المرض العقلي والنفسي من أشرس الأمراض ، التي قد تهاجم الإنسان وتتسبب في تدمير حياته كلها ، خاصة إن كان هذا المرض يؤثر على علاقاتك بالآخرين ورؤيتك لهم ، قصتنا اليوم حول وهم كابجراس هذا الاضطراب النادر المفزع .وهم كابجراس :
وهم كابجراس هو نوع من الاضطراب يجعل الفرد يتخيل أن فردًا من أسرته ، أو المقربين له تغير ، تم اختطافه وتبدل بكائن شرير أو كائن فضائي ، يعيش في نفس هيئة الشخص المختطف ، يعرف علماء النفس وهم كابجراس على أنه نوع من متلازمات عدم التعرف ، وهو يعتمد على الوهم وقد يكون هذا الوهم حاد ومؤقت ومزمن ، وقد ينتج عنه مشكلات كثيرة وأزمات وكوارث كبيرة .الأشخاص أكثر عرضة لهذا الوهم هم أصحاب الفصام العظمي ، أو أصحاب الإصابات القوية بالدماغ ، أو الذين شخصوا بالجنون ، أو أصحاب الأمراض العصبية ، وقد يحدث وهم كابجراس لمن يتناولون بعض المركبات الدوائية التي تحتوي على مادة الكيتامين ، ويصاب به فئة نادرة جدًا من الناس.العلاج :
هذا المرض من النوع الذي يستدعي عناية ورعاية كاملة بالمريض ، من خلال الاطمئنان المستمر على المؤشرات الصحية للمريض ، والتأكد من إدراكه ، وغالبًا ما توصف المهدئات لعلاج هذا الوهم .قصص حقيقية لوهم كابجراس :
في أحد الأيام عاد الزوج من عمله ليجد زوجته تجلس إلى طاولة المطبخ ، تشرب القهوة ، سلمت عليه سريعًا ، كان يشعر بأن هناك شيئًا ما غير صائب ، نبرة صوتها ليست هي المعتادة له ، فكر أنها يمكن أن تكون متضايقة من شيئًا ما .في المساء تحدث إليها وتأكدت شكوكه هذه المرأة ليست زوجته ، لا يمكن أن يخطئ في تحديد زوجته ، فهو يعرفها منذ أكثر من خمسة عشر عام ، عرفها وهم أطفال وتزوجها فور تخرجهما من الجامعة .هو يعرف كافة التفاصيل الصغيرة عن زوجته ، ومن تعيش معه هذه ليست زوجته ، قد تكون كيان شرير ، أو كائن فضائي احتل جسد زوجته ويعيش معه ليحقق مخططًا لا يعرفه ، بدأ الزوج يشعر بالخوف ، حين صعدت الزوجة لتنام بجواره حاول أن يشم رائحتها ، لم تكن رائحة زوجته .حتى طريقة التنفس لم تكن لزوجته ، شكل أظافرها ، طول خصلات شعرها ، قررت أن أراقبها ، في أحد الأيام كانت تعتني بحديقة المنزل ، وقفت خلف النافذة أشاهدها ، أمسكت بوردة فجرحتها شوكة ، رأيت بعين دماء سوداء تخرج من يدها ، حين وجدتني أنظر إليها حاولت أن ترسم ابتسامة على وجهها لكي لا أشك بها أكثر .في المساء استيقظت ولم أجدها بالفراش ، حين بحثت عنها وجدتها تشاهد صورًا ومقاطع مصورة لي مع زوجتي ، واجهتها بالأمر ، اتهمتها بأنها اختطفت زوجتي ، حاولت أن أعرف مكان زوجتي ، تركتني وذهبت مسرعة إلى غرفة النوم .بعد قليل اتصل بي شقيقي الأكبر ، بالطبع اتصلت به واشتكت له ، صدقها ، لديه حق فهي تشبه زوجتي كثيرًا ، لكن لا يمكن أن تخدعني أنا أبدًا ، طلب مني شقيقي أن أذهب لطبيبه النفسي ، بالفعل ذهبت ، تحدثت حول كل شيء ، حين جاء دورها للحديث اتهمتني بعدم الاتزان ، قالت أن مديري بالعمل اتصل ليشكو من عدم انضباطي ، أضافت أن والدتي كانت تعاني من اكتئاب أدى إلى دخولها مصحة نفسية وتلقي علاج بصدمات الكهرباء .صرخت فيها بأن أمي كانت تعاني من الاكتئاب ، وأن جلسات الكهرباء هي من دمرها ولم يعالجها ، وطلبت من الطبيب أن يجرحها ليتأكد من صدق ما أقول ، رفض الطبيب وبعد إصرار مني قال بأنه سيسحب عينة منها في المعمل بأدوات معقمة .ذهبت التي تدعي أنها زوجتي مع الطبيب وبعد خمسة عشر دقيقه وجدت شخصان يرتديا زي أبيض ، يقولان بأنهم من المصحة النفسية وأنهم هنا على حسب تعليمات الطبيب ، أثناء تواجدي في المصحة كنت أحاول أن اقنعهم أني اقتنعت أنها زوجتي ، حتى حين زارتني ومثلت أنها تبكي ، كنت أعلم أنها ليست زوجتي ولكني جاريتها لتطمئن ويسمح لي الطبيب أن أغادر المصحة .عدت إلى المنزل وقررت أن أتأكد بنفسي أنها ليست زوجتي ، سوف أجرحها لأرى الدماء السوداء تخرج منها ، وأؤكد للجميع أنني كنت على صواب ، صعدت إلى غرفة النوم ومعي سكين المطبخ وقمت بجرحها ، استيقظت زوجتي وقاومت بعد أن جرحتها في يدها ، اتصلت بالشرطة ، وتم إيداعي مصحة نفسية أخرى لأتلقى العلاج .