قصة سفينة الأشباح الهولندي الطائر

---

“إذا رأيت الهولندي الطائر فأنت ميت بالتأكيد” هذه
المقولة قد تداولها البحارة لسنوات طويلة حول شبح لسفينة تسمى الهولندي الطائر ،
وهي لا تظهر إلا في وجود العواصف ولا تؤثر فيها أي عاصفة ، بل يدعي البعض أنها هي
من تجلب معها العواصف وتسير بهدوء ضد الرياح ثم تختفي ، وهي تظهر دائمًا في منطقة
رأس الرجاء الصالح كما أنها محكوم عليها بالإبحار إلى الأبد .وقد بدأت أسطورة الهولندي الطائر في الظهور لأول
مرة في الكتب الإنجليزية منذ القرن الثامن عشر ، وكل من تحدث عن السفينة قال أنه
قد رأى طيف شبحي متوهج ، وهي تنذر دائمُا بقرب حدوث كارثة .ومن
القصص التي تناقلها البحارة عن الهولندي الطائر هي ما ذكره البحار جون أورد مود ،
والذي حصل بالصدفة على رسائل قديمة تعود لابن عمه البحار الذي عاصر فترة الحرب
الأهلية الأمريكية ، وكانت تلك الرسائل مثيرة جدًا للاهتمام ! .ففي بعض
الرسائل تحدث ابن عم مور والذي كان في ذلك الوقت يخدم كبحار في أسطول البحرية
المتمركز على أحد السواحل الأفريقية ، وأثناء عودتهم إلى الوطن ، شاهد سفينة غريبة
محملة بالعبيد، وبعد فترة وجيزة من رؤية هذه السفينة فقد جميع البحارة في السفينة
الحربية البصر ولم يكونوا قادرين على رؤية أي شيء ، ولكنهم سمعوا أصوات صراخ تخرج
من سفينة العبيد .وقد اعتقد معظم البحارة أن تلك السفينة الغريبة قد غرقت ولكن البحار ابن عم مور رآها مرة أخرى ، وهي تفرد شراعها وتسير ضد الرياح ، ثم بعد ذلك ظهرت عاصفة رعدية شديدة ، وأثناء العاصفة ذهب ابن عم مور إلى كابينة قبطان السفينة والذي قال له إن رحلتهم تلك محكوم عليها بالفشل بعد أن شاهدوا ” الهولندي الطائر ” .وقد
أخبره القبطان أيضًا أن عمه الكبير كان يحتفظ دائمًا بمدفع فضي معه على متن سفينته
لأنه كان يعتقد أن الرصاصات الفضية تستطيع أن تقتل الأشباح ، وأنه يفعل مثل عمه
ويحتفظ معه برصاصات فضية .وبعد أن
هدأت العاصفة الأولى ، شاهد البحارة نفس السفينة مرة أخرى تسير بنفس الهدوء ،
فأمرهم القبطان أن يقوموا بقذفها بالمدفع الفضي ، وقد بدا للبحارة أنهم أصابوا
مقدمة الطائر الهندي بالفعل ، ولكنها اختفت من جديد!ويقول
ابن عم مور أنه بعد تلك الحادثة يبدو أن القبطان قد أصابه الجنون ، فأمر بشنق
ثلاثة من البحارة على مقدمة السفينة لأنهم خالفوا أوامره ، وبدأت مجموعة من
الأحداث الغريبة الأخرى ولكنه لم يدونها بالتفصيل في مذكراته .والأمر
المدهش أن ابن عم مور لم يعد من تلك الرحلة أبدًا لأنه بعد أن دون تلك الملاحظات
في رسائله غرقت السفينة بسبب عاصفة رعدية قوية وتوفى كل من كان على متنها ، وقد
ترك ابن عم مور رسائله في صندوق خشبي ، وقد التقطها بعض البحارة وسلمها إلى عائلته
.