يحكى أنه فى صيف عام 1951م وتحديدًا في مدينة دييب ، في ليلة هادئة ، سمعت طقطقة الطلقات النارية ، وتعالت أصوات الطائرات المنقضة ، وسمع أصوات الجنود يعلو بين أنين جرحى ومحتضرين ، وقد تدفق من الطائرات نحو عشرة آلاف جندى على شاطئ دييب .وكان على بعد ميل واحد من شاطئ دييب شرقًا ، تقف امرأتان فى شرفة إحدى غرف الفندق الصغير المطل على الشاطئ ، كانت تحاولان تمييز هذا الشيء الذي ظهر فى الظلام باتجاه البحر ، وقد انتابتهما حالة فزع ورعب شديدين ، فأصوات المدافع القوية وأصوات المعركة يتردد صداها بقوة من حولهما .وبالفعل فان الأصوات التي استمعتا إليها ، متطابقة تمامًا وبدقة مع أصوات المعركة التي حدثت في ذلك المكان ، ولكن منذ تسعة أعوام مضت ، عندما قامت قوات الحلفاء بشن غاراتها لتحطيم قوة الجيش الألماني ، فهل باستطاعة العقل البشري أن يخترق حاجز الزمن ليعيش حقبة زمنية في الماضي البعيد !!قررت السيدتان وهما زوجة عضو في البرلمان الإنجليزي ، والأخرى زوجة أخيها ، أن يقضيان عطلة نهاية الاسبوع ، في دييب مع أطفالهن ، وقد أثار ما قاما بروايته عن تلك الحادثة فضول وسائل الصحافة والإعلام ، وقد اشترطتا لكي تفصحا عن ما حدث في تلك الليلة أن لا يذكر أسميهما لأنهما من عائلة محافظة ، فتم بالفعل نشر ما قمن بسرده تحت أسماء مستعارة وهي آن و مارى .القصة :
عندما عادت السيدتان آن ومارى إلى الفندق منهكتين من جراء النزهة التي قاما بها طوال النهار السابق ، صعدتا إلى الطابق الثاني إلى حجرة نومهما التي تطل على البحر ، وفي حوالى الساعة الرابعة فجرًا ، استيقظت مارى عندما سمعت أصوات غريبة ، تصورته في البداية هدير رعد ، ولكن الأصوات أخذت في التصاعد بشكل مخيف ، وبدت لو كانت قادمة من ناحية الشاطئ ، في تلك اللحظة استيقظت آن هي الأخرى سائلة عن تلك الأصوات ؟!!في بداية الأمر استلقت السيدتان على الفراش في الظلام مستمعتان إلى تلك الأصوات وقد كانت ترتفع بشكل تدريجي كما قالت مارى للباحثين الذين حققوا في الواقعه : أن الأصوات في البداية كانت أشبه بهدير الرعد الذي يقترب ويبتعد ، ثم أصبح بإمكاننا أن نميز أصوات صيحات وطلقات رصاص ونداءات وانفجار قنابل .وقد كانت آن تعمل فى الخدمات الطبية في الجيش ، فلم يكن لديها شك من طبيعة الأصوات التى تسمعها ، لقد كانت أصوات معركة محتدمة بالفعل ، نهضتا من الفراش واتجهتا الى الشرفة بحرص ، لا شيء يتحرك في الظلام ولا حتى أي سيارة تتحرك باتجاه الشاطئ ، مع استمرار سماعهما لأصوات قذائف المدفعية بوضوح شديد دون أن يظهر بريقها في السماء .ومع كل هذا فقد كانتا تسمعان صفير القنابل يعبر السماء ، والصيحات والنداءات ، وفي الرابعة والنص فجرًا ، توقفت الاصوات فجأة ، ثم عادت بعد ربع ساعة ولكن كان القصف الجوى مكثفًا ، وأصبح على درجة عالية من العنف ، وأصوات قاذفات القنابل وهي تنقض متلاحقة ، وهدير الدبابات المرتفع ، يوحى بأنها تسير في اتجاه الفندق .وكان التساؤل الذي حير السيدتان لماذا لم يسمع أحد ممن في الفندق صوت جحيم الحرب الدائرة في الأسفل على الشاطئ ؟ ، لقد ظلت أصوات المعركة محتدمة ومتواصلة حتى الساعة السابعة صباحًا ، مع تباين أصواتها حتى وصلت لصوت الطلقة الأخيرة ، بينما صوت الدبابات والطائرات قد أخذت في الخفوت ، وبعدها استمعتا إلى أصوات شدو الطيور .وورد نفس التساؤل للسيدتين في تلك اللحظه هل حدثت خدعة زمنية جعلتهما يسمعان أصوات المعركة التي حدثت في نفس المكان منذ تسعة أعوام !تحليل الظاهرة الخارقه للطبيعة :
كتبت كلتا السيدتان تقرير تفصيلي بما حدث ، وتم إرسال التقارير لجمعية البحوث الروحانية ، وبناء على ذلك جرت سلسلة من الدراسات حول تلك الظاهرة الغريبة ، وتم المضاهاة بين التوقيت الزمني دقيقة بدقيقة بين الأصوات التي سمعتها السيدتان وبين وقائع المعركة الحقيقة التي غزى فيها الحلفاء الشاطئ الفرنسي .والأكثر عجبًا أن الدراسة تطابقت زمنيًا بين مراحل الهدوء والصمت ومرحلة الهجوم وهجمات الطائرات والدبابات بدقة شديدة ، والأهم من ذلك أنه لم يتم الكشف عن تفاصيل تلك المعركة رسميًا إلا بعد سنوات طويلة من رواية الأصوات التي سمعتها تلك السيدتان .ثم تم استجواب السيدتان على يد أحد الباحثين وقد جاء فى أحد التقارير أن السيدتان على درجة عالية من التوازن النفسي الواضح ، وأن السيدتين ثبت سلامة عقليهما ، بلا أى ميل لابتداع التفاصيل المختلقه ، وأرى أن تلك الظاهرة ينبغي أن تندرك في اطار الظواهر الروحيه الأصيلة .ظهرت بعد ذلك عدة محاولات لتفسير تلك الظاهرة فأرجح البعض أن ما حدث هو فعل نوع من أنواع الآلات الزمنية التي أرجعت مسامع تلك المعركة ، إلى آذان السيدتين بنفس تتابعها ، وفسرها البعض الآخر أن السيدتين عبرت زماننا إلى بعد رابع يحفظ للأصوات خلودها ، ولكن مع ذلك بقي سر ما حدث في تلك الليلة كما هو على حاله .