كم من الأماكن الشهيرة حولها ، نسمع أن بها من الحكايات والروايات ، ما يشيب لهوله الولدان ، ولعل أشهر الأماكن المعروفة بأنها مسكونة ، هو جبل حَرفة بالمملكة ، ويقع هذا الجبل في جنوب المملكة ، بمحافظة النماص ، ويقع إلى جواره جبلاً صغيرًا ، يُعرف باسم الثدي ؛ نظرًا لأنه يأخذ نفس هيئة وشكل الثدي في تكوينه.جبل الحرفة نمت وأشيعت حوله ، الكثير من القصص والروايات عن سكن الجن له ، وأنه ممتلئ بالأشباح ، البعض ممن رووها قد أكدوا مشاهدات فعليّة في هذا المكان ، والبعض الآخر استخدم خياله الخصب ، في رواية أحداث غير حقيقية ، فوعورة المكان وصعوبة الوصول إليه ، قد مهدا للعديد من الروايات الخاطئة .روايات مريبة ..
يتردد حول الجبل ، أن له بابًا صخريًا يمكن رؤيته بوضوح بالنهار ، ولكن مع حلول الليل إذا اقتربت من هذا الباب تجده بابًا حديديًا ، يصدر أصواتًا غريبة في الليل ، تنذر من يقترب بأن مصيره قد صار محتومًا وأنه قد اقترب من نهايته.لعل أشهر الراويات حول هذا الجبل ، هي رواية الفتاة العذراء ، فقد روى البعض أن فتاة عذراء ذهبت تجاه الجبل ، من أجل ملء المياه من إحدى الآبار في تلك المنطقة ، ولكن الفتاة لم تعد أبدًا من تلك المنطقة .وذهب الناس للبحث عنها دون جدوى ، وعقب تلك الواقعة بعدة أيام ، استيقظ والد الفتاة بالليل على جلبة آتية من داخل المنزل ، فنهض ليطمئن أنه ليس لصًا ، وعندما خرج الوالد ، فإذا بثعبان ضخم الحجم ، وجاحظ العينان يخرج إليه ، ارتعب الرجل واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم ، إلا أنه فوجئ بالثعبان يحدثّه ، بأنه الجنيّ الذي سحب ابنته داخل البئر ، وأنه قد تزوج منها ، ويرغب في معرفة ما يريده الوالد في مقابل تلك الزيجة!رواية أخرى من أحد سكان المنطقة ، روى خلالها أنه قبل عشرون عامًا ، كان عائدًا من منطقة الجبل ، وإذا به يرى أربعة أتراك يقفون في حيرة إلى جوار سيارتهم ، فذهب إليهم الرجل يستفسر عن أسباب وقوفهم في تلك المنطقة الوعرة .أجابوه بأن اثنان من أصدقائهم قد صعدا إلى جبل حرفة ولم يعودا ، فاتجه الرجل معهم إلى أعلى الجبل لينظروا ما حدث ، وعندما صعدوا وجدوا أحد الشابين قد التصق بصخرة ، وبدا وكأنه يديه مربوطتان بها رغم عدم وجود أي حبل يربط يديه .كما أن يديه كانتا غارقتان بالدماء ، فبدأ الرجل في قراءة القرآن حتى حُلت يدا الشاب ، واستكملوا طريقهم للعثور على الشاب الآخر ولكنهم لم يجدوه ، فاتجهوا جميعًا لإبلاغ الشرطة ، وعند عودتهم برفقة شرطة الحماية المدنية .إذا بهم يجدون الشاب ملقى إلى جوار السيارة ، ويداه مضرجتان بالدماء ، وزجاج السيارة منشطر إلى أشلاء ، وبسؤاله علموا أنه قد ألقي من فوق الجبل ، وارتطم بالسيارة مع نزوله السريع ، وأكد تلك الواقعة أحد الرقاه الشرعيون بالمنطقة ، حيث أشار إلى قدوم أربعة شبان أتراك من أجل قراءة القرآن لأحد أصدقائهم ، كان قد مسّه الجن إثر تلك الواقعة.وأخيرًا ، أضاف أحد الأشخاص بأنه قبل ثمان سنوات ، كان قد خرج في رحلة صيد بالقرب من جبل الحرفة ، فوجد طيرًا يقف بالقرب من الباب الصخري ، وعندما وجه فوهة بندقيته نحو الطائر ، إذا بها تُنتزع فجأة من يده ، وتُضرب بالصخور لتنشطر نصفين أمام عينيه ، فانطلق الرجل هاربًا ، ولم ينس تلك الذكرى حتى الآن .تعددت الروايات والقصص حول هذا الجبل ، ولكن شهد أغلب من قصّوها بأنها حقيقية ، وكما قلنا من قبل ، فإن البعض قد يروي الحقيقة ، وقد يستبيح آخرون ، خيالهم الخصب في سرد أحداث مرعبة فقط .