قصة اكتشاف فيروس الإيدز

منذ #قصص منوعة

هو فيروس يهاجم الجهاز المناعي مدمرًا نوع من خلايا الدم البيضاء تدعى الخلايا المساعدة  T-helper cells ، مدمرًا مناعة الشخص تدريجيًا ليصبح من الصعب على الجسم أن يقاوم العدوى والأمراض ، ويستغرق الجهاز المناعي من 10-15 سنة ليصبح مدمرًا بالكامل ، وتعتمد سرعة تقدم الفيروس على السن والصحة والبيئة المحيطة ،فالإيدز : ليس فيروسًا بل مجموعة من الأعراض الناتجة عن فيروس نقص المناعة ، ولذلك سمي بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة ، والمرحلة الأخيرة من مرض نقص المناعة ينتهي بالموت إذا لم يتم علاجه .أصل ونشأة فيروس نقص المناعة البشرية :
يعتقد على نطاق واسع أن هذا الفيروس نشأ في كينشاسا ، في جمهورية الكونغو الديمقراطية حوالي عام 1920م ، عندما عبر فيروس نقص المناعة البشرية أنواع من الشمپانزي إلى البشر ، وحتى ثمانينيات القرن الماضي ، لا نعرف عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أو المصابين بالإيدز ، ففيروس نقص المناعة البشرية كان مجهولًا ولم يصاحب انتقاله علامات أو أعراض ملحوظة ..وجد أن هناك نوع من أنواع الشمبانزي المصاب بالمرض ، عندما اصطاده ‏البشر من أجل أكل لحومها ومن ثم التعرض المباشر لدمها ولحمها المصاب ، فأصيبوا بالعدوَى ، ثم انتشرت على مر العقود من خلال أفريقيا ومنها ‏إلى العالم ، ويعتقد أن ‏النسخة الخاصة بالشمبانزي الموجودة بغرب أفريقيا  من هذا الفيروس ، والتي تدعى فيروس نقص المناعة القردي (SIV) ، قد انتقل على ‏الأرجح للبشر وتحول إلى مرض نقص المناعة البشري (HIV) .العلاقة بين (SIV) و(HIV) :
الفيروس البشري هو نوع من الفيروس يهاجم الجهاز البشري ، وبطريقة مماثلة ، فإن الفيروس الشامبانزي يهاجم الجهاز الخاص بالقرود والقردة ، ووجدت الأبحاث أن هناك ارتباط بينهما وهناك العديد من أوجه التشابه بين الفيروسين HIV1 ، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بسلالة من SIV التي وجدت في الشمپانزي ، ويرتبط HIV2 ارتباطًا وثيقًا سلالة من SIV وجدت في مانغابي سوتاي.أول ظهور للمرض بالنتائج المختبرية :
لم توفر دراسات ولا أدلة حول متى ظهر الفيروس لأول مرة في البشر وكيف تطور ، وأول حالة تحقق من الفيروس هي من عينة دم أخذت في عام 1959م ، من رجل يعيش في ما هو الآن كينشاسا في جمهورية الكونغو الديمقراطية ، تم تحليل العينة بأثر رجعي وتم الكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية ، وهناك العديد من الحالات السابقة التي تشير فيها أنماط الوفيات عن العدوى المعروفة الآن بالإيدز ، إلى أن فيروس نقص المناعة البشرية هو السبب ، ولكن هذه هي أول مرة يتمكن فيها من التحقق من عينة الدم مصابة.تاريخ انتشار المرض :
المنطقة المحيطة كينشاسا المستعمرة البلجيكية مليئة بمواصلات النقل ، مثل الطرق والسكك الحديدية والأنهار ، شهدت المنطقة انجذابًا كبيرًا من الشباب الأوربيون ، كما شهدت المنطقة تجارة جنسية متزايدة في الوقت الذي بدأ فيه انتشار فيروس نقص المناعة البشرية ، وقد يفسر ارتفاع عدد المهاجرين وتجارة الجنس إلى كيف انتشر فيروس نقص المناعة البشرية .في الستينيات من القرن المنصرم ، وفي هذا الوقت ، عاد العديد من المهنيين الهايتيين الذين كانوا يعملون في جمهورية الكونغو الديمقراطية الاستعمارية خلال الستينيات إلى هايتي ، شق HIV1 طريقه إلى هايتي ، واتهموا العائدين بأنهم مسؤولون عن وباء فيروس نقص المناعة البشرية ، وعانوا من العنصرية والوصم والتمييز الشديدين نتيجة لذلك .وتواجد الفيروس في الولايات المتحدة الأمريكية من منتصف السبعينات ، حيث تم التبليغ من قبل أطباء ‏نيويورك ولوس أنجلوس عن ظهور أنواع نادرة من الالتهاب الرئوي والسرطان والأمراض الأخرى بين ‏عدد من المرضى الذكور الشواذ ، وهذه الأمراض لم تكن موجودة عادة بين أشخاص ذوي جهاز مناعي ‏سليم ، ‏في البداية كان يطلق على المرض كل أنواع الأسماء المتعلقة بكلمة مثلي الجنس ، ولم يكن العلماء حتى منتصف عام 1982م يدركون أن المرض ينتشر أيضًا بين فئات أخرى مثل مستخدمي الهيروين ، وفي سبتمبر من ذلك العام تحديدًا ، سمي أخيرًا الإيدزتسمية الفيروس وتسجيله علميًا :
وفي عام 1983م فقط ، تم عزل الفيروس وتحديده من قبل باحثين في معهد باستور في فرنسا ، وقد تم تأكيد الفيروس الذي يسمى في الأصل باسم اعتلال العقد اللمفاوية المرتبط (أو LAV) بأنه سبب الإيدز .وفي عام 1984م صدر إعلان من قِبل وزيرة الصحة في واشنطن ، أنه تم اكتشاف الفيروس المسبب للمرض وهو HTLV-III/LAV الفيروس المتصل بتضخم العقد الليمفاوية ، وهو نفسه الفيروس المسبب للمرض ، وتم تغيير الاسم بعد ذلك إلى فيروس نقص المناعة البشري.كما أعلنت الوزيرة أنه تم تطوير اختبار دم سيكون متاحًا خلال ستة أشهر ، مانعًا مأساة مرضى نقل الدم الذين يصابون بالمرض نتيجة الدم الملوث ، وقالت أن اللقاح المضاد سيكون متاحًا خلال عامين (وهو ما لم يحدث حيث أنه لا يوجد لقاح للإيدز حتى وقتنا هذا) .الجهود المبذولة لاكتشاف علاجا للإيدز :
ومنذ عدة سنين أعلن الباحثون في برلين ، أنهم تمكنوا من علاج شخص مصاب بالفيروس ، وتطلب العلاج جرعات مكثفة من الكيماوي والإشعاع بالإضافة إلى زراعة خلايا جذعيه ، وكنتيجة لذلك أصبح تيموثي براون -المريض الذي تلقى العلاج- هزيلًا جدًا لسنوات عديدة ، ثم أصبح الآن معاقًا بشكل ما على الرغم من أنه تعافى بالفعل من الفيروس ، وكرر باحثون آخرون النظام الذي استخدمه أطباء برلين لكن حتى الآن لم يشفى أحد آخر ومات العديد من المرضى.وقد تعاون الباحثون في بوسطن في مؤسسة دانا فاربر للسرطان وجامعة هارفارد ، على إجراء تجربة أخرى تهدف إلى إعادة النجاح الذي حققه باحثو برلين بدون التعرض الخطير والمرهق للكيماوي والإشعاع ، لاستخدم الباحثون شخصين مصابين بالفيروس كانا يأخذان تركيبات قوية من مضادات فيروس نقص المناعة (التي تدعى هارت) ، وكانا قد أصيبا بسرطانات ممتدة وكانت فرصهم في النجاة ضئيلة.تم معالجة المريضين بجرعات قليلة من الكيماوي وزراعة الخلايا الجذعيه ، ولكن هذه الخلايا الجذعيه لم تكن كالتي استخدمها باحثو برلين ، وتم إعطائهم أدوية كابتة للمناعة ، لتسمح بالخلايا الجذعيه المزروعة بأن تنجو من مهاجمة الجهاز المناعي للمريض عن طريق إضعاف مناعته جزئيًا .وكانت النتيجة أن الرجلين ظلا على قيد الحياة لمدة أربعة سنوات بعد زراعة الخلايا الجذعيه ، ولم يعد يوجد فيروس نقص المناعة في عينات دمهم وانخفض مستوى الأجسام المضاد للفيروس بشكل كبير.وتحمل هذه التجارب نسبة وفيات تقدر بحوالي 15% وحتى الآن بيانات مؤكدة عن نسب الوفيات بين المصابين بالفيروس ، إلا أن هذه التجارب تعد خطيرة للغاية ولم يتم تطبيقها على مدى واسع .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك