السرقة سلوك سلبي ، قد يقوم به الشخص في حالة شعوره بالاحتياج ، وأنه لا يملك ثمن توفير احتياجه هذا كالطعام والشراب ، أو الحصول على ما يسد رمقه ، وآخرون يسرقون من أجل الرفاهية ، وجمع المال بطرق غير مشروعة ، وهؤلاء كثر ، على اختلاف أنماط سرقاتهم وشكل السرقة نفسها ، وقد سجل التاريخ بضع عمليات سرقة ، كانت هي الأغرب في تفاصيلها من أي شيء .
متحف إيزابيلا ستيوارت تبخر سارقوه في الهواء : في عام 1990م ، سمع حراس الأمن المتواجد بمتحف الفنون ، المعروف باسم إيزابيلا ستيوارت جاردنر في أميركا ، طرقاً متواصلاً على الباب الخاص بهما ، فذهب أحدهما ليتفقد الطارق ، فأخبره من بالباب أنهم شرطة الولاية ، وقد أتوا لتفتيش المكان ، إثر بلاغ قدم إليهم ، بأصوات اقتحام واضحة للمتحف ، ولابد أن يسمحوا لهم بالدخول ، فوراً بدأ الحرس في إدخال من بالباب ، ليجدوا مسدسات مصوبة نحو رأسيهما ، فلاذا بالصمت المطبق .
بدأ اللصوص في تقييد الحارسين ، داخل المتحف ، والذي يعد أحد أكبر وأهم المتاحف الفنية ، حول العالم حيث يذخر بعدد من اللوحات الفنية النادرة ، وهناك استولى اللصوص على ثلاثة عشر لوحة ، للعديد من الفنانين مثل كل من ؛ ديجاس وفيرمير ورامبرانت ، وغيرهم من أشهر فناني الرسم حول العالم .
والتي قدر ثمنها بأكثر من خمسمائة مليون دولار أميركي ، ولكن المثير في الأمر ، هو اختفاء اللصوص في غضون بضع دقائق ، ولم يتركوا خلفهم أثراً ، يقود إليهم أو دليل ، وإنما تركوا قصة غريبة ، لعملية سرقة تاريخية ، في غاية الغرابة .
وعلى الرغم من حصول رجال الشرطة ، على مواصفات مرتكبي جريمة السرقة ، وفحص سيارات الأثرياء ، ورجال الأعمال وكافة من لهم مناصب كبرى ، خشية تهريب اللوحات بسيارتهم ، إلا أن اللوحات لم تظهر ثانية ، حتى فحص السوق السري ، لبيع الأعمال النادرة لم يأتِ بنتائج قط .
بدأت إدارة المتحف في محاولات أخرى يائسة ، لاستعادة اللوحات المفقودة ، حتى أن المتحف قد أعلن عن جائزة ومكافأة مادية ، بلغ قدرها عشر ملايين دولار ، نظير اللوحات إلا أن الأمر باء بالفشل ، ولم يتمكن أحد من التوصل إلى أماكن اللوحات ، حتى الشرطة تتبعت عدة خيوط ، أنبأت عن أماكن اللوحات ، إلا أنها أيضاً لم توصلهم إلى شيء واضح ، وظلت قصة تلك اللوحات المفقودة ، من أغرب قضايا السرقة بالعصر الحديث .
عملية الساحر : في عام 2000م فشل رجال الشرطة في انجلترا ، بإحباط محاولة سرقة أكثر من عشرة ملايين جنيهاً إسترلينيا ، من إحدى الشاحنات الكبرى ، المحملة بالأموال ، ثم هرب اللصوص باستخدام الزوارق عبر مياه ، نهر التايمز عقب إحباط الشرطة ، لمحاولتهم الأولى ، خاصة وأنهم قد حاولوا الهروب عن طريق البر .
عقب المحاولة الأولى الفاشلة ، قام نفس أفراد العصابة بمحاولة السرقة الثانية ، والتي نجحوا بها ، ولكن في مدينة أخرى ، وتبادلوا إطلاق النار مع رجال الشرطة ، إلا أنهم نجحوا في المرة الثانية بالفرار ، عبر الزورق ، وهنا أسماها رجال الشرطة بعملية الساحر .
وفي نوفمبر من نفس العام ، كان قد تقرر إقامة معرض الألماس الأكبر في العالم بلندن ، حيث كان يخطط لعرض أكبر ألماسات العالم وأندرها ، وتعرف باسم ملينيوم ستار ، وكانت تزن أكثر من 203 كيلو قيراط ، وكانت تلك الماسة من أفخم أنواع الألماس ، وفي ذروة هذا المعرض ، هاجمت مجموعة من الرجال الملثمين هذا المعرض ، وهم يرتدون الأقنعة ، ويحملون القنابل الدخانية والأسلحة .
كانت الشرطة قد نما إلى علمها ، إمكانية مهاجمة البعض للمعرض ، وكانوا على أهبة الاستعداد ، ومن المفارقات أنهم قبضوا في هذا الوقت على أحد الرجال ، كان ينتظرهم بالخارج ، من أجل الهروب في زورق مائي ، وتم القبض على ثمانية رجال ، وبتقفي أثرهم اكتشف رجال الشرطة ، أنهم أصحاب جرائم سرقة الشاحنات .
تمت محاكمة اللصوص على مدار عامين أو أكثر ، عن كافة جرائمهم ونالوا أحكاماً تراوحت بين ثلاث واثني عشر عاماً .