في يومًا من الأيام ، بداخل درجًا من أدراج مكتب طفل صغير ، كان هناك مجموعة من الأقلام الخشبية الملونة وكان يدور بينهم حديثًا عن مزايا كل واحدًا منهم ما عادا اللون الأسود ، وذلك لأن صاحبه الصغير لم يكن يستخدمه أبدًا
وقد أحست باقي الألوان الملونة بهذا الأمر وأخذوا يتفاخرون ويغترون قائلين : إنك لا تستحق أن تتواجد معنا في هذا المكان ، فالطفل الصغير لا يحب أن يستخدمك في تلوين رسوماته فهو يستعملنا جميعًا لرسم المناظر الطبيعية الخلابة بألواننا الزاهية أما أنت فلا مكان لك في تلك المناظر الجميلة
شعر القلم الأسود بالغضب ولكنه تمالك نفسه وقال لهم : لا يهمني ما تقولوه فإن الرسامين المشهورين يستعملونني في لوحاتهم ولا يستخدمون غيري فيستبدلون جميع الألوان بي ، وقد حصلت لوحاتهم على شهرة واسعة ولم ينل أحدًا منكم شرف أن تتكون لوحة من تلوينه هو فقط
تمادت الألوان في تقليص حجم ودور اللون الأسود وقالوا له في غرور : ولكن المناظر الطبيعية الخلابة لا تحتوي على الأسود ولابد لك أن تعترف بأن الرسام الصغير لا يحتاجك فى التلوين فأنت تستخدم في تلوين كل ما هو قبيح وفقط
زاد غضب اللون الأسود وصاح فيهم قائلًا : أنا رمز القبح ؟! ، سوف أريكم سوف تندمون على كلامكم ، وراح يركض فوق لوحة مرسوم فيها جزء من الطبيعة الخلابة وأخذ يلون كل شيء فيها بالأسود حتى قرص الشمس المنير تلون بالأسود وطفأ نوره
قال اللون الأسود لبقية الألوان : من اليوم سيكون عصر الظلام وسأجعل كل شيء سواد وسوف أحول كل ألوانكم الزاهية فى جميع اللوحات إلى سواد ، وانطلق يركض وراء الأقلام في كل اتجاه ، وهم يختبئون مرعوبين بين الرفوف وتحت السجاد ، وهو يتوعدهم بأشد العقاب
وانتهى الحديث بدخول الرسام الصغير الذي تفاجئ بفساد لوحته الجميلة وأخس بأن هناك شيئًا غريبًا يحدث ، أمسك باللون الأسود وقال له : أنت سيد الألوان جعلتك فوق رؤؤس البشر وكنت ألون بك ظلال الشر والأزهار
سمعت الأقلام الملون هذا الحديث وأحسو بالندم على أذيتهم للون الأسود وقالوا : أرجوك تقبل اعتذارنا كان علينا ألا نقلل منك ، ابتسم لهم القلم الأسود وقبل اعتذارهم وتعاونوا جميعًا فى تلوين لوحة جديدة