هل لك أن تتخيل أن هناك قبائل تعيش الآن ولا تعرف أي شيء عن العالم ؟ وعن المدنية وتلك التكنولوجيا بكل ما فيها من وسائل اتصال وانترنت ! وحتى أنهم لا يعلمون شيئاً عن الأديان ! فتلك القبائل تعيش في مناطق بعيدة للغاية وسط الغابات المطيرة بالأمازون بالبرازيل ، وفي أحد الأيام التقطت طائرة بدون طيار قبيلة بالأمازون ليس لها اتصال بالعالم في وسط الغابات المطيرة .
ونحن لا نعرف حتى اسم تلك القبيلة الموجودة بالأمازون ، وكل ما لدينا فقط تخمينات عن لغتها وعرقها ، فتلك اللقطات التي أخذتها طائرة بدون طيار لقبيلة الأمازون ، كانت تسمح برؤية أحد رجال القبائل يحمل جسماً طويلاً ونحيفاً في منتصف الصورة ، وتظهر اللقطات التي تم نشرها في 21 أغسطس
آب أعضاء من قبيلة الأمازون تمشي في منطقة مزروعة في وسط غابة في منطقة فالي دو جافاري في الغابات المطيرة .
وقد أظهرت تلك اللقطات 16 من أفراد القبائل وهم يتجولون في المنطقة ، بحيث يمكن رؤية أحد أفراد القبيلة غير المسماة وهو يحمل ما يشبه القوس والسهم ، ولقد التقطت فوناي وهي وكالة حكوميه لحماية الشعوب الأصلية بالبرازيل هذه الصور ، حيث تم التقاطها في العام الماضي بينما كانت في مهمة لمراقبة هذه القبائل التي لا تعرف شيئاً عن العالم ولا تحتك به .
وتعني عبارة “قبيلة بلا قوّة” إلى حد كبير ما نعتقده عنها ، فهي قبيلة ليس لها سجل يوضح وجود أي اتصال بالعالم الخارجي ، وهذه المنطقة الأصلية في الجزء الجنوبي الغربي من ولاية الأمازون تحتوي على مجموعات معزولة ، والمؤكد منها الآن هم 11 قبيلة معزولة عن العالم .
وتقع فالي دو جافاري الموجودة بين نهري جوتاي وجوروزينهو في جزء نائي من غابة الأمازون المطيرة الكبيرة للغاية ، وتغطي مساحة أكبر من جمهورية أيرلندا ، وهذا القسم الخاص من الأمازون بعيد للغاية لدرجة أن فريق فوني لحماية الشعوب الأصلية بالبرازيل ، اضطر للسفر أكثر من 111 ميلاً بالقوارب والشاحنات والدراجات النارية ، ثم السير لمسافة 74 ميلا سيراً على الأقدام عبر الغابات المطيرة للوصول إلى منطقة القبيلة ، وفقاً لما ذكر تقرير فوناى .
ويخبرنا رئيس “فوناي إن اللقطات التي التقطت بلا طيار تملك قوة هائلة ، فتلك الصور لديها القدرة على جعل المجتمع والحكومة تتأمل في أهمية حماية هذه الجماعات ، وهذه ليست سوى المرة الأولى التي قبضت فيها فوناي على الكاميرا ، فيمكن أن تساعدهم اللقطات على دراسة ثقافة القبيلة ، لكن لا يزال لديهم الكثير لتعلمه عن عاداتهم الخاصة ، و ليس فقط اسم المجموعة الذي لا يزال غير معروف .
لكن الباحثين لا يفكرون ولا يخمنون سوى في لغتهم وعرقهم ، ويحكي لنا برونو بيريرا من فوناي أن دراسة القبائل المعزولة مثل تلك التي يتم التقاطها في لقطات الطائرات بدون طيار ، أمر أساسي حتى يتمكنوا من مساعدتهم على البقاء على قيد الحياة ، فكلما عرفنا أكثر عن طريقة العيش في هذه المجتمعات المنعزلة ، كلما كُنّا أكثر قدرة على حمايتهم .
وحتى الآن وجدت وكاله فوناي 107 قبيلة معزولة في جميع أنحاء البرازيل ، ولم تقم خلال الثلاثين سنة الماضية بأي اتصال معها بخلاف التقاط الصور والفيديو ، ويشرح الباحث بيريرا بأن القبائل تدرك أن المدن والأشخاص الآخرين يقعون خارج مناطقهم النائية ، لكنهم اختاروا عزل أنفسهم لأن حلقات الاتصال السابقة مع العالم الخارجي أثبتت أنها كارثية .
وفي عام 2017م قتل 10 أشخاص على الأقل من قبائل الأمازون ، على يد مجموعة من عمال مناجم الذهب ، ولقد تم القبض على عمال المناجم بعد الذهاب إلى حانة ، وهم يفخرون بصوتٍ عالٍ ويفتخرون بقطع الجثث ورميها في النهر ، وكما يقول بيريرا إذا كانوا يرغبون في الاتصال بالعالم الخارجي ، فإنهم سيبحثون عن طرق للتواصل معنا .