بداية والت ديزني
ولد "والت ديزني" في شيكاغو عام 1901، ثم بعد ذلك سافر مع عائلته إلى ولاية ميسوري ومن ثم إلى ولاية كنساس، حيث كان عمره 10 سنوات وبدأ يشتغل مع أخيه في توزيع الصحف، وفي نفس الوقت كان يدرس بالمدرسة والتحق أيضاً بمدرسة ليلية لتعليم الرسم.
أحب ديزني العمل في تلك الفترة، حيث ترك المدرسة في سن ال 16 كي يلتحق بالصليب الأحمر كسائق سيارة إسعاف خلال الحرب العالمية الأولى ليقوم بجمع بعض المال وأيضاً ليلحق بأخيه الذي كان يحبه جداً، كان سن ديزني تلك الفترة صغير للعمل في الصليب الأحمر ولكن قام بتزوير شهادة ميلاده كي يعمل معهم و فعلاً تم إرساله إلى فرنسا.
عودة ديزني لأمريكا
عاد ولت ديزني إلى أمريكا ليبحث عن وظيفة جديدة وكانت لديه رغبة كبيرة في العمل في مجال الأفلام ورسوم الكاركتير، حيث تقدم للعمل بصحيفة، ولكنه رفض بسبب عدم مقدرته على رسم الكاركتير الساخر الذي تريده الصحيفة.
بعد ذلك وجد عملاً لدى مؤسسة "Pesman-Rubin Commercial Art Studio" مقابل 50 دولار شهريا، وكان يقوم بتصميم غلاف البرنامج الأسبوعي لمسرح نيومان.
خلال عمله الأول هذا ، التقى والت ديزني بشاب في مثل عمره لديه نفس إهتمامات ديزني، وقام الشابان عام 1920 بإنشاء مؤسسة تحمل اسم "Iwerks-Disney Commercial Artists" وأصبحت الشركة تعمل في مجال الدعاية والإشهار، لكن هذا الأمر لم يلب حاجيات وطموحات ديزني، لذلك بدأ بإنجاز أفلامه الخاصة وبيعها لصالح مسرح نيومان، حيث لم تكن تتجاوز أفلامه الكرتونية أكثر من دقيقة واحدة، ومع ذلك فقد أغرت الجماهير وسحرتهم لأنها كانت تنبض بمشاكلهم وتنتقد أوضاعهم وهمومهم، وبعد إحساسه بمدى أهمية أفلام الكرتون قرر بأن يرحل من هذه المؤسسة.
بداية أفلام الكرتون لديزني والفشل السريع
عام 1922، أطلق ديزني مؤسسة Laugh-O-Grams, Inc، التي تنتج أفلاما قصيرة بالرسوم المتحركة، استمد أحداثها من قصص الساحرات وقصص الأطفال، كانت هذه الأفلام القصيرة تباع بسهولة وكانت لديها شعبية كبيرة، لكن التكاليف كانت أكثر من الأرباح، وبعد إنتهائه من فيلم أليس في بلاد العجائب، أعلنت الشركة إفلاسها وكان ذلك في عام 1923.
إستطاع ديزني إنقاذ جهاز كاميرا ونسخة من عمله الأصلي "أليس في بلاد العجائب" من أيدي الدائنين وبعد جمع بعض المال من أخذ الصور الفوتوغرافية لصالح بعض الصحف المحلية، توجه ديزني غربا نحو هوليوود ليبدأ من جديد.
ديزني.. بداية جديدة في هوليود
إستطاع ديزني بهوليود من خلال فيلم أليس في بلاد العجائب وفيليمن قصيرين آخرين بأن يقوم بعرض موهبته، و بعدها حصل على الدعم المالي من عدة جهات ليبدء عمله مرة أخرى، حيث وصلت شركته ديزني برودكشنز للعالمية التي أسسها ولكن دون تحقيق الأرباح بسبب أن منتجاته كانت غالية الثمن.
نقطة التحول لديزني كانت من خلال فيلم كرتون سينمائي طويل وهو "سنو وايت والأقزام السبعة"، حيث حقق أرباح جيدة من هذا الإنتاج، فقد ظهر هذا الفيلم عام 1937 وكان نجم شباك التذاكر.
بدأ بعدها ديزني بعمل ثلاثة أفلام أخرى وهي "بينوكيو" و"بامبي" و"وفانتازيا"، و بالرغم من الميزانية الكبيرة إلا أنها لم تكن ناجحة في البداية في الأسواق الأميركية وزادت الأمور سوءاً عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية مع إصدار الأفلام الثلاثة مما دمر السوق الأوروبية المربحة.
ومع ازدياد ديون الإنشاء، فإن البديل الوحيد للتمويل كان بيع أسهم الشركة للجمهور، حيث جمع حوالي 8 ملايين دولار لرأس المال، مما أنقذ الشركة مرة ثانية.
بداية جديدة
بالرغم من تحولها إلى شركة عامة لم تكن النهاية لـ"ديزني برودكشنز" فقد كان "والت ديزني" يدير الشركة بسيطرة تامة على كل التفاصيل ولم يكن يحبذ تفوض أي مسؤوليات أو واجبات إلى للمساهمين، وقد أصبح ديزني تعباً من أفلام الكرتون والسينما، لذلك حول اهتمامه إلى حلم آخر، وهو إقامة حديقة للتسلية، تم محاولة إقناع مجلس الإدارة وبعض المصارف بذلك المشروع.. لكن رفض طلب ديزني للحصول على التمويل، وفي ظل حماسه الشديد للحصول على المال من أجل تحقيق حلمه، تحول إلى مصدر آخر لرأس المال وهو التلفزيون.
وبالرغم من أن التلفزيون كان أحدث وسيلة للتسلية وأكثرها شعبية، إلا أن شركة "ديزني برودكشنز" كانت تجنبته، لأنها رأت بأنه يحط من قدرها، ولكن لم يكن هناك طريق آخر لديزني الذي وافق على إقامة مشروع مشترك مع تلفزيون "أي بي سي (ABC)" مقابل 5 ملايين دولار من التمويل للحديقة، ووافق بعدها على بث "ميكي ماوس" في التلفزيون عام 1950، و هنا بدأ الفأر ميكي ماوس يشتهر، حيث كان أول ظهور لميكي ماوس عام 1928 لكن لم يكن مشهورا، حيث لم يكن الفأر ميكي في البداية بهذا الشكل، فلقد أجريت عليه الكثير من التعديلات حتى أصبح بالشكل الذي نراه الآن، والجميل في الموضوع أن أول من قام بأداء صوت ميكي هو والت ديزني نفسه.
شركة ديزني الآن
توفي ديزني في عام 1966 مخلفاً وراءه شركة عملاقة في مجال الرسوم المتحركة، لكن هذه الشركة لم تنته بموته بل نمت وتطورت أكثر وأكثر، حيث لدى الشركة الآن أكثر من 150 ألف موظف وما يزيد عن 40 مليار دولار من العائدات، بالإضافة إلى حدائق ديزني حول العالم، ومنحت الشركة اسمها التجاري عبر قنوات تسلية مختلفة مثل قناة ديزني تلفزيونية، وإذاعة ديزني، وإنتاج ديزني المسرحي..
ومن أشهر أفلام الشركة هي قراصنة الكاريبي، طرزان، أليس في بلاد العجائب، علاء الدين والكثير الكثير.