قد تجلس لتسترخ قليلاً وتقرأ كتابًا أو تستمع إلى موسيقى ما ، وقد يحالفك الحظ بارتشاف بضع رشفات من قدح من مشروبك المفضل ، ولكن هل تخيلت نفسك ذات يوم ، وأنت جالس قد انتقلت فجأة إلى عالم آخر ، أو دخلت في أحداث غامضة لا تدري كيف أتت إليك أو ذهبت أنت لها ؟البداية :
تحكي الراوية ما حدث لها ، وهي فتاة في العقد الثاني من العمر تدعى نورجين ، تلك الفتاة الوحيدة والتي تجد في كتب وقصص وروايات الرعب ملاذها ، فهي لا تخرج أو تجلس إلا والكتاب رفيقها .ولكن هذا النوع المحبب إلى نفسها من فئات الكتب لابد من الحذر منه ، فقد علمت نورجين جيدًا أن هناك العديد من كتب الرعب التي تباع فوق الأرصفة ، قد تكون مؤذية لمن يقرأها ، فالعديد منها به تعويذات حقيقية ، وأخرى تحتوي على طلاسم غريبة لا يدري أحد ما مصدرها تحديدًا ، ولكن نورجين كان عيبها الوحيد هو الفضول ، فضولها القاتل الذي يأخذها ويجرها جرًا نحو هذا النوع من الكتب .أثناء تجوالها بالسوق عقب مغادرتها الجامعة ، وقعت عينا نورجين على أحد الكتب مكتوب عليه خفايا السحر السود ، بالطبع لمعت عيناها فهاهي غنيمتها لهذا اليوم تتجلى أمامها على هيئة كتاب عن السحر .سألت الفتاة البائع عن ثمن هذا الكتاب وبقليل من التحايل حصلت عليه بثمن معقول ، ولكن الرجل ابتسم لها بخبث شديد ولمعت عيناه قبل أن تنصرف وهو يقول لها أنصحك ألا تقرئينه ليلاً ، فقد لا تستطيعين النوم مرة أخرى .سخرت الفتاة في نفسها وقالت كيف يظني مبتدئة إلى هذا الحد ، وكيف له أن يظن بأن مثل تلك الكتب لا يجب أن تقرأ ليلاً ؟؟ غريب أمره هذا النوع تحديدًا من الكتب لا يجب قراءته سوى بعد منتصف الليل .أحداث مخيفة :
أحضرت نورجين كتابها الذي أسمته الصيد الثمين ، وأنارت إضاءة خافتة للغاية بغرفتها وبدأت في قراءة الكتاب ، كان محتواه عبارة عن طرق مختلفة لتحضير الجان ، تلك الطرق التي طالما بحثت عنها نورجين ولكنها لم تجد سوى وصفات ، كلما قامت بتجربتها ضحكت وسخرت من نفسها ، وقالت أنها طرق غبية ، ولكنها الآن عاودها الفضول بشدة لتجرّب تلك الطرق التي يبدو أنها محبوكة بعض الشيء .بالفعل نهضت نورجين وأحضرت الأدوات المطلوبة ، ثم بدأت بالتجربة ، لم يكن بالمنزل سواها فقد ذهب والدها وولدتها لزيارة بعض الأقارب ، ولن يعودا سوى في الصباح الباكر من اليوم التالي ، إذًا التوقيت ملائم ، ولكن التجربة تحذّر أن يقع فيها الشخص وهو وحده بالمنزل ، ولكن نورجين تخلت عن كل المحاذير وانطلقت تنفذ تجربتها.كانت التجربة تقتضي أن تتم في الثالثة بعد منتصف الليل ، وألا تستمر لما بعد الخامسة صباحًا حتى لا يتأذى الشخص ، بالفعل أظلمت نورجين المنزل وبدأت التجربة المخيفة ، وما أن دقت الساعة الثالثة حتى بدأت التجربة وشعرت نورجين بأن هناك كيانًا آخر بالمنزل ، كانت تتحرك على ضوء الشمعة الخافت من حجرة لأخرى ، وهي تنتظر أن تظهر لها المخلوقات والكيانات الغريبة .بالفعل هي لا تراهم ولكنها سمعت أصوات همسات بجانب أذنيها ، وفي إحدى الغرف لمحت شيء ما بالمرآة ولكنها لم تنظر ، فقد كانت اللعبة تقتضي ألا تنظر بأية مرآه قط ، وما هي إلا لحظات وانطفأت الشمعة من تلقاء نفسها .حاولت نورجين مرارًا وتكرارًا أن تنير الشمعة مرة أخرى ، ولكنها أبت إلا تظل منطفئة وكان من أهم القواعد التي لا يجب أن يتم خرقها هو ألا تظل واقفًا بالظلام القاتم وحدك لأكثر من ثلاثين ثانية !بدأت نورجين ترتكب خاصة أنها تعلم بأنها ليست وحدها بالمنزل الآن ، وفجأة شعرت نورجين بمن يلطهما على وجهها في الظلام بيد ثقيلة خشنة ، سقطت الفتاة أرضًا وهي ترتعد خوفًا وظلت تزحف من أجل أن تخرج من المنزل ، ولكن فجأة بدأت الأبواب تفتح وتغلق من تلقاء نفسها ، وشعرت بمن يضع يده على كتفيها ، وما لبثت أن أشعلت الشمعة حتى وجدت نفسها وجهًا لوجه أمام كيان أسود ، بلا أعين وينظر إليها بغضب شديد ، فسقطت الفتاة مغشيًا عليها.استيقظت نورجين ، لتجد نفسها نائمة بفراشها وإلى جوارها والدتها باكية وأحدهم يقرأ القرآن ، لم تفهم ماذا حدث ولكنها سمعت والدتها وهي تحدث أحدهم بأن من يقرأ إلى جوارها هو الشيخ الثالث الذي يقر بأنها تعرضت لمس ما ، ولا يعرفوا كيف يمكن علاجها.مضت الأيام ببطء وتشابه مريب ، فكانت نورجين تنام لتستيقظ عقب عدة أيام وهي تصرخ ، وترتعد فرائصها ، حتى اضطر والديها إلى بيع المنزل والمكوث بمنزل جديد كما نصحه الأصدقاء ، وبعض الشيوخ ، وبالفعل ومع استمرار ورديات تلاوة القرآن وحلقات الذكر ، بدأت الفتاة في التعافي روديًا ، وأقلعت تمامًا عن تلك العادة السيئة وذلك الفضول ، الذي كاد أن يودي بحياتها كليًا .