كانت هناك عائلة صغيرة تتألف فقط من أم وابنتها الصغيرة ، وقد انتقلتا في يوم من الأيام للعيش في منزل صغير بغابة سان فرناندو San Fernando ، وكانت الأم ترغب في الحصول على مكان أكبر داخل المدينة للعيش به ، ولكنها للأسف لم تكن تمتلك سوى القليل من المال الذي اشترت به ذلك المكان الخرب . بدت جدران المنزل بيضاء ، وقد تم هجره لفترات طويلة ، وبمجرد وصول الأم وابنتها إلى ذلك المنزل ؛ زارتهما امرأة عجوز بدت غامضة ، وادعّت أنها تعيش في مكان قريب جدًا منهما ، وتحدثت إلى الابنة التي تُدعى ماريان Marian قائلة : لديّ تحذير لكِ يا صغيرتي ، عندما تخرجين إلى الغابة وتشاهدين كرة بيضاء ؛ فلا تحاولي أبدًا ملاحقتها ، بل من الأفضل ألا تذهبي إلى الغابة . اعتقدت والدة ماريان أن تلك السيدة العجوز مجنونة ، على الرغم من أنها فضلّت الحديث معها من باب المجاملة ، وفي النهاية فضلّت أيضًا أن تجعل ابنتها لا تخرج من المنزل لأن شيئًا ما قد يصيبها بسوء في الخارج ، وفي اليوم التالي ذهبت الأم للاستحمام ، واستغلّت ماريان هذه اللحظات لتستكشف المكان . وبينما كانت الأم في الحمام شاهدت قطرة صغيرة من الدم تسقط في الماء ، فقررت أن تترك المكان على الفور وهي تشعر بالانزعاج ، ثم نظرت في السقف لترى كرة بيضاء كبيرة يتم سحبها ، فسارعت إلى الخروج من الحمام ، حيث وضعت رداءها على جسدها لتدعو ابنتها ماريان ، وفجأة سمعت صوت شيء يتحرك خلفها حتى بدا على كتفها .
كانت الكرة البيضاء تقترب منها مرتدة من العدم ، فركضت المرأة فوق الدرج وهي تشعر بالرعب ، حتى تعثرّت قدماها ولم تتحكم في نفسها فسقطت ، لتنتهي حياتها في ذلك المكان ، ولم تشعر ماريان بما حدث ، حيث أنها كانت في ذلك الوقت تسير داخل الغابة ، حتى سمعت هي الأخرى صوت شيء يقترب منها . رفعت ماريان رأسها وقد شعرت بالصدمة حينما رأت كرة بيضاء تنتقل من فرع إلى آخر بين الأشجار ، كما لو كانت هناك أيدي غير مرئية تتلاعب بها بهذه الطريقة ، شعرت الفتاة بالخوف وبدأت تركض ، ولكنها كلما ابتعدت كانت الكرة الشيطانية تقترب منها ، وتوقفت أمام شجرة البلوط الوارفة ، وسمعت صوت في الأعلى . حينما نظرت ماريان إلى أعلى وجدت فتاة أخرى ذات بشرة شاحبة اللون متسلقة على الشجرة ، وكانت تلك الفتاة تحدق بها ، فصرخت ماريان وحاولت الهروب ، ولكن الفتاة انقضّت عليها من أعلى الشجرة وبدأت تخدش جسدها ، صرخت ماريان لوقت طويل ، ولكن صدى صرخاتها كان بعيدًا في الغابة ، حتى ساد الصمت نهائيًا . في ذلك الوقت كانت هناك جثتان بلا حياة ، حيث أصبحت واحدة موجودة في وسط الغابة ، بينما الجثة الأخرى كانت في المنزل المحاط بالجدران البيضاء ، ثم ظهرت المرأة العجوز مرةً أخرى خلف شجرة البلوط ، وهي نفس السيدة التي زارت ماريان ووالدتها ، وكانت تضحك بصعوبة ، ثم صرخت وهي تحدق في أظافرها الحادة المليئة بالدم قائلة : لقد فعلت هذا مرة أخرى .