قصة الملكة المثيرة ماري أنطوانيت

منذ #قصص منوعة

تعد ماري
أنطوانيت من أشهر ملكات في التاريخ ، وربما يرجع ذلك ليس إنجازاتها أو أعمال جليلة
قامت بها ، ولكن في الواقع فإن سبب شهرتها يرجع إلا أنها أخر ملكات فرنسا قبل
تأسيس الجمهورية الأولى وقد تعرضت للإعدام بالمقصلة ، والبعض يلقى عليها اللوم في
قيام الثورة ، بسبب شهرتها بالبذخ وحب شراء الأحذية وتناول الكعك ، وربما يكون هذا
السبب في أن البعض نسب إليها مقولة شهيرة ، وهي عندما قالوا لها أن الفقراء لا
يجدون الخبز ، فقالت لهم “فل يأكلوا الكعك !” ،وحاليًا يقول بعض
المؤرخون أن معظم ما قيل عن ماري إنطوانيت كان مجرد ادعاءات كاذبة .حياتها المبكرة وزواجها :لم تكن ماري إنطوانيت غريبة عن الحياة الملكية ، فهي في الواقع كانت أحد أبناء الملكة ماريا تيريز ملكة النمسا والمجر وبوهيميا والتي اتسمت بقوتها ونفوذها ، وقد ولدت في فيينا تحت اسم ماريا أنطونيوا جوسيبا جوفاننا عام 1755م ، وكان والدها هو إمبراطور الإمبراطورية المقدسة .كان
لماريا خمسة عشر من الإخوة وكانت هي من أصغرهم ، ولم تحصل على تعليم جيد خلال فترة
طفولتها ، فقد كانت والدتها مشغولة جدًا بأمور البلاط ، وتركت تربيتها لمربيتها
التي كانت تدللها كثيرًا ، وربما لم تجيد في طفولتها أي نوع من الفنون سوى الرقص .وهي في سن الرابعة عشر أرادت والدتها أن تنهي الاضطراب بين النمسا وفرنسا ، وكان الحل هو الزواج الملكي ، وبعد عدة مفاوضات اتفقت والدتها مع الملك لويس السادس عشر ملك فرنسا على الزواج من الأرشيدوقة ماريا ، والتي أطلق عليها الفرنسيين بعد ذلك ماري أنطوانيت وتم الزواج في عام 1768م .الأزمة الاقتصادية في فرنسا :على الرغم من أن المؤرخون ألقوا اللوم على ماري إنطوانيت في قيام الثورة ، ولكن وربما كانت الملكة المراهقة في النهاية ضحية لأطماع والدتها وسوء إدارة زوجها ، فلم يكن لويس بالملك الحكيم ولكنه كان ضعيف الشخصية ، وفي عهده انتشر الجوع بين الفئات الفقيرة في فرنسا مع ارتفاع أسعار المحاصيل والخبز ، وربما يكون السبب الرئيسي في ذلك هو سوء الأحوال الجوية مما أثر على المحاصيل ، وعدم توافر طرق جيدة لنقل القمح بين المدن الفرنسية .وفي
الواقع فإن لويس السادس عشر ورث الأزمة الاقتصادية ولم يتسبب بها حيث أن الحروب
السابقة لفرنسا قد كلفتها الكثير ورفعت ديونها الخارجية ، وفي المقابل فإن الملك
لم يكن قادر على إيجاد أي حلول لتهدئة فقراء الشعب الفرنسي ، بل على النقيض ،
انتشرت أخبار حفلات زوجته الباهظة وطبقة النبلاء بين الشعب مما أثار مزيد من الغضب
في نفوسهم .أما ماري
أنطوانيت التي اعتادت على حياة البذخ منذ صغرها ، لم تكن تريد أن تتخلى أبدًا عن
حياتها المترفة ، فقد انغمست في حياة تتميز بالبذخ وكانت تقيم الحفلات في البلاط
باستمرار والمسرحيات وسباقات الخيول ، كما كانت تنفق الكثير على شراء المجوهرات والملابس
الفاخرة ، واشتهرت أيضًا بحبها لتناول الكعك بينما كان الشعب الفرنسي يعاني من
المجاعة .وفي
الواقع فإن ماري إنطوانيت لم تكن محبوبة داخل البلاط الفرنسي ولا حتى من زوجها
بسبب الكره القديم بين النمسا وفرنسا ، وكانت علاقتها بزوجها فاترة معظم الوقت
وحتى أن الزواج الفعلي لم يتم إلا بعد مرور سبعة سنوات على عقد قرانهما ، وقد وصل
الأمر أن بعضهم اتهمها بالتآمر ضد فرنسا لصالح النمسا ، لأن سفير النمسا كان من أقرب
المقربين لها .الثورة الفرنسية والإعدام :بعد عدة هجمات عنيفة من الشعب نحو قصر فرساي ، أقنعت ماري أنطوانيت زوجها باعتقال وقمع النشطاء لأنهم يحرضون الشعب ورفضت منح أي تنازلات لتهدئة الشعب الجائع ، وهذا الأمر زاد من غضب الشعب ، وفي يوليو عام 1789م تم اقتحام سجن الباستيل حيث اختفى عدد كبير من الرجال داخل هذا المكان سيء السمعة ، بعد ذلك فر عدد من النبلاء خارج فرنسا ، ولكن الملكة أقنعت زوجها بالبقاء على أمل أن تهدأ الأحوال .وفي أكتوبر عام 1789م اتجهت الجماهير نحو قصر فرساي للمرة الثانية ، وأجبرت العائلة المالكة على الفرار إلى قصر تويلري والذي ظلوا مسجونين فيه حتى إعدامهما ، حيث أعدم الملك في يناير عام 1792م ، بينما اقتيدت ماري أنطوانيت إلى المقصلة في يوم 16 أكتوبر 1793م وهي في كامل زينتها حيث تم وضعها في عربة ملكية مكشوفة طافت بها شوارع باريس قبل قطع رأسها لتنتهي بذلك قصة واحدة من أشهر ملكات التاريخ .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك