كان محمد شاباً تقياً باراً بوالديه، وكان يدرس بالصف الثالث الثانوي، وكان والده قد وعده أن يشتري له سيارة يختارها إذا نجح في دراسته، وفي يوم ظهور النتيجة وإستلام شهادة الفصل الدراسى الأول عاد الشاب من المدرسة فرحاً مسروراً وكان من المتفوقين، فاستقبل والده فرحاً وعندما رأى الأب الشهادة فرح كثيراً واحتضن ابنه وهو يقول : أطلب ما تشاء يا بني، فقال الولد على الفور : أريد السيارة الفلانية وكانت هذة السيارة باهظة الثمن، فرد عليه الأب : سوف أحضر لك شيئًا أغلى وأجمل من هذة السيارة ولكن على شرط أن تتخرج بنسبة عالية وتكون من المتفوقين أيضاً في نهاية العام، فوافق الشاب .
مرة الأيام وكان الشاب يذاكر ويجتهد ليحصل علي نسبة عالية ليفوز بجائزة والده القيمة، وفعلاً تخرج الإبن بنسبة 98% متفوقاً على جميع زملاؤة، وعاد والبهجة والحماس يملآن وجهه، وعندما رأي والده الشهادة فرح كثيراً وأعطاه هديته، علبه صغيرة يحمل بها مصحف، اشتعل الولد غضباً وصرخ قائلاً : بعد كل هذا التعب تعطيني مصحف ؟
ورمى المصحف في وجه أبوه من شدة الغضب قائلاً : سأذهب من هذا البيت ولن أعود أبداً، وغادر المنزل .
بعد مرور عدة أيام شعر الشاب بالندم الشديد على فعلته فعاد إلى منزله فوجد والده قد توفي من الصدمة في نفس اليوم الذي ترك فيه الشاب المنزل، ووجد المصحف في غرفته لايزال ملقاً على الأرض تماماً كما رماه في وجه أبيه، فتحسر علي ما فعله، فتح المصحف ليقرأ بعض الآيات فإذا به يفاجئ أن بداخل علبة المصحف مفتاح السيارة التي كان يحلم بها، أصيب الولد بالشلل من هول الصدمة و من شدة حزنه على والده، و من يومها وهو عاجز عن الكلام، لا يتحرك ولا يتكلم، يقضي يومه في التذكر ويليه في البكاء .. لا تأخذ قرارك أبداً قبل أن تتأكد وإياك أن تغضب والداك فأنت لا تعلم متى الفراق .