كان هناك رجل برازيلي ، من ضمن أشهر رجال الأعمال الشهيرين ، كان مليارديرًا ثريًا للغاية ، تبدو عليه أبهى أنواع الزينة ، وأفخم أنواع الترف ، فقد كان لديه الكثير من الأموال الطائلة ، التي لا حصر لها ، بالإضافة إلى أنه كان يتصف بالجبروت ، والطغيان ، والقوة ، والسلطة النافذة ، مما جعل الناس بأسرهم ، يخشون من أن يلقوه صدفةً ، خوفًا منه ، ومن جبروته ، الحد الذي يجعلهم يخشون كثيرًا ، لمجرد سماع اسمه .كان لرجل الأعمال البرازيلي الشهير سيسيرو ، العديد من الشركات والمؤسسات الرفيعة ، والضخمة ، والتي كان يسيطر من خلالها على تجارة كل من الألبان ، ومنتجات السكر ، بالإضافة إلى اللحوم البرازيلية ، ليس هذا فقط ، وإنما تعدى ذلك سيطرته ، وبسط نفوذه على مصانع الأسلحة المتعددة ، والتي يتم من خلالها تصنيع مختلف ، وأنواع القطع المتعددة .وكانت له مقولة شهيرة ، تتمثل في : ” لو أنني كنت أمشي ، وأعبر في طريق إلى أي مكان ، ووقع مني وأنا أمشي ، مبلغ يقدر مثلًا بمليون دولار ، فسأترك المال كما هو ، ولن أقوم بتضييع وقتي في أن ألتقط المال ، فهو بالنسبة إلي لا شيء ” .وفي مرة من المرات ، كان سيسيرو جالسًا مع حبيبته ، وذلك في واحد من أفخم المطاعم الشهيرة ، وقد تعثر واحد من الخدم ، وأسقط كوبًا من الماء عليه ، فأخذ يعتذر إليه ، ولكنه رفض قبول اعتذاره ، ولم يكتف بذلك فقط ، بل إنه قد اشتري ذلك الفندق نفسه ، بما ، ومن فيه ، ورفد ذلك العامل ، وانتقم منه بذلك أشد الانتقام ، كل ذلك بسبب خطأ بسيط ، وغير مقصود بالمرة .ويذكر أنه كان هناك الكثير مكن الأعداء لسيسيرو ، وقد اجتمعوا جميعًا ، كي يتخلصوا منه ، وقد جربوا معه كافة الوسائل ، وجميع الطرق ، حتى يقوموا بالقضاء عليه ، ولكن رغم تعدد المحاولات ، والطرق ، إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك أبدًا ، ولم يتمكنوا من تحقيق مرادهم ، وهو التخلص منه نهائيًا .رغم أنها كانت محاولات مدمرة فعليًا ، فقد كانت أبسط محاولة لهم ، تتمثل في تدميره من خلال استغلال ابنته ، وكانت الابنة الوحيدة له ، ولم تبلغ من العمر سوى 14 عامًا فقط ، وقد أوقعوها في الإدمان ، وتم فيما بعد استدراجها بالتدريج ،حتى تم إخفاؤها عن والدها ، مما أرهقه في البحث عنها ، وكلفه الكثير من الوقت ، وقام بتأجيل العديد من الصفقات ، وتخلفه عن أعماله .وبعد غيابه لفترة طويلة ، عن مختلف مشاريعه ، قام مدير أعماله باستغلال ذلك ، وغدر به ، فقد مجموعة شركات سيسيرو إلى نفسه ، وقام بتحويل جميع أمواله لمجموعة حسابات خارجية ، يملكها هو أيضًا ، ولكن سيسيرو أيضًا لم يهتم بذلك ، بسبب انشغاله بالبحث عن ابنته الوحيدة ، وعلاجها من الإدمان .بعد ذلك قرر الانتقام من أعدائه ، مما جعله ينشغل عن ابنته بعض الوقت ، ولما عاد وجدها صريعة ، ومغتصبة ، وعثر عليها في سلة قمامة ، موجودة أمام منزله ، ووجد معها ورقة تقلل من شأنه ، فكان لذلك تأثيرًا عميقًا عليه ، وقد انحسر بذلك حسرة شديدة ، ومن هنا فقد عقله ، فضلًا عن إصابته بالجنون ، وتشرده في أرجاء الشوارع ، يسكن علبة بالية من الكرتون ، ولم يفكر أي أحد في مساعدته ، جزاءًا بما صنع .