كثيرات هن من تعانين من تسلط الأهل ، خاصة فيما يتعلق بمسألة الزواج ، فمنهن من تلجأ إلى الهروب من هذا التسلط ، بعيدً حتى عن بيتها ، ومنهن من ترتكب جريمة في مقابل الابتعاد فقط ، عما يؤذيها من كلمات ، وأخريات تسرّن في طريق بلا عودة ، وأحد هذه الطرق هو اللجوء إلى المشعوذين والسحرة ، ولكن هل طريقهم مغلق بالفعل حتى النهاية ؟البداية ..
سما فتاة جميلة ، تخطت الثلاثين عامًا من عمرها ، أمر عاديّ بالنسبة لأية فتاة مثلها ، ولكن بالنسبة لمجتمعاتنا العربية ، لا يجب على الفتاة أن تظل بلا زواج حتى الثلاثين ! الأمر الذي يؤرق أهلها ، حتى يأتي من يخلصهم من عارها هذا ، نعم ، فالبعض يعتبر تأخر سن زواج الفتاة ، هو سوء حظ وعار يلاحق فتاتهم ، وكانت سما إحدى تلك الفتيات اللاتي رزقن بأهل .لا تسلم من ألسنتهم أبدًا ، فكل يوم تسمع كلامًا سيئًا منهم بشأن الزواج ، حتى أن إحدى صديقاتها المقربات ، عندما استمعت إلى شكواها ، قدمت إليها اقتراحًا لحل تلك الإشكالية ، وكان المقترح أن تذهب إلى أحد الشيوخ ، المبروكين كما يُطلق عليهم ، وتعرف ما يريد منها وتتبع تعليماته ، حتى يتسنى لها جلب صاحب النصيب ! في البداية رفضت سما هذا المقترح ، ولكن أمام ضغوط أهلها وكلماتهم القاسية ، وإلحاح صديقتها وافقت على الذهاب إليه .طريق اللعنة ..
قامت سما بالاعتذار من عملها مبكرًا ، وذهبت للقاء صديقتها حتى تذهب معها للشيخ المبروك ، دون أن يعلم أهلها شيئًا ، كما اتفقت مع صديقتها ، وبالفعل ذهبتا إلى الشيخ ، كا المكان مقبضًا وكئيبًا للغاية .لم تشعر سما بالارتياح قط منذ أن وطأت قدماها للمكان ، ولكن أقنعتها الصديقة بأن الأمور تسير على كافة الفتيات بهذا الشكل ، وأنها لن تتزوج دون أن تقدم تضحية ، مرت الدقائق ثم صاحت سيدة تعمل مع الشيخ أن تدخل الصديقتان ، دخلتا بالفعل وبدأ الشيخ يذكر اسميهما .قالت سما لنفسها هذا يعملون ، يبدؤون في التنصت على الزبائن ، ثم يقومون بوهمهم أنهم يعلمون عنهم كل شئ ، فجأة طلب الشيخ من صديقتها أن تتركها وحدها ، فخرجت تركتها ، فبدأ الشيخ يتمتم بكلمات ما حتى شعرت سما بهواء ساخن يلفح وجهها ، وطلب منها الشيخ أن تنظر إلى صفحة بيضاء ، وتخبره ماذا ترى .فأخبرته بأنها ترى نقاط سواء ، فأعطاها الشيخ ورقة أخرى وطلب منها أن تخبره عن وجه الشخص الذي يظهر بها ، فأخبرته بأنها لا تستطيع تمييز الوجه ، فهو ضبابي ، هنا تحدث إليها الشيخ ، وأخبرها أنه بصدد أن يقوم بجلب زوجها عن طريق سحر الجلب ، وطلب منها أن تختار شخص ما ترغب به ، بُهتت سما من طلبه ، وخرت لتحصل على ورقة التعليمات التي أرادها أن تحصل عليها ، وتنفذ كل ما فيها قبل قدومها إليه ثانية.أحداث مريبة ..
بالفعل حصلت سما على الورقة ، وبدأت بتنفيذ التعليمات وأولها الابتعاد عن المياه ، وعدم الوضوء ، وبالطبع عدم الصلاة ، أو قراءة القرآن ، أو الاستحمام لمدة أسبوع ، تعليمات قاسية ولكن سما تعلقت بالأمل والحلم الجميل ، كما تفعل كل فتاة ، وذهبت إلى عملها لترى تأثير الأمر ، على الزوج المطلوب ، نعم فقد اختارت ما زوجًا هو زميلها في العمل ، كانت تميل إليه منذ أن رأته ، ولكنه لم يكن يلتفت إليها ، ولكن لم يكن هذا هو ما حدث ، فقد بدأت سم يومًا في رؤية شخص أسود اللون ونحيف ، وله عينان جاحظتان ، ينظر إليها بنظرات مرعبة.النهاية ..
كانت سما تستيقظ لترى هذا الشخص ، يقف إلى جوار فراشها ، بالطبع مشهد مرعب ، هذا إلى خلاف بكائها المستمر ، وحالات الإغماء التي تصيبها ، وحدث ولا حرج ، بشأن تنولها اللحوم وهي نيئة ! والأسماك دون أن يتم طهيها ، ساءت حالتها ، حتى تدخل أبويها وأتوا بشيخ لإنقاذها .فطلب منهم الشيخ بتركهم وحدهم ، وبدأ في التحدث إليها ، ظل الرجل يقرأ القرآن ، حتى بدأت عينا سما في الجحوظ تدريجيًا ، وتحدثت إليه بصوت غير مفهوم وخشن وقاسٍ ، وقالت أنا سامين ، احتللت هذا الجسد ، بعد أن سخّرت خادمي لتجهيزه ، ولن أغادره فأنا من أستحق البقاء فيه وليس هي ، بدأ الرجل يتمتم بآيات من القرءان الكريم ، وكلما قرأ صرخت سما ، وتلوت من شدة الأم والتعذيب .وفي اللحظات التي كانت تستفيق فيها ، كانت تطلب مساعدته بألا يتركها ، وبالفعل ، تكررت الجلسات حتى شفيت سما تمامًا ، وأخبر الشيخ سما ووالديها ، بأن الدجال الذي ذهبت له ، هو أحد الخدّام ، وما فعله كان طاعة لقرينها ، التي تُدعى سامين ، وأن ما حث كان نتيجة طبيعية للبعد عن الله ، وعدم الإيمان بقدره ، فقد كان من الممكن ألا تعود سما مرة أخرى ، وتتلبس بها سامين وتكون نهايتها الموت .ومنذ هذا الوقت ، عادت سما إلى الالتزام بدينها ، وابتعد والديها وعائلتها عن التحدث بما يؤرقها ، فليس كل ما يقال يمكن احتماله ، فالكلمات كالرصاص يمكنها أن تصيب الروح ، بجروح غائرة وأعمق ، مما قد يصيب الجسد .