قصة نبيل فاروق المفتش أحمد بك برهان


تم اسناد قضية مقتل رجل أعمال شهير وزوجته وسرقتهما إلى المحقق نجيب، وقد تولى تلك القضية منذ خمسة أيام ومنذ تسلمه اياها وهو بمكتبه لم يغادره ولم يذهب حتى إلى منزله فهو منذ تسلم القضية منكب عليها يقوم بدراستها ويعيد دراستها المرة تلو الأخرى لعله يجد ثغرة أو دليل يرشده إلى القاتل، ولكن كل ذلك كان دون جدوى فحتى الآن لم يصل إلى خيط أو دليل يقوده إلى حل لغز تلك القضية.

!@!
كان هذا اليوم الخامس من تسلمه تلك القضية وكأن المطر قد تأخر عليه فكانت تتابع قطرات المطر ضاربة بزجاج شباك مكتبه مما اثاره إلى جانب ساعة مكتبه التي يصدح صوت تكتكتها والتي تشير إلى الثانية عشر، ولكن هنا تغير الرتم المحيط به إلى نقرات على باب مكتبه فأذن للطارق بالدخول فوجده رجلاً اشيب ذو شارب شبيه بالعصور القديمة فأصابته الدهشة، فسأل من أنت وكيف وصلت إلى هنا فأجابه الرجل بهدوء ووقار اسمي احمد برهان مفتش المباحث بالمديرية.

جلس المفتش احمد برهان وبدأ يتحدث مع المفتش نجيب حول القضية فقال نجيب بأنه يحاول دراسة القضية منذ خمسة أيام ولم يصل إلى أي دليل يشير إلى القاتل فهو حذر جداً ولم يترك خلفه أي دليل، فرد المفتش أحمد برهان بأن القضية ليست سهلة ولكن ليس من المستحيل حلها وربما يكون في غموض القضية حلها مما جذب اهتمام نجيب للحديث بشكل أكبر.

قال المفتش أحمد القاتل كان حذراً ولم يترك خلفه دليل ولكن جريمة القتل تمت في منزل رجل الأعمال وبعد ذهاب الخدم مما يدل على أن القاتل شخص معروف لهم، فقاطعه نجيب بأن ذلك خطأ دل على أن القاتل شخص معروف لهم ولكن القاتل قام بكسر الباب للدخول.

قاطعه المفتش أحمد فأخبره كيف به أن يقتحم المنزل ومازال رجل الاعمال وزوجته يقظين وكيف لم يستخدم رجل الاعمال سلاحه حينما اكتشف الاقتحام، فسكت نجيب قليلاً ثم قال بحماس إذاً فالقاتل معروف لهما وهذا يغير كل الحسابات.

رجل الأعمال وزوجته كانوا بملابس رسمية ولكن كان الخدم قد غادروا والوقت متأخر، إذاً فهو شخص مقرب بدرجة ما منهم وذلك يجعلنا نحصر المشتبه بهم في ثلاث اسماء، ولكن بمتابعة طريقة السرقة التي تم فيها تكسير زجاج المكتب ودولاب حجرة النوم حتى تتم سرقة الاوراق والمال والمجوهرات وترك باقي الشقة دون العبث بها مما يعني أن القاتل يعرف ما يبحث عنه بشكل جيد، مما يتركنا مع مشتبه واحد وهو شريك المجني عليه نذير فقام بالاتصال بمساعده لاستصدار أمر بالقبض على نذير، وعندما التفت ليتحدث مع المفتش أحمد لم يجده فبحث وسأل العسكري على الباب فاندهش العسكري وأخبره بأنه لم يدخل أحد المكتب منذ تولى نوبة الحراسة الخاصة به، فعاد إلى مكتبه فالتفت إلى الصورة المعلقة بمكتبه ووجد فيها صورة المفتش أحمد و كتب تحتها أحمد بك برهان مفتش مباحث المديرية، عند حصوله على لقب الباكاوية، لبراعته الملحوظة في حل القضايا الغامضة، ثم تاريخ التقاط الصورة في عام 1933م، فجلس على مكتبه وهو مندهش ثم استدار وشكر المفتش وهو يشعر بالراحة بعد انتهائه من حل القضية التي أرقته.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك