حينما تكثر حوادث القتل دون ما سبب ، ويظل الفاعل يسبح في فراغ الجهل والنسيان ، تيقن أن في القصة شبح لفتاةٍ كان أو ذكر ، ففي بريستون بلانكشاير الإنجليزية وخلال القرن التاسع الميلادي ، تعرضت فتاة مراهقة للجلد حتى الموت من قبل والدها ، ويقال أن شبحها قد عاد من الموت لينتقم من كل الرجال .كانت دورثي بانيستر فتاة في سن المراهقة ، عاشت مع والدها في قصر قديم يسمى بانيستر هول في بلدة بريستون بانجلترا ، كان تلقب بدوللي ولكن السكان المجاورون كانوا يسمونها دمية بانيستر لقسوة والدها عليها .كانت دوللي فتاة جذابة جدًا لها من الجمال قدرٌ كبير ، لذا حصلت على اهتمام معظم الشباب ، وكثيرًا ما كان الصبية في المدينة يطاردونها ، ليحصلوا على حبها ويتقربوا منها بكل الطرق .وحدث أن اعتدى عليها بعض الشباب فخافت أن تخبر أحد ، ولكنها حينما بدأت تشعر أن هناك شيئًا يتحرك في أحشائها ، ذهبت إلى والدها وأخبرته أن لديها شيئًا لتعترف به ، وبالفعل قالت له أنها حامل ، وعندما سمع والدها باعترافها ، جن جنونه وغضب غضبًا شديدًا .وجر دوللي من شعرها إلى الحديقة وهناك ربطها في حجر كبير ، وبعد ذلك قام بجلدها حتى أدمى جسدها وماتت متأثرة بجراحها ، وبعد سنوات من موتها كان الحجر الذي قتلت عليه دولي لا يزال قائمًا في مكانه ، واعتادت الأمهات أن تأخذ بناتهن الصغار لرؤية هذا الحجر ، تحذيرًا لهن مما يمكن أن يحدث لو حملن .فكانت البنات تخشى من مصير دوللي ، لذا كانا يبتعدن عن الشباب حتى لا يلقين نفس المصير ، وقد دفنت جثة دوللي في أرض كنيسة الثالوث المقدسة ، لكن القصة لم تنتهي بموتها ، فلم يمضي وقتٌ طويلٌ بعد وفاة دمية بانيستر حتى تم العثور على جثة شاب في وسط بريستون .كانت جمجمته محطمة تمامًا وقفصه الصدري مهشم بطريقة قاسية ، والغريب أن الشرطة لم تتوصل للفاعل أبدًا ، وبعد مرور أسبوعين على هذا الحادث اٌكتشفت جثة شاب ثاني في ظروف مماثلة ، وبعد أسبوع عثر على شاب ثالث ميتًا بنفس الطريقة .فبدأت الشائعات تنتشر في جميع أنحاء المدينة ، عن أن شبح دمية بانيستر قد عاد من قبره لينتقم من كل الشباب الذين راودوها ، وادعى بعض السكان أنهم شاهدوا شبح لفتاة تطفو عند الغسق في مشهد مرعب .أما والدها فقد مات بعد عام من وفاة دميته ، فانتقلت عائلة جديدة للسكن بمنزل أل بانيستر ، الذي كانت تعيش به دوللي الصغيرة ، لكن لم تستطيع تلك العائلة العيش بسلام في داخل المنزل ، حيث عانت كل ليلة من ظهور شبح فتاة صغيرة ، كان يسبب لهم الرعب فاضطرت العائلة للمغادرة والرحيل بعيدًا عن ذلك المنزل .وبعد عدة شهور انتقلت عائلة أخرى إلى نفس المنزل ، لكنها أيضًا لم تتمكن من الاستمرار فيه لأكثر من ثلاثة أيام ، بسبب ما سمعوه من أصوات مرعبة ليلًا وما شاهدوه من دماء تسيل على الجدران وتختفي ، وأبواب تغلق من تلقاء نفسها بقوة غريبة ، الأمر الذي سبب لهم الرعب الشديد ، فغادروا على الفور .وبعدها انتشرت أخبار في المدينة عن ظهور شبح دمية بانيستر ، كل ليلة على الصخرة التي جلدت عليها أمام منزلها وهي تبكى بكاءً شديدًا ، الأمر الذي جعل كل السكان يتجنبوا المرور من أمام منزلها ، خوفًا من رؤية شبح الفتاة المعذبة دمية بانيستر .