أنا سارة وجئت لأتحدث إليكم عن قصة صديقتي ، لقد بدأ كل شيء على ما يرام في فصل الصيف ، كنت أذهب كل يوم إلى بيت جدتي وهناك كنت ألعب في حديقتها الضخمة حيث يوجد في جزء بعيد جدًا منها منزل قديم جدًا ؛ وكان بيتًا مهجورًا لم يكن يعيش به أي شخص ، وكنت أذهب إلى ذلك المنزل البعيد في الوقت الذي تكون فيه جدتي مشغولة في الحديث مع أمي أو تكون نائمة ؛ وذلك لكي ألعب هناك بالدمى الخاصة بي . كان البيت صامتًا والمكان محاط بأشجار ضخمة ، وذات يوم تقابلتُ مع فتاة بدت في مثل عمري بذلك المنزل ؛ حيث كنت أبلغ السابعة من العمر آنذاك ، وسألتها عن سبب بكاءها في ذلك الوقت ، فأجابتني أنها تبكي لأن الأطفال لا يريدون اللعب معها، فسألتها : أي أطفال ؟ ، ولكنها لم تجبني وأخبرتني بأنها ستشعر بالراحة إذا لعبتُ معها ، فسألتها عن اسمها فأخبرتني أنها تُدعى لوسي . منذ ذلك الحين وكنا نتقابلا هناك دائمًا في ذلك المنزل البعيد ونلعبا معًا بالدمى التي أمتلكها ، ولكنها ذات يوم أخبرتني أنها لن تستطيع أن تأتي للعب معي مرةً أخرى وذلك “لأنه كان يبحث عنها” ، فسألتها من هو الذي يبحث عنها ، فأجابتني قائلة : “إنه الرجل ذا اللون الأحمر” ، كما قالت أن الأطفال الآخرين يطاردونها لذلك عليها أن تختبئ ، فقلت لها أنها يمكنها أن تأتي معي إلى منزلي ؛ حيث لن يستطيع أحد أن يعرف مكانها . أتت معي إلى المنزل في هذه الليلة ، ومن خلال الضوء الذي يعبر من الفضاء الخارجي تمكنت من رؤية ظل كبير ومظلم ما بين الحائط والباب في غرفتي ، وسمعتها تقول في ذلك الوقت :”لقد أتى من أجلي” ، فقلتُ لها أنه قد رحل فقالت لي :”لا تقلقي. سنراه حالًا” ، ثم اختفت في الحال مع ذلك الظل .
حينما كبرتُ سألت جدتي عن ذلك المنزل البعيد ، فأخبرتني أنه لا يوجد أي منزل حيث أنه منذ زمن طويل قد احترق واختفت معالمه ، وقد تم بناء ملجأ للأيتام في ذلك الفناء الضخم ، ولكن الأطفال الذين كانوا في الملجأ قد قُتلوا على يد” الرجل الأحمر” ، أو ذلك ما قد حكته لها صديقتها الصغيرة آنذاك قبل أن ترحل ، فسألتها عن شكل صديقتها التي حكت تلك القصة ، فأخبرتني جدتي أنها كانت شقراء ذات عيون عسلية اللون ، وكان شعرها يبدو في ضفيرة رائعة ذات لون وردي. أدركتُ في تلك اللحظة أن جدتي تتحدث عن لوسي ، وقالت جدتي أيضًا أنها من يوم لآخر قد اختفت ، وفي تلك الليلة بقيت في بيت جدتي كي أنام هناك ، ولكنني لم أستطع حيث أنني قد رأيت صديقتي لوسي تطل من النافذة ، ولكن حينما حدثتها عما رأته هي في القصة التي تحدثت عنها جدتي ؛ هرولت مسرعة باتجاه ذلك المنزل ، فتابعتها وداخل المنزل وجدت الضفيرة ذات اللون الوردي وانحنيتُ كي ألتقطها ، إنها كانت تخص صديقتي ، وحينها سمعت صوتها تقول :”إنني آسفة لقد أجبرنا على ذلك”. وفجأة بدأت مجموعة من الظلال لأطفال صغيرة تحيط بنا وشكلّوا دائرة ثم بدأوا في الغناء أثناء الليل ووقت الفجر “الطائر مازال في القفص ؛ متى سيتركه؟” ، وحينها تساءلت :من هو الذي يقف عند كتفك ؟ حيث قد ظهر في ذلك الوقت ظل أكبر ، وحينها استيقظتُ بفضل رذاذ خفيف أفاقني ؛ فوجدت نفسي مستلقية في حديقة جدتي وكنت أحمل في يدي ورقة صغيرة . وحينما فتحت تلك الورقة وجدت فيها “لقد تم إنقاذك في وقت قصير ، أنتِ محظوظة يا سارة ، هذه الطفلة لا تعلم ما هو المصير الذي في انتظارها” ، وفي اليد الأخرى وجدتُ ضفيرة لوسي ، ومنذ ذلك اليوم حتى يومنا هذا وأنا أشكر لوسي لأنها قامت بحمايتي منه ، ولكنه الآن “يأتي من أجلي”.