في كل صباح تخرج أسراب النحل إلى الحدائق والمزارع كعادتها في كل صباح وتأتي بالرحيق من الأزهار ، عثرت واحدة من النحلات على زهرة جميلة متفتحة ورائعة الجمال ، اقتربت منها النحلة وهي تتأمل جمالها وعندما شعرت الزهرة بهذا أغلقت أوراقها أمام النحلة ، تعجبت النحلة من فعل الزهرة وقالت : ماذا حدث لكي تغلق الزهرة أوراقها هل أصابها شيء
حاولت النحلة أن تفتح الزهرة لها أوراقها دون فائدة ولكن عندما غادرت النحلة المكان وذهبت بعيدًا عادت الزهرة متفتحة مرة أخرى ، تعجبت النحلة من فعل الزهرة كثيرًا فهي لم ترى زهرة أغلقت أوراقها بهذه الطريقة أمامها وقالت سوف أجرب مرة أخرى وأسرعت النحلة في هبوطها علي الزهرة وقامت هي الأخرى بإغلاق أوراقها سريعًا فازدادت دهشة النحلة وتعجبت وقالت لابد من أنه هناك سرًا
وقفت النحلة أمام الزهرة وقالت لها : ماذا هناك يا ترى ، لماذا تغلقين أوراقك أمامي هل انت مريضة أم تخافين مني ، قالت الزهرة وهي غاضبة ، لا لست مريضة ولا أخاف منك وإنما أنا لا أرغب في وجودك ، فقالت لها النحلة : أمرك عجيب ، لما تغضبين مني هكذا
قالت الزهرة في صوت خافت ضعيف : لقد قررت ألا أعطي رحيقي لأي نحلة من الآن ، فضحكت النحلة وقالت لماذا هل تريدينني أدفع لك ثمن الرحيق ، فقال لها الزهرة : نعم إذا أردت رحيقي فعليك أن تدفعين الثمن أولًا
فقالت النحلة : ولماذا أدفع لك وأنا من يقدم لكي خدمة جليلة ، فقالت الزهرة إن كل ما قلتيه هذا ما هو إلا كلام أنا لا أشعر أنك تقدمين لي أي خدمات ، فقالت النحلة : إن كنت لا أقدم لكي خدمات فمن كان يقوم بنقل حبوب اللقاح إليكِ ، فقالت الزهرة : حبوب اللقاح ؟ لا أفهم ما تقولين
ردت النحلة وقالت لها هل تستطيعين أن تقولي لي ما هي وظيفتك في الحياة ، فقالت الزهرة أن يشتم مني الناس الريح الطيب ويستمتعون بجمالي عندما ينظرون إلي ، فقالت النحلة : ليس هذا وفقط بل لكي وظيفة أخرى وهي أن تقومين بصنع البذور حيث أقوم أنا بنقل حبوب اللقاح الصغيرة في أقدامي وعندما أقوم بامتصاص رحيقك تلتصق حبوب اللقاح فيها وأنقلها منك إلى زهرة أخرى وهكذا ومن ثم تقومين بعد ذلك بإنتاج البذور
اندهشت الزهرة وسألت النحلة ولكن ما هي استفادتي من كل هذا ، فقالت النحلة ألم تفهمي بعد يا صغيرة ، النحل هو من يجلب لكي حبوب اللقاح هذه ومن ثم فأنا أقدم لكي خدمة مقابل إعطائك الرحيق
فقال الزهرة لقد فهمت الآن وفتحت الزهرة أوراقها وأخذت النحلة الرحيق وأكملت طريقها إلى باقي الزهور ومن ثم عادت إلى خلية النحل وأفرغت الرحيق الذي ينتج منه العسل اللذيذ