قصتنا اليوم عن جبلين أحدهما ذكر والآخر أنثى كما تقول الأسطورة ، هما مثال رائع لتنوع التضاريس في المملكة ، فهناك أماكن تتميز بندرتها وجمالها ، ومقالنا اليوم عن ظاهرة جيولوجية تقع في المملكة كثُرت حولها الأساطير ، سنذكرها كما سنذكر أسباب الظاهرة من منظور العلم .وصف فوهة الوعبة الجيولوجي وموقعها :
هي حفرة عميقة متسعة مستديرة ، لها قطر دائري وفوهة مستديرة ، ويبلغ قطرها حوالي 3 كيلومترات ، وهي شديدة العمق ويتراوح عمقها من 300 إلى 380 مترًا ، تتمتع بلونها الأبيض بسبب الملح المتكون نتيجة لتساقط الأمطار وتجمعها في الحفرة ، وتقع في الجنوب الشرقي من المدينة المنورة ، على بعد ستة كيلومترات من مدينة كفر كشب .مظاهر الحياة النباتية حول الحفرة :
عند النزول إلى المنطقة نجد مجموعة من أشجار النخيل والنباتات والأعشاب ، التي تنمو على عيون الماء الصغيرة والعذبة هناك ، كما نجد بعض الأعشاب الصحراوية وأشجار الأرك وبالاتجاه إلى داخل الحفرة تنعدم النباتات حيث يكسو الفوهة غطاء أبيض من الملح المتراكم من تسرب المياة وتجمعها في المنطقة.التفسير العلمي لهذه الظاهرة الجيولوجي :
تنوعت الآراء وتعددت في تحديد أسباب حدوث هذه الحفرة ، فظن بعض الباحثين أنها نتيجة انفجار بركاني كبير ، فهي من أكبر فوهات البراكين على سطح الأرض ، بل أكبرها على الإطلاق ، ويظن بعضهم أنها نتيجة سقوط نيزك كبير ، لكن لا توجد دلائل على ذلك ، أو أنها من مخلفات بركانية تكونت في العصر الكامبري ، الذي يعد أقدم العصور التاريخية .التفسير الأسطوري وأحاديث الناس عن المنطقة:
وضعت الكثير من الأساطير حول تفسير هذه الظاهرة ، وعادة ما كان البشر في العصور القديمة يضعون تفسيرات أسطورية وخرافية لكثير من الظواهر التي تحيط بهم ولا يستطيعون تفسيرها ، وكذلك حدث مع هذه الظاهرة فمن هذه التفسيرات أن أحد الجبلين ذكر والآخر أنثى وكانا يعشقان بعضهما البعض ، فقررت الأنثى الرحيل إليه فطارت مسرعة ، إلى أن ظهر جبل آخر يقولون إنه ابن عمها وكان يعشقها كثيرًا ، فشق عليه أن يرى حبيبته مسافرة إلى جبلٍ آخر ، فأطلق رمحه عليها ليصيبها قبل أن تصل إليه فسقطت على الأرض مسببة حفرة عميقة وواسعة نادرة الوجود على الأرض.أسباب هذا العشق في الأسطورة:
ويقولون أن الجبل الأنثى أعجبت بالجبل الرجل في يوم ممطر إذ رأت صورة الجبل فيها شديد البياض فأحبته حبًا جمًا لجماله ، وعندها قررت الرحيل إليه ، كما أن الأسطورة تحكي بأكثر من رواية منها أن الجبلان هربا معًا في هذا المكان ، أو أن أحدهما رحل إلى الآخر ، وهبط معه في نفس المكان .صورة الجبل في الشعر :
كثيرًا ما كان يحمل الشعر صورًا من هذه الطبيعة الخلابة الجزيرة العربية ؛ لأن الشعر ديوان العرب ، ونحن إذ نقرأ أبيات الشاعر الجاهلي امرئ القيس نطالع وصف هذه الأسطورة ، ومنه نستنتج أن هذه القصة قديمة جدًا ، وسنذكر أبياتًا لإمرئ القيس لوصف هذه الأسطورة :كأن طمية المجيمر غدوة *** من السيل والغثاء فلكة مغزلوقال الآخر يصف الأسطورة بشكل آخر:تزوج عكاش طمية بعدما *** تأيم عكاش وكاد يشيبيظهر من ذلك مدى روعة وجمال الطبيعة في أرض شبه الجزيرة العربية ، وتنوعها ، فعلى أرضها عجائب وغرائب وأساطير متعددة ، وجميعها يصورها الشعر ، يمكن أن يستغل المكان سياحيًا فهناك باقة من الألوان خلابة في هذا المكان حيث يتناغم اللون الأصفر مع الأبيض مع لون الصخور النارية الأحمر ، مع اللون الأخضر إنها حقًا تحمل جمال الألوان مع جمال التاريخ ، وغموضه .