مريم فتاة شابة مدللة بعض الشيء ، مر على زواجها عدة أعوام ، وصار لديها طفل جميل يدعى أحمد ، بالطبع مثلها مثل أية فتاة ترغب في حياة مرفهة حتى بعد الزواج ، لذلك طلبت من السيدة زوجة حارس العقار ، الذي تقطنه مريم ، بأن تجلب لها خادمة تساعدها وتعينها على أعباء المنزل ، خاصة وأنها قد أصبحت في الشهور الأولى من الحمل مرة أخرى .جاءت زوجة الحارس وتدعى أم محمد ، بفتاة سمراء البشرة ويبدو أنها في مرحلة المراهقة أيضًا ، وعرفتها بمريم وقالت لها أنها فتاة إثيوبية ، جاءت إليهم برفقة أمها منذ أعوام لكي تعملا في خدمة بعض الأثرياء ، من أجل كسب المال ، ولكن توفت والدتها وعملت أم محمد على رعايتها ، ونظرًا لأمانة الفتاة التي تدعى جيانا ، أصرت عليها أم محمد بأن تأتي بها إلى مريم لتعينها على أعبائها المنزلية ، خاصة وأنها سوف تكون خادمة مقيمة .سعدت مريم كثيرًا بجاينا ، وكانت تتعامل معها بود ومحبة وتتغاضى كثيرًا عن الأمور التافهة ، كذلك كانت الفتاة تعمل يوميًا منذ الصباح الباكر على قدم وساق ، لتلبي احتياجات سيدتها مريم ، وظلت على هذا الوضع لأكثر من شهر .بدأت مريم تتغير في معاملتها مع جيانا بشكل مفاجئ وغريب ، وكانت جيانا مندهشة من هذا الأمر فهي لم تقصر في أعمالها ، ولكنها ظنت بأن شهور الحمل هي ما أثارت اكتئاب وعصبية مريم ، ولكن الأمر لم يكن كذلك ، فقد علمت جيانا بأن مريم تغار منها ، حين لمحت من زوجها نظرات شهوة كثر نحو جيانا ، وهذا الشخص من الأساس هو خائن ، ضبطته زوجته متلبسًا مع خادمتها السابقة في فراشها ، ولكن ماذا تفعل وهي تهيم به حبًا وتعشقه حتى أنها سامحته وغفرت له خيانته لها !تململت جيانا وهي لا تفهم ، لماذا تدفع هي ثمن خيانة هذا الزوج الدنيء ، تحملت الأمر كثيرًا ولكن عقب أن أهانتها مريم أمام الجيران والخدم الآخرون ، ذهبت جيانا إلى غرفتها تبكي بشدة وهي جريحة ومكسورة النفس ، وهنا أخرجت من حقيبتها القماشية القديمة ، كتاب مكتوب بلهجة بلدتها ، وبخط يد والدتها الراحلة ، وبدأت في تحسسه وتفحصه جيدًا .هذا الكتاب كان عبارة عن كتاب في سحر الفودو الأسود ، كانت أمها تعمل به عندما كانتا تعيشان في بلدتهما ، ولكنها أجادته بعدما غادرت البلدة هي وجيانا ، وقد ظنت بأنها سوف تستخدمه من أجل حمياتها هي وابنتها من شرور البشر .بالطبع حذرت الأم ابنتها بأن تتعامل مع هذا الأمر ، فقد لا تستطيع الصغيرة أن تصرف ما تجلبه من خدم وحرس من الجان ، فعالمهم الموازي مختلف عنا ، ويجب الحذر عند التعامل معهم .عزمت جيانا أن تنتقم من هذا الزوج الخائن وتلك الزوجة الغبية التي أهانتها ، جيانا ليست بغيضة أو تحب الأذى ولكن كرامتها المجروحة جعلتها كالعمياء ، فبدأت بإطلاق تعويذة تسخير بسيطة ، وأخذت ترددها في غرفتها بعدما صنعت نجمة خماسية من الشموع ، وقامت ببعض الطقوس المرافقة لها ، وفتحت عينيها لتجد أمامها كلب أسود ضخم يزمجر في غضب ، فعلمت أن الأمر قد نجح .في اليوم التالي تمارض الزوج وحصل على إذن من عمله للعودة إلى المنزل باكرًا ، وكانت زوجته خارج المنزل لدى ولادتها ، عاد الزوج ليدخل إلى غرفته ويصيح مناديًا لجيانا ، يطلب منها كوبًا من الشاي ، أعدت جيانا المطلوب وذهبت تعطيه للزوج ، فانتهز الفرصة وانقض عليها ، ولكنها وهي تقاومه ألقت بالتعويذة مرة أخرى ، لينطلق الكلب الأسود فجأة ، من حيث لا يدري الزوج ، ويبدأ في نهش جسده والزوج يصرخ مرعوبًا ، لا يدري ما يحدث .تجمع الجيران ودخلوا لإنقاذ الزوج ، وجيانا تقف في زاوية الغرفة تبتسم بخبث وهي تنظر للزوج ، الذي ينتفض رعبًا بمجرد رؤيتها ، ويتوسل إلى زوجته مريم أن تسامحه ويعدها بأنه لن يكرر فعلته تلك مرة أخرى ، خاصة عندما بدأت في سؤاله عما جعله يعود إلى المنزل باكرًا ، واكتشفت من فحص الأطباء أن زوجها سليمًا معافى ، ولا يعاني من أي مرض .لم تعد جيانا كالسابق ، وصارت الشيخة زينب الأفريقية ، القادرة على حل العقد وفك الكرب ، بفضل خدامها من الجان ، ولم تعد تلك الخادمة الإثيوبية مرة أخرى قط .