لطالما سمعنا عن الأماكن المسكونة ، وقد استعرضنا العديد من الفنادق والمنازل المسكونة بالأشباح ، والأرواح الحبيسة ، حتى داخل اللوحات ، ولكن أن يسكن شبحًا بملابس ! ذلك هو الغريب ، ولكن في عالم الأرواح ، لا نستطيع أن نحكم على أي شيء ، فقد تكون الحقيقة المؤلمة ، كامنة داخل ثوب ، ولكن ما قصة هذا الفستان ؟البداية ..
في الولايات المتحدة الأمريكية ، وتحديدًا في ولاية بنسلفانيا ، يقبع قصر بيكر ، هذا القصر الذي يقف شامخًا وحده ، وكأنه قطعة جاءت من كوكب آخر ، على ربوة خضراء ، وتعود جذور بناء هذا القصر .والذي يشبه في تكوينه لخارجي ، لمعابد الإغريقية ، إلى أحد الأثرياء الذي قد عاش في منتصف القرن التاسع عشر ، وأراد لهذا البناء عندما خطط لتشييده ، بأن يكون شيئًا مميزًا ، يتميز به أمام نظرائه من رجال الأعمال ، والأثرياء ، وهذا الثري يُدعى إلياس بيكر.وقد استغرق بناء هذا القصر ، ما يقرب من خمس سنوات متصلة ، وانتقلت إليه أسرة بيكر فور الانتهاء من تشييده ، ولطالما شهد هذا القصر ، العديد من الحفلات والسهرات الباذخة ، والتي تنم عن ثراء واسع .كان بيكر يعمل في مجال تجارة الحديد ، في مقاطعة بلير ، وكان لديه زوجة وإبنان وابنه ، كانت الابنة تُدعى آنا ، فتاة جميلة للغاية ، وكان كل من يزورن أبيها ، يأتي في الأساس من أجل رؤيتها ، ولكن الأب بيكر ، كان يرفض تزويجها هكذا بشدة ، فلطالما رغب هذا الأب الثري ، في تزويج ابنته من أحد الضباط بالجيش ، أو الأمراء ، أو حتى سيناتور ذو نفوذ ، ولم لا ، وقد كان العديد من الأثرياء في أمريكا ، يبتاعون تلك الألقاب في مقابل المال ، لتزويج بنتاهم من أفراد الأسر المالكة الأوروبية ، ولكن شاء القدر أن تقع آنا في عشق أحد الشباب الفقراء ، وكان يعمل لدى والدها بأجر بسيط ، في أحد مصانعه.أحلام لا تموت ..
هامت الفتاة الجميلة عشقًا بالشاب الفقير ، ومع رفض والدها قررت أن تهرب مع الشاب وتتزوجه بعيدًا ، واشترت بالفعل فستانًا أنيقًا للزفاف ، ولكنها لم ترتديه قط ، فما أن علم والدها حتى هاج وماج ، وطرد الشاب من العمل ، وزاد بالتنكيل به ، حتى أنه أوصى رجال الشرطة للتكفل به ، حتى تم إبعاده عن الولاية كلها ، بعد تبريحه ضربًا وقهرًا ، وأما الفتاة حبسها والدها داخل القصر ، بحجرتها التي ظلت حبيسة داخلها أيامًا ، وشهورًا وسنوات ، ثم سمح الأب لابنته بالخروج مرة أخرى .ولكن ، لم تعد الفتاة كما كانت فقد ذبلت ، وفقدت نضارتها وحيويتها وروحها ، وصارت كتلة من الكآبة ، خاصة بعد انقطاع أخبار الحبيب عنها لفترة طويلة ، وربما يكون قد تزوج وأنجب من فتاة أخرى ، ورفضت آنا أن تتزوج رغم كافة العروض ، التي حاول والدها أن يمنحها لها ، وظلت بلا زواج حتى آخر أيام حياتها .الشبح ..
مرت السنوات ، ومات الأب الثري ، والأم وسافر الابنان ، وبقيت آنا في القصر وحدها ، ظلت تعيش داخله ، وهي تنظر لثوب زفافها الذي لم تحظ بارتدائه لحبيبها قط ، وفي أحد الليالي الممطرة ، رحلت آنا ، وجدها الخدم مستلقية على فراشها بعينين دامعتين ، وهي تحتضن فستانها ، وقد صارت جثة هامدة.قبع القصر طوال تلك السنوات ، إلى أن اشترته الحكومة الأمريكية من الورثة ، وحولته إلى متحفًا ومزارًا سياحيًا ، وجدير بالذكر أن كل من زار القصر ، أقسم بأنه قد شاهد فستان الزفاف ، الذي تم وضعه داخل دولابًا زجاجيًا ، وهو يتحرك يمينًا ويسارًا ، وكأن هناك من يرقص به ! لدرجة أن العديد من الزوار قد فحصوا الدولاب الزجاجي ، لتبين ما إذا كان هناك خيوطًا ، أو مصدرًا للهواء ، يحركا الفستان ، ولكن وللدهشة ، الفستان مسكون ، سكنته روح آنا التي لم تحظ ، بارتداء فستان زفافها قط .