أدمنت قسوتك الفصل الثاني عشر




دفعها الى داخل غرفة نومه وأغلق الباب خلفهما جيدا...
- ايه اللي عملتيه ده؟!
سألها بنبرة تنذر بخطر كبير يقترب منها لكنها لم تبالِ به لترد بنبرة متماسكة:
- عملت ايه ..؟! حبيت اتعرف على أهلك...
- كده، بالطريقة دي...

قالها وهو يكز على اسنانه بغيظ منها ومن برودها اللامتناهي لترد بلا مبالاة أججت غضبه:
- والله مكانش قدامي حل تاني، طالما انت مكنتش ناوي تعرفني عليهم قلت أتعرف انا...
ثم اردفت بنبرة خبيثة:
- وكمان انا معملتش كده الا بعد معرفت إنهم عرفوا بحقيقة جوازي منك...
- ده كله ميدكيش الحق باللي عملتيه، انتي جيتي ليه اصلا؟! عايزة ايه ..؟!
جلست على السرير ووضعت قدما فوق الاخرى تهتف بثقة لا يعرف من أين أتتها:
- انت جوزي ومن حقي أجي وأعيش معاك بدل مانتَ راميني بشقتنا ومش بتفتكرني غير وقت النوم...
- لا وبجحة كمان، !

قالها محدثا نفسه بأنها تغيرت للغاية، تغيرت كثيرا عن تلك الفتاة التي عرفها...
ابتسمت ببرود قاتل قبل ان تهتف بصوت جامد:
- البجاحة دي اتعملتها منك...
- ليه مهربتيش مني للابد؟! ليه رجعتي؟!
كان سؤالا متوقعا منه وهي كانت مستعدة له فأجابته بجدية:
- مكنتش حابة ابني يعيش بعيد عنك...
صاح بها:
- انتي هتمثلي هنا كمان، منا وانتي عارفين انك مش حامل...
- انا مش بكدب، انا حامل فعلا...

ابتسم ساخرا قبل ان يقول:
- حامل ازاي وانا كنت واخد احتياطاتي كويس، مفيش ولا مرة لمستك من غير ما اخدها...
شحب وجهها كليا بشكل ظهر بوضوح لتتسع ابتسامته ويكمل:
- ايه كدبتك بانت صح؟!
بللت شفتيها بلسانها ثم قالت بإصرار واهي:
- انا حامل منك، وانت بتكدب...

جذبها من شعرها لتصرخ بألم بينما صاح بها:
- انتي هتكدبي دلوقتي كمان، بقلك كنت واخد احتياطاتي وانا معاكي...
دفعته بعيد عنها وقالت ببكاء:
- امال ليه شكيت قبل كده اني حامل منك لما خدتني وعملت التحاليل طالما انت واخد احتياطاتك...
رد بما صدمها:
- انا مكنتش شاكك انوا الحمل مني، !
- تقصد ايه؟!

سألته بنبرة مهزومة وملامح متشنجة ليرد ببرود:
- قصدي واضح، انا كنت متأكد انك مش حامل مني...
- يعني انت بتشك اني كنت حامل من غيرك؟!
قالتها وهي تشير لنفسها بعدم تصديق، هل وصل الحد به ان يشك بها بهذه الطريقة؟! أن يظن بها العهر والخيانة؟!
أشعل سيجارته ونفث دخانها قبل ان يقول ببرود قاتل:
- والله اللي تفهميه بقى...

انقضت عليه كالمجنونة لتقع سيجارته ارضا واخذت تضربه على صدره بعنف وهي تهتف بجنون واختلال:
- انت مريض، انت مش طبيعي، ازاي تفكر بيا كده، انا مش عاهرة، انت فاهم، مش عاهره...
أوقفها حينما قبض على ساعديها بكفيه وقال بحدة:
- اخرسي بقى...
حررت نفسها منه بقوة لتقف مواجهة له وصدرها يعلو ويهبط من شدة الغضب والانهيار...
- طلقني...

قالتها من بين لهاثها ليرد:
- طلاق مش هطلق، وانتي هتفضلي هنا...
اتجهت نحو الباب تحاول فتحها ليقول:
- متحاوليش، مش هتقدري تفتحيها...
استدارت نحوه ترمقه بنظرات متأججة ليقترب منها ويحيط وجهها بين كفيه ويهتف بغلظة:
- انتي جيتي للأسد بنفسك، ولازم تتحملي كل حاجة منه...
ثم اكمل وهو يبعدها عن الباب ويفتحها:
- انا مش هحبسك فالأوضة دي، ولا فالبيت، عارفة ليه؟! لأنك مش هتهربي مني...
ابتسمت بقهر وسألته:
- ايه اللي يخليك ضامن عدم خروجي بالشكل ده؟!

- لأني هلاقيكي وساعتها مش هرحمك، مش انتي بس، اختك وامك، الاتنين مش هرحمهم بردوا، فلو عايزة تحافظي عليهم خليكي عاقلة واسمعي كلامي...
- انت حقيقي واطي...
ابتسم بخفة قبل ان يفتح الباب ويخرج من الغرفة تاركا اياها تنهار على ارضية المكان...

نهضت مايا من مكانها بعد وقت طويل قضته بالبكاء، وقفت امام المرأة تتأمل وجهها الباكي بقلب مفطور، لقد اختارت ان تلعب معه، مع الأسد، وعليها أن تتحمل ما سيجري لها، مسحت وجهها بباطن كفيها ثم قررت ان تتجه نحو الحمام الملحق بالغرفة، داخل الحمام أخذت تغسل وجهها جيدا ثم جففته بالمنشفة ثم حملت المشط وأخذت تسرح شعرها لتعيد له شكله المنمق، ما ان انتهت من كل هذا خرجت من الحمام وأخذت تتأمل الغرفة بملامح ممتعضة فهي غرفته بكل تأكيد...

رفعت ذقنها عاليا وخرجت من الغرفة وهبطت الى الطابق السفلي لتجد كريم يتحدث مع والدته بصوت خافت فإقتربت منهما وهي ترسم ابتسامة واسعة على شفتيها ثم قالت موجهة حديثها لكريم:
- حبيبي انا لازم اروح اجيب هدومي من شقتنا، تجي توصلني ..؟!
لم ينصدم كريم منها ومن تصرفها فهو توقع هذا منها فأجابها:
- تمام...

ثم التفت نحو والدته وقال:
- مش هترحبي بمايا فبيتنا يا ماما، اصلك ملحقتيش ترحبي بيها...
- هي مدتناش فرصة نرحب بيها يا حبيبي ..
قالتها الام بتهكم تجاهلته مايا وهي تقول:
- سعيدة بمعرفتك يا طنط...
ومدت يدها له لتلمسها منى من أطراف اناملها وترد بإقتضاب:
- انا الاسعد...

قبض كريم على يدها ثم قال مشيرا لوالدته:
- احنا هنروح دلوقتي، واحتمال نبات فالشقة...
ثم سار بها خارج الفيلا تاركا والدته تتابعه بنظرات متحسرة...

دلف الاثنان الى الشقة لتهتف مايا وهي تدور في ارجاء الشقة:
- تصدق وحشتني شقتنا اووي...
ثم جذب انتباها اثار الدماء الحمراء التي طبعت على الارض لتهتف بأسف مفتعل:
- تؤ تؤ مش كانوا ينظفوها طيب...
التفتت نحو كريم وقالت:
- بس ولا يهمك يا بيبي، ثواني واكون منظفاها...

جذبها كريم من ذراعها وقال:
- ناوية على ايه المرة دي؟!
اجابته بخبث:
- على كل خير...
ابتعد عنها وخلع سترته ثم قال:
- انا رايح الاوضة، ابقي تعالي ورايا...
ثم سار نحو غرفة النوم لتتبعه مايا بسرعة بعدما قررت أن تترك تنظيف الدماء للغد...

دلفت مايا الى الغرفة لتجده يفتح خزامة نومها، اقتربت منه بفضول فوجدته يخرج قميص نوم شبه عاري من الستان الفضي، ثم التفت نحوها وقال:
- اقلعي...
- نعم، !
هتفت بها بصدمة ليكمل ببراءة:
- اقلعي عشان تلبسي ده يا روحي...
- وانت متخيل اني هلبس ده قدامك...
- ماله ده؟!
ردت بخجل فطري:
- عريان اوي...

قهقه عاليا قبل ان يقول بعينين لامعتين:
- عريان اووي، ده على اساس اني مشفكتيش وانتي عريانه بالكامل قبل كده...
احتدت نظراتها وهي تصرخ به:
- مليون مرة اقول بطل سفالتك دي...
جذبها من شعرها وقال:
- وانا مليون مرة قلتلك متعليش صوتك عليا،:
ثم اردف بجمود وهو يحرر شعرها من قبضته:
- روحي البسيه يلا...

اخذت مايا قميص النوم منه على مضض قبل ان تهمس لنفسها:
- والله فايق ورايق، ليه نفس للحاجات دي بعد كل اللي حصل...
عادت بعد لحظات وهي ترتدي قميص النوم لتجده عاري الصدر ممددا على السرير، اشار لها بإصبعه لتقترب منه بخجل فجذبها من مرفقها واجلسها امامه قبل ان يعتدل في جلسته، الغبية لا تفهم انه يشتاقها بشدة، اخذ يقبلها بشغف ورغما عنها استجابت له...

اكثر ما يغيظها انها رغما عن كل ما بينهما تستجاب له بسهولة وكأنه هناك انجذاب حسي يطغي على ما بينهما من أعاصير وصواعق...
بعد.فترة كانت تفترش صدره وهي تشعر بإنتعاش غريب، ربما كونها قررت أن تبعد كل الافكار السلبية عن رأسها الليلة، قررت ان تعيش كمايا فقط، مايا لا غير...
- مايا...
صاح بها بنبرة هادئة لترد:
- نعم...

تنهد قبل ان يقول:
- انا مقلتش لأهلي انك مش حامل، مكنتش حابب أطلعك كدابة قدامهم...
تأملته بملامح حائرة فمالذي يجعله يفكر في منظرها امام اهله...

يتبع...

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك