كنت أنوي القيام برحلة بحرية بين شارلستون ونيويوك ، على متن سفينة اسمها الاستقلال وقائدها القبطان هاردي ، وكنت معتادًا في مثل هذه الرحلات ، أن أصعد على متن السفينة ، قبل الرحلة بيوم لأتفقد غرفتي ، وأجري بها بعض الترتيبات وأتفقد أسماء المسافرين معى في نفس الرحلة .تفقدت الكشف فوجدت أصدقاء كثر على متن الرحلة ، وقد سررت حين وجدت إسم السيد كورنيلوس صديقي ، من أيام الدراسة الجامعية ، عرفت أنه قد حجز ثلاث غرف لنفسه وزوجته وأختيه شعرت بالاستغراب ، لماذا يحجز غرفة ثالثة وغرف السفينة واسعة ، وبكل منها سريرين فوق بعضهما ، فقلت في نفسي ربما حجز الغرفة الثالثة للخادمة ، ولكني تفقدت الكشف مرة ثانية فلم أجد اسم الخادمة .كان كورنيلوس يعمل رسامًا فقلت أنه ربما أحضر لوحة ، ولا يحب أن يراها أحد فسوف يخفبها في تلك الغرفة ، أخبرني القبطان هاردي أن كورنيلوس سيأتي لتفقد السفينة فانتظرته ساعة كاملة ، على أمل أن أقابله ولكنه لم يأتي ، وفي اليوم التالي ذهبت لأستقل السفينة فقابلني القبطان هاردي ، وأخبرني أن السفينة لن تستطيع الإبحار اليوم.بسبب الظروف وأنه سوف يعلمني حين تصبح السفينة جاهزة للإبحار ، فشعرت بالسخف ، أي ظروف الجو اليوم مناسب جدا للإبحار ، انصرفت وبعد أسبوع أرسل إلى القبطان ، فأسرعت إلى السفينة وهناك قابلت كورنيلوس ، وكنت أعرف أختيه الجميلتين أما زوجته فلم أقابلها من قبل .ولكني قابلتها اليوم كانت تضع قناعا على وجهها ، اندهشت بشدة حين رفعته من على وجهها فكان كورنيلوس دائمًا ما يصف جمال زوجته ، ولكني أرى أمامي امرأة قبيحة ولكنها ترتدي ثيابًا جميلة ، ولا تتكلم كثيرا فقلت ربما جذبه إليها جمالها الروحي ، عاد إلي الفضول لأعرف من يقيم بالغرفة الثالثة تفقدت أمتعة كورنيلوس أثناء صعودها على متن السفينة فوجدت في وسط الأمتعة صندوقًا خشبيًا على شكل مستطيل فقلت ربما يحمل هذا الصندوق السر .رأيت كورنيلوس في بداية الرحلة يتحدث مع تاجر لوحات إيطالي ، فظننت أنه ربما يقوم بتهريب إحدى اللوحات الشهيرة ، ويفاوض التاجر عليها ، فشعرت بالغضب كيف يخفي هذا السر عني .خلال الرحلة كان الجو رائعًا ، وكان الركاب يميلون إلى الاختلاط والتعارف إلا كورنيلوس ، وأختيه أما زوجته فكانت أكثر اختلاطا منهم ، وكانت على علاقة بالسيدات المسافرات ، وفي الحقيقة كانت مصدر ضحك ، منها وتبدو جاهلة وعامية المستوى ، فكان ذلك مصدر تساؤل آخر كيف لشخص بمستوى كورنيلوس أن يتزوج امرأة كهذة ، لاسيما وقد أخبرني من قبل أنها لا تملك أي ثروة ولا ينتظر أن ترث أي قرش .كان كورنيلوس كئيبًا طول الرحلة وقليل الكلام ، وفي أحد الأيام صعد إلى سطح السفينة فحاولت أن ألقي ببعض النكات لكنه كان يستقبلها بضحكة صفراء ، وحاولت أن أكون خبيثًا فأطلقت نكته عن كنز مخبأ داخل صندوق ، في محاولة منى لأخبره أنني عرفت سر اللوحة المهربة فإذا به ينفجر ضاحكًا ضحكة هستيرية حتى استلقى على سطح السفينة كالميت .وقد حدث شيئًا أخر أثار فضولي ، وهو أنه وفي خلال ليلتين متتاليتين وأنا سهران وباب غرفتي مفتوح لاحظت أن السيدة كورنيلوس تتسلل من غرفة زوجها ، في حوالي الساعة الحادية مساءًا ، وتذهب إلى الغرفة الثالثة ومما زاد فضولي أصوات الأنات المكتومة التي كنت أسمعها في غرفة كورنيلوس .وفي الليلة السابعة لسفرنا حدثت مفاجأة لم نكن نتوقعها جميعًا ، إذ هبت عاصفة شديدة قامت بتمزيق أشرعة السفينة ، وفجأة مالت السفينة وبدأت في الغرق ، حاولنا إلقاء الأمتعة في البحر حتى تطفو السفينة ، ولكن دون جدوى لم يكن أمامنا إلا قارب النجاة أنزلناه إلى الماء ، وركبنا جميعًا وكان أخر من ركب القبطان هاردي وكورنيلوس ، وحينما بدأ القارب يسير صرخ كورنيلوس الصندوق فصرخ فيه القبطان أجلس وإلا سنغرق جميعًا فما كان منه إلا أن قفز في الماء وعاد إلى السفينة وجلب الصندوق وقفز في الماء وغاصا غرقًا في قاع البحر أمام ذهولنا جميعًا وبعد فترة صمت سألت القبطان هل سيطفو مجددًا أجاب نعم سيطفو بعد أن يذوب الملح ، لم أفهم .بعد أن رسونا على الشاطئ بشهر قابلت القبطان ، فسألته عن كورنيلوس فأخبرني القصة ، كانت زوجته كما وصفها رائعة الجمال والثقافة ، وفي اليوم المقرر للسفر مرضت فجأة وماتت فحزن حزنًا شديدًا وأصر على نقلها إلى والدتها ، وقد خشي القبطان أن يعرف الركاب أمر الجثة ، فكان معظمهم يفضل أن يترك السفينة على أن يسافر بصحبة جثة ، فاقترح القبطان أن يغطي الجثة بالملح وينقلها على أنها أمتعة ، وكان استنتاجي الخاطئ ناجما عن فضولي وفي الأيام الأخيرة لم أستطيع النوم كان وجه صديقي يلازمني.