هناك أسطورة تنتمي إلى حضارة الإنكا ، تلك الحضارة القديمة التي عاشت واستوطنت في أمريكا اللاتينية ثم اندثرت بقوم الاحتلال الإسباني للقارة ، وتروي هذه الأسطورة بأنه الإله شاكال في عقيدتهم ، قد أصيب بلعنة من الغضب على أرض الهنود الحمر ، فاشتعل كل ما هو موجود من الأخضر واليابس وجفت الزروع ، وغالبًا كانت تلك الفترة تعاني من بعض الأوبئة مثل السل ، والحمى ـ والكوليرا والطاعون ، الأمر الذي أعاده أصحاب تلك العقيدة إلى آلهة الشر.الاحتراق البشري الذاتي :
هو عبارة عن حريق يندلع في جسد شخص ما ، لا يمس ملابسه ويستمر لثوان معدودة ، وقد يترك الجسد رمادًا ، أو يترك جزء منه لا تمسه النار ، ولا يترك خلفه أي دليل يجعل المرء على دراية بمسبباته أو ما الذي أدى إلى احتراقه ، هذا بالإضافة إلى أن الجسد يشتعل فجأة دون سابق إنذار ، ودون وجود أي عامل خارجي للاحتراق.وتاريخ حالات الاحتراق الذاتي غير معلوم حتى الآن ، ولكن تم تسجيل حوالي ثلاثمائة حالة حتى الآن ، دون أن نعرف هل التاريخ القديم به مثل تلك الحالات ، أم أن القدماء لم يعرفونه قط ؟ ويؤكد البعض وجود مثل تلك الحالات من قديم الأزل ، مستعينًا في ذلك بالأساطير التي خلّدها التاريخ ، مثل أسطورة شاكال التي قصصناها أعلاه.حالات موثقة :
أولى الحالات التي تم توثيقها هي حالة السيدة نيكول ميليت ، والتي أبلغ زوجها عن احتراق جثتها ، وبالفحص تبين أنها كانت مدمنة على الخمور والكحوليات ، وفيه ليلة احتراقها ذهبت وقد خلدت إلى النوم عندا اشتعل الحريق فجأة بجسدها ، وتحولت إلى رماد بالكامل عدا ساقيها ، ولم يمس الفراش بسوء ، مما دفع برجال الشرطة إلى اتهام الزوج في هذا الحادث ، ولكن برّأته ساحة المحكمة فيما بعد لعدم وجود أدلة جنائية ضده.تلتها حالة أخرى ، تدعى جريس بيت وهي سيدة انجليزية ، تدمن على الكحوليات أيضًا وكانت تعيش بمفردها ، وعندما ذهبت إليها ابنتها لزيارتها وجدتها جثة محترقة بالكامل ، مخلّفة وراءها رمادًا فقط ، دون أن تمس ملابسها بشيء.حالة أخرى تم تسجيلها ، حيث احترقت إحدى السيدات فجأة داخل أحد القوارب برفقة زوجها وأطفالها ، واشتعلت النار بجسدها فجأة ولكن دون مساس بملابسها أو أي شيء ، وذكر زوجها أنه حاول أن يطفئ تلك النيران ولكنها كانت دون جدوى .جثة جديدة لسيدة تبلغ من العمر 67 عامًا ، وُجدت في شقتها وقد احترقت الجثة بأكلملها عدا ساق قدمها اليسرى ، مخلفة وراءها 5 كيلو جرام من الرماد ، ودون أن يمس مقعدها الجلدي أي احتراق ، على الرغم من تقرير الطب الشرعي الذي أثبت أن درجة الحرارة حينذاك ، كانت قد بلغت ثلاثة آلاف درجة مئوية.الناجون :
بالطبع قد يتساءل البعض هل من ناجين في هذا الأمر ، أم أن كل من أصيب بتلك اللعنة لم ينجُ منها ، ولكن بالفعل هناك حالات كانت قد نجت من الاحتراق الذاتي ؛ مثل حالة ديبي كلارك التي لمحت فجأة ضوء أزرق اللون ينبعث منها كلها خطت خطوة داخل حديقة المنزل ، فصاحت تنادي أمها التي ما لبثت أن شاهدتها حتى أخذ تصرخ وحملتها هي وأخيها وخلعا نعليها وغمراها بالمياه ، وذكرت الأم أن الطقس كان مشحونًا بالكهرباء ، بينما يندلع اللهب من ابنتها ، وتشيبي .والتي كانت تقف بغرفة الطهي ، واشتعلت النيران بها ذاتيًا قبل أن تخمد فجأة في ثوانٍ معدودة ، لم تستطيع خلالها حتى أن تطلب النجدة ، وغيرها العديد من الحالات التي لم يتم توثيقها رسميًا نظرًا لعدم وجود شهود عيان.وقدم العلم بعض التفسيرات التي تمثلت في اجتهادات من أجل شرح طبيعة هذا الاحتراق ، حيث أرجح البعض أن الكحول هو السبب ؛ نظرًا لأن أغلب الحالات التي عانت من الاحتراق الذاتي كانت مدمنة على الكحول ، ولكن أثبت العلماء أن تشبيع أي شيء بالكحول ، لن يتسبب في حدوث هذا الاشتعال الذاتي .وتفسير آخر اتجه إلى احتراق الدهون المخزنة بالجسم ، مع بعضها أثناء حدوث تفاعل ما نظرًا لأن من حدث لهم هذا النوع من الاحتراق هم أشخاص بدناء ، ولكن اعترض البعض على تلك النظرية حيث احترق أيضًا عدد لا بأس به من النحفاء .