كانت الأميرة دوزي والأميرة روزي يعيشان في قلعة بعيدة ، وكانت دوزي أميرة أنانية ولا تحب سوى نفسها بل وكثيرًا ما تؤذي الناس من حولها ، بينما الأميرة روزي كانت طيبة القلب تحنو على الجميع ، وتساعد كل من يحتاج لمساعدة دون ضجر أول ملل
وذات يوم قرر الملك قبل وفاته أن يقسم المملكة إلى نصفان متساويان ، وأن يعطي كل أميرة نصف المملكة ، فأجتمع بالأميرة دوزي والأميرة روزي ، فسأل الأميرة دوزي عن أكثر شيء تحبه في الحياة
ففكرت دوزي في دهاء وقد علمت لو أخبرت والدها الملك إنها تحب الذهب والمجوهرات سيغضب منها ، ولكنها أخبرت والدها أنها تحبه هو أكثر من أى شيء آخر ، ففرح الملك من رد الأميرة دوزي
ثم سأل الأميرة روزي السؤال ذاته ، فأخبرته إنها تحب العديد من الأشياء مثل المطر والأشجار والأطفال المبتسمة ، بل وتحب ترى الناس سعيدة ، فغضب والدها من ردها ، إذ لم تذكر أنها تحبه كثيرًا مثلما فعلت اختها دوزي ، وطلب منها أن تخرج خارج القلعة والمملكة لمدة أسبوع ثم تعود
خرجت روزي من القلعة وهي تشعر بالحزن الشديد ، وبدأت تسير في الغابة ، فسمعت صوت بكاء خافت التفتت روزي فوجدت شجرة جوز الهند الكبيرة تبكي ، فسألتها عن سبب بكائها ، فأخبرتها شجرة جوز الهند أنه لم يأتي أحد ليرويها منذ أيام عديدة وكادت ثمارها تجف وتذبل
التفتت روزي حولها فوجدت بحيرة صغيرة ، فقامت بحفر قناة تصل الماء إلى شجرة جوز الهند باستمرار ، ففرحت شجرة جوز الهند ، وأعطت الأميرة روزي بعض من ثمار جوز الهند الكبيرة
أكملت روزي مسيرتها فرأت بقرة صغيرة تبكي ، فسألها روزي عن سبب بكائها ، فأخبرتها أنها لم تتناول طعام منذ فترة طويلة وكادت تموت من شدة الجوع ، فأسرعت روزي وجمعت بعض الحشائش الخضراء وأحضرتها لتطعم البقرة المسكينة
فأكلت البقرة حتى شبعت وشكرت الأميرة روزي على مساعدتها لها ، وقدمت لها وعاء كبير وضعت به الكثير من الحليب الطازج ، ففرحت روزي وأكملت مسيرتها ، ولكن شعرت بالتعب الشديد وكانت تبحث عن مكان لترتاح فيه
وجدت روزي منزلًا صغيرًا على بعد مسافة صغيرة منها ، فركضت نحوه وطرقت الباب ففتحت لها سيدة عجوز ، فسألها روزي إن كان بإمكانها أن تجلس لترتاح قليلاً في منزلها ، فرحبت بها السيدة وقدمت لها الطعام والشراب
جلست روزي في المنزل ولاحظت أن السيدة العجوز لا تقوى على أعمال المنزل ، فبعد أن تناولت روزي الطعام نهضت لتعيد ترتيب المنزل لتلك السيدة ، ومكثت لدى السيدة لتخدمها لمدة أسبوع ، وكانت تساعدها في إعداد الطعام وفي اعمال مزرعتها وفي تنظيف المنزل
بعد أسبوع رحلت روزي من منزل العجوز لتعود إلى المملكة ، وقد أعطتها تلك السيدة العجوز صندوق خشبي ، وطلبت منها أن لا تفتحه إلا عند عودتها إلى غرفتها ، وعادت الأميرة روزي إلى المملكة ، ودخلت غرفتها وفتحت الصندوق ، فوجدت مجوهرات وذهب وأحجار كريمة نفيسة قد أهدتها لها تلك السيدة لأنها ساعدتها في أعمال المنزل ، وكانت ذات قلب يعطف على كل من يحتاج مساعدة
علمت الأميرة دوزي بما حدث مع أختها الأميرة روزي فشعرت بالغيرة ، وقررت أن تخرج هي أيضًا لتلقي بالسيدة لتعطيها الذهب والمجوهرات ، وفي طريقها سمعت صوت شجرة جوز الهند تبكي وتطلب منها أن ترويها ، لكنها رفضت لئلا تتسخ ملابسها الفخمة بالماء
بل وسمعت صوت بكاء البقرة تطلب منها أن تجمع الحشائش لتطعمها ، لكنها غضبت من البقرة وأخبرتها أنها الأميرة كيف تذهب لتجمع الحشائش لتطعمها ، ورحلت حتى وجدت منزل العجوز
طرقت الباب وفتحت لها السيدة العجوز ورحبت بها ، وكانت السيدة العجوز تشعر بالإعياء ، وطلبت من دوزي أن تعد لها الطعام لكن دوزي رفضت وغضبت من السيدة ، فكيف تعد لها طعام وهي أميرة عظيمة يخدمها جميع الناس
طلبت دوزي من العجوز أن تعطيها صندوق كبير مثل الذي أعدته لأختها الأميرة روزي ، تعجبت العجوز إذ لم تخبرها روزي أنها أميرة وظلت تساعدها وتخدمها بتواضع ومحبة ، نهضت العجوز مستندة على عكازها وقدمت لدوزي صندوق كبير ثم رحلت
عادت دوزي إلى غرفتها ، وما أن فتحت الصندوق حتى وجدت نحلة كبيرة لدغتها في يدها ، وظلت دوزي تصرخ متألمة ، ولكنها علمت من أختها روزي انها نالت جزاء أنانيتها ، وندمت دوزي على فعلتها ، ووعدت أختها روزي أن تساعد من يحتاج إلى مساعدة ، وأن تكون حنونة وعطوفة على الجميع
مترجمة عن قصة : The Tale of two sister