، وعندما كانت الزوجة تتكلم معه صار يبرحها ضرباً ، وعندما لم تجد معه وسيلة اضطرت للانفصال عنه.
!@!
كانت الزوجة تعمل في محل كوافير نيسائي لفترات متضاعفة حتى تتمكن من توفير حياة أفضل لبناتها، كانت دائماً تعمل جاهدة دون كلل أو ملل ولا تشتكي لأحد من أقاربها خوفاً على مستقبل بناتها اللاتي كرست حياتها من أجلهن، ولكن الحظ لم يحالفها في ابنتها الكبرى حيث أنها انجرفت هي الأخرى مع صديقات سوء، فأخذت تسهر الليل خارج المنزل والأم غافلة عنها بطبيعة عملها الذي يستغرق منها ساعات طوال من الليل والنهار، وبيوم من الأيام عادت الأم من عملها قبل موعدها الأصلي بساعة إذ كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل والابنة الكبرى لم تعد للمنزل حتى تلك الساعة المتأخرة، وبعدها جاءت الابنة مخمورة، كانت تلك هي الصدمة الكبرى بالنسبة للأم التي أفنت حياتها من أجل بناتها وها هي الآن ترى أولهن على طريق غير مستقيم، والأصعب من ذلك أن ابنتها تلك قد فقدت أغلى وأعز شيء عندها وعند كل البنات وبإرادتها.
استعانت الأم بخالقها على مصيبتها بأبنتها وحاولت جاهدة أن تقوم سلوكها فجلبتها معها للعمل حتى تضعها أمام عينيها ولا تغيب عنها، ولكن الفتاة ما جلبت لأمها في عملها سوى المشاكل فطردت ولولا أن أصحاب العمل على علم بليغ بحال الأم لطردت مع ابنتها، فأيقنت الأم أن لا فائدة تُرجى من ابنتها بعد الآن، وحملت نفسها مسئولية ما حدث مع ابنتها كاملة ولكنها لا تعرف أن العرق دساس وأن أخلاق الفتاة وسلوكها يميلان كل الميل لأبيها الفاسق على خلاف أختيها الصغيرتين.
دبر طليق السيدة مكيدة بمساعدة ابنتها الضالة “فيروز”، فقدم إلى المنزل بعد ذهاب الأم إلى عملها بحجة لكل من رآه من سكان المنطقة أنه يريد رؤية بناته وأن زوجته قامت بمنعه من حقه في ذلك، وفي اليوم التالي سألت جارة إحدى بنات السيدة عن أمها إذ أنها لم ترها كعادتها فأجابتها الابنة بأن والدتها قد سافرت لأهلها لظروف طارئة وستعود في غضون أيام قلائل، وبعد مرور ثلاثة أيام اشتم كل من بالحي رائحة غريبة وكما لوحظ على بنات تلك السيدة شيئاً عجيبا، لقد كانت الابنة الصغيرة دائماً ما تشتري أعواد البخور من تلك الجارة التي تفتح دكاناً صغيراً بأسفل العمارة التي بها شقتهن، وهذه الجارة صديقة مقربة لأم هؤلاء البنات، وقد استغربت بشدة من أحوالهن في تلك الفترة وغياب والدتهن الذي لم يحدث من قبل، كما أنها كلما دقت عليها تجد هاتفها مغلقا على غير عادتها، ومن وجود الأب دائما مع البنات، من تغير كلام الفتيات في كل مرة معها حيث يقلن كلاما وبعدها يقمن بنفي نفس الكلام بكلام آخر.
قامت الجارة بالاتصال على مالكة المنزل وإخبارها بحدوث أمور عجيبة وأنها تشك في أن طليق السيدة التي تسكن عندها قد قام بقتلها، جاءت المالكة (أخت زوج الجارة) وذهبت مع زوجة أخيها للتحقق من الشكوك التي تدور في رأسها، وبالفعل قد وجدتا رفضاً شديداً من الأب والابنة الكبرى في فتح باب حجرة نوم الأم المختفية، وبالكاد فتحت مالكة المنزل تلك الحجرة وقد هم الأب بالفرار غير أن زوج الجارة (أخ المالكة) قام بمنعه والقبض عليه لحين معرفة ما السر وراء اختفاء طليقته وتلك الرائحة النتنة التي تخرج من تلك الحجرة التي امتنع عن فتحها، وقد وجدوا أن تحت السرير توجد حقيبة سفر كبيرة الحجم وقد وجد بداخلها جثة الأم بعدما قام بكسر ظهرها وثنيها من أجل إدخالها كاملة بالحقيبة، وقد اعترفت الابنة الوسطى “لؤلؤة” بأن أختها الكبرى “فيروز” قامت بوضع المخدر لوالدتها في العصير وأن أباها قد قام بخنقها حتى الموت.