تقع بحيرة لوخ نس في اسكتلندا ، وتُعد تلك البحيرة من أكبر منابع المياه العذبة ، على مستوى العالم ، مقارنة بمنابع المياه الأخرى الموجودة في القارة الأوروبية ، وبغض النظر عن شهرتها تلك ، اشتهرت بحيرة لوخ نس ، منذ العديد من السنوات وحتى الآن ، بأنها البحيرة التي يسكنها وحشًا ، وقد يخرج أيضًا من المياه ، ليتجول على الشاطئ حولها ثم يعود إليها مرة أخرى .البداية ..
يقال أن بداية مشاهدات وحش لوخ نس ، أو كما سميّ فيما بعد نيسي ، بأنها تعود للقرن السادس ، ويُذكر أنه مع وصول الرومان إلى اسكتلندا ، التقوا شعبًا يُدعى البيكت ، هذا الشعب المميز بنقوشه على الصخور والأحجار ، داخل المعابد ، وبين تلك النقوش كانت رواية ما حول نيسي ، ومكوثه في البحيرة .وكانت قد وردت أول مشاهدة لنيسي قديمًا ، على يد القديس كولومبا الروماني ، والذي استطاع إنقاذ أحد الأشخاص أثناء سيره بالقرب من البحيرة آنذاك ، حيث وجد مجموعة من الناس يقيدون شخصًا ما إلى صخرة كبيرة بجوار البحيرة ، في انتظار ظهور الوحش نيسي ، وتقديمه كقربان له .ولكن القديس استطاع إنقاذ هذا الشخص ، ولكن شكك العديد من المؤرخين حول مصداقية تلك لقصة ، مبررين ذلك بأن الوحش لم تكن قصته قد ظهرت للعلن بعد حتى يتقرب له السكان المحلّيون بالقرابين .كما ارتبطت فكرة الوحوش ، والمياه بالفلكلور الاسكتلندي بوجه عام ، حيث ابتدع الشعب الاسكتلندي العديد من الأساطير حولها ، فقيل أن نيسي ، يشبه الحصان وله عنق طويل مثل الزرافة ، ويحاول إغراء الأطفال بالركوب على ظهره ، ثم يسبح بهم بعيدًا حتى يتمكن من إغراقهم ، تقربًا من الآلهة .مشاهدات حديثة ، كذب أم خيال ..
في عام 1933م ، خرج صاحب أحد الفنادق الشهيرة ، ويُدعى جون ماكي برفقة زوجته للتنزة على شاطئ بحيرة لوخ نس ، ولكن سرعان ما أثار انتباههما وجود شيء ما يطفو على السطح .اقترب الرجل ليتبين الأمر ، وما لبث أن ظهر الوحش ليبث الرعب في قلبيهما ، ثم ينزل مرة أخرى إلى الأسفل ، وسرعان ما هرع الرجل لمغادرة المكان وأبلغ الصحف الشهيرة بما حدث ، وسرعان ما انتشرت القصة وتناقلتها وسائل الإعلام ، حيث تلقت الصحف المزيد من المشاهدات لهذا الكائن الغريب أسفل بحيرة لوخ نس .وبلغ الهوس بالصحف مبلغه ، حتى أن إحداها قد أرسلت عددًا من المصورين ، وأحد صيادو الحيوانات من أجل القبض على الوحش المزعوم ، وذهب الرجل للمكان ، وعقب عدة أيام أرسل الصياد آثار أقدام لحيوان أو كائن ذو أربعة أصابع ، ويبلغ طوله حوالي عشرون قدمًا ، وبعث تلك الآثار على قالب من الجبس من أجل تحليلها .ولكن التقرير المٌعلن أحبط الجميع ، حيث تبين أنها آثار قدميّ فرس النهر ، ومن بعد هذا الخبر تحديدًا هدأت الأمور وعاد الهدوء في المنطقة المحيطة بالبحيرة مرة أخرى .ومع بزوغ فترة الخمسينات ، دبّ الحماس ف محاولات البحث عن نيسي مرة أخرى ، خاصة بعدما نشرت إحدى المؤلفات كتابها الأكثر مبيعًا في هذا الوقت ، حول المشاهدات التي تمت بشأن نيسي ، والتي استعانت فيها على مشاهدات شهود العيان ، والعديد من الصور ، الأمر الذي دفع العديد من الباحثين في أعرق الجامعات الأوروبية يشاركون في محاولة البحث عن نيسي في قاع البحيرة ، باستخدام السونار لأول مرة.ولكن تلك المحاولات باءت بالفشل ، ولم تصل إلى شيء محدد ، فكل الصور التي تم التقاطها منذ عام 1933م ، تم التشكيك بها وصولاً إلى عام 2003م ، وخلال تلك السنوات لم يجزم أحدهم قط بشأن وجود الوحش من عدمه ، ولعل هذا ما أجج الأقاويل حول هذا الأمر بأنه ، مجرد أسطورة أو رواية خادعة ، ممن أرادوا الحصول على الشهرة فقط .