قد يتساءل العديد منا عن أصول ، وجذور ما يٌسمى بالزومبي، أو الموتى الأحياء ، أو آكلي لحوم البشر ، ومن أجل العودة لأصول تلك القصة ، يجب الانتقال إلى إحدى الفترات المظلمة في تاريخ شمال أوروبا ، وتحديدًا في الأعوام التي تقع بين 1310 م إلى 1330م .انتشرت خلال الفترة المذكورة أعلاه ، العديد من الأمراض والأوبئة في كافة أنحاء شمال أوروبا ، وكان أخطرها وأكثرها سوءً ، هو مرض الطاعون الأسود ، حيث بدأ الناس يتساقطون في الشوارع صرعى ، وذبلت المحاصيل ، وأٌتلفت المزروعات ، وتفاقم الأمر ، حتى أصبح الأطباء يتركون المرضى يواجهون مصيرهم من الموت ، أو يتم حرقهم ، أو يتعفنوا بمرور الوقت .بداية الأزمة :
ارتفعت الأسعار ، وشحّت الأطعمة والغذاء بشكلٍ ملحوظ ، ومن ثَم انتشرت المجاعة ، في تلك الفترة العصيبة من التاريخ الأوربي ، لجأت العديد من العائلات إلى التهام أطفالها ، نظرًا لصعوبة الحصول على الطعام ، وافتقار الدولة إلى وجوده من الأساس ، وبدأ المساجين في التهام زملائهم الموتى ، وسُرقت الجثث حديثة الدفن في وضح النهار ، وتحول البشر بالكامل في ذلك الوقت إلى أكلة لحوم بشر .وبالنظر للفترة في عام 1609م ، بولاية جيمس تاون الأمريكية ، كانت بريطانيا ترسل سفنًا ، محملة بالمواد الغذائية لمستعمراتها في أمريكا ، ولكن في هذا الوقت تحديدًا ، وقع حادث ضخم لتلك السفن بالقرب من مثلث برمودا ، ونتيجة لذلك غرقت السفن ، وانقطعت الإمدادات الغذائية عن جيمس تاون .وبدأ المستعمرة في المعاناة من المجاعة الشديدة ، والبرد القارس ، كل ذلك دفع السكان في تلك المنطقة للاتجاه إلى أكل لحوم بعضهم البعض ، في محاولة لبقائهم على قيد الحياة ، وانتشر الوضع وساء بشكلٍ قوي ، وعقب مرور تلك الفترة الحرجة ، وجد المنقبون بقايا لجثث يكسوها بعض اللحم ، وعددًا من الجماجم البشرية بها بعض الشعر .لم تتوقف حالات أكل لحوم البشر عند هذا الحد ، ففي عام 1941م ، تعرض الاتحاد السوفيتي لفترة مجاعة مماثلة ، وذلك في فترة حصار بيتسبرغ ؛ والذي يُعد أكبر وأضخم حصار حدث تاريخيًا .حيث استمر الحصار النازي لمنطقة سانت بيتسبرغ السوفيتية ، على مدار 872 يومًا متصلة . حيث تم قطع كافة الإمدادات الغذائية ، والمياه ، وأٌغلقت محلات الطعام بالكامل ، ولجأ الناس لتناول القمامة ، والأصواف ، والأوراق ، وانتهى الأمر بأكل لحوم البشر ، مع انتشار المجاعة ؛ وخروج العديد من الأسر إلى الشوارع ، ملتهمين من يجدونهم في الطريق من أشخاص ، الأمر الذي أدى ف النهاية إلى خروج سيارات الشرطة ، من أجل السيطرة على هذا الوضع المضطرب ، والذي حول أغلب السكان بالمدينة إلى زومبي أو آكلي لحوم بشر.أعقب ذلك ، بعدة سنوات وتحديدًا في عام 1960م ، بدأت مجاعة أخرى تضرب مخيمًا عسكريًا بالصين ، حيث ضربت المجاعة أكثر من ثلاثة آلاف سجين ، ولقى ألفان وخمسمائة منهم مصرعهم نتيجة الجوع الشديد ، فماذا فعل الباقون ؟ تحولوا إلى أكلة لحوم بشر ، وبدؤوا في التغذية على جثث من لقوا حتفهم ، والمثير هنا أن من توفوا كانوا أشبه بالهياكل العظمية نتيجة لشدة الجوع ، ولكن هذا لم يمنع الباقون على قيد الحياة من التهامهم .وجدير بالذكر ، أن تحول الناس لأكلة لحوم بشر نتيجة الجوع ، يعود أساسها إلى أن العقل البشري يتأثر بالجوع بشدة ، ويبدأ في التحول إلى الهمجية ، أو التحول كما يُطلق عليه في هذه الحالة إلى زومبي ، في حالة أشبه بالجنون ، كالإنسان في بداياته الأولى ، لم يكن يفكر سوى في الحصول على الطعام فقط .