في مدينة كانسكيل بالقرب من نيويورك ، تحكي قصتنا عن فتاة اسكتلندية تدعى أنا دوروثيا ، هاجرت إلى الولايات المتحدة بحثًا عن العمل ، وبالفعل وجدت عملًا كخادمة في منزل حجري كبير .الرجل الذي كان يملك المنزل كان يدعى وليام ساليسبرى ، يبدو في الثلاثينيات من عمره ولكن على رغم سماحة هيئته كانت طباعة عنيفة ، فبمجرد أن بدأت العمل لديه أدركت أنه نوع من الرجال القساه ، حيث كان يعاملها على أنها عبدة لديه .كان ساليسبرى شرس يشعر بلذة في تعذيب الآخرين ويستمتع بمعاناتهم ، وفي يوم من الأيام قبض عليها ومنعها من الخروج متهمًا إياها أنها تتصنت عليه هو وزوجته ، وعلى الرغم من إنكارها لهذا الفعل وطلب العفو منه ، إلا أنه أخذها للخارج وجلدها حتى أصبح جسدها كله كدمات ودماء .فقررت أنا أن تهرب بأي طريقة من هذا الوحش الآدمي ، وبالفعل في صباح أحد الأيام تمكنت أنا من الهروب إلى الغابة المجاورة للمنزل ، وعندما اكتشف ساليسبرى أمر هروبها جن جنونه ، وقفز على حصانه ليبحث عنها في كل مكان .ظل يبحث عنها في كل القرى المجاورة ، ودخل إلى الغابة يفتس عنها كالذئب الجائع حتى عثر عليها في وسط الأشجار منهكة القوى ، وتبدو في حالة رعب شديد فلم يرحمها ، بل على العكس أخذ حبل حصانه وربطها من يدها في ذيل الحصان ، ثم جرها في طريق العودة لمنزله .وعندما وصل للمنزل كانت قد فارقت الحياة ، فقد تحطم جسدها الضعيف من ارتطامها بالصخور التي غطت الطريق ، فلما علم الناس بذلك قام بعض سكان القرى المجاورة بابلاغ الشرطة ، وتم اعتقاله ليحاكم بتهمة القتل العمد .وفي المحكمة ادعى أنه لم يؤذي الفتاة على الإطلاق وإنما كان يحاول تعليمها درسًا فقط ، ووفق روايته للقاضي أن حصانه كان خائفًا فجرى بسرعة شديدة ووقعت الفتاة من عليه ولم يستطيع إيقافه أبدًا ، وادعى أنه بريء من هذا الحادث .ولكن في النهاية لم تصدق هيئة المحلفين تلك ، وتم الحكم عليه بالإعدام شنقًا ، ولكن لأن ساليسبرى كان رجلًا غنيًا جدًا طعن على الحكم ، وقدم رشوة للقاضي فقام القاضي بتعليق عقوبة الإعدام إلى أن يبلغ من العمر 99 عامًا .وبعد تلك المحاكمة أصبح ساليسبرى منبوذًا من الجميع والكل ينعته بالقاتل المجرم ، وبدأ بعد فترة يشاهد شبح فتاة ، تجلس على جدار منزله الحجري والنيران تشتعل في أصابعها ، والضحكات الغريبة قادمة من شفتيها .وفي أوقات أخرى كان يتم مشاهدة شبح لفتاة مربوطة بخيول وعربة محطمة أمام نافذة الرجل كل ليلة ، وكان أهل القرية يسمعون الصرخات والاستغاثة في بيت ساليسبرى كل ليلة ، كانوا يعتقدون أن شبح الفتاة يقوم بتعذيبه كل ليله .لذا أصبح السكان يتجنبون المرور من أمام بيته ليلًا خوفًا من الشبح ، ومع مرور السنوات أصبح ساليسبرى وحيدًا لا يتحدث إلى أحد ، حتى انتهى به المطاف وهو في حالة من الجنون مجنونا ، وبعدها تم العثور عليه معلقًا في سقف بيته ليموت بذلك منتحرًا .