لا يزال الموت الغامض لرودولف ديزل ديزل في 29 سبتمبر 1913م يثير الكثير من الشكوك ، حيث يتشكك البعض بوجود مؤامرة ، بينما السبب المعلن للجميع أنه انتحر ، في صباح يوم 29 سبتمبر ، استقل ديزل الباخرة S.S. Dresden في Ghent ، بلجيكا ، لعبور القناة الإنجليزية لعقد اجتماع في لندن ، بعد العشاء ، عاد إلى الكابينة في العاشرة مساءً ، وطلب أن يتم إيقاظه في الساعة السادسة من صباح اليوم التالي .وعندما لم يصل لتناول وجبة الإفطار ، ذهب أولئك الذين سافروا معه إلى مقصورته ، وكان سريره غير مستخدم على الرغم من أن أشياءه قد وضعت كما لو كان ينوي النوم ، وتم حدث تفتيش كامل للسفينة قبل وصولها إلى لندن ، ولكن لم يتم العثور على أي علامة على وجود تدل على وجود ديزل ، مما أدى إلى الاستنتاج أنه يجب أن يكون قد سقط بطريقة ما على متن السفينة أثناء الليل .وبعد عدة أسابيع ، اكتشف زورق هولندي يعمل في بحر الشمال جسدًا عائمًا ومتحللاً ، لم يكن الزورق كبير بما يكفي لنقل الجثة على متنه ، ولذلك أخذ الطاقم بعض الأشياء الشخصية من الجثة وسلموها إلى السلطات ، وتعرف أصغر أبناء ديزل ” Eugen ” على أشياء والده بما في ذلك سكين الجيب وبطاقة الهوية وغطاء نظارة العين الزجاجية .إن جذور نظريات المؤامرة المختلفة المحيطة بوفاة ديزل لم يتم معرفتها ولم يتم العثور على جثته أبداً ، ولم يكن هناك شهود عيان رأوه يسقط في البحر ، منع تشريح الجثة من إيجاد تفسير حول موته هل كان انتحارًا أم قتلًا ، ولم يتم الوصول إلى أدى أدلة جنائية .والمبرر الرئيس لتفسير الانتحار هو حقيقة أن ديزل كان يمر بحالة صحية سيئة ويواجه انهيار مالي ، وبحلول سبتمبر 1913م ، لم يكن في حساباته المصرفية أي مبالغ مالية كبيرة ، وفي الأول من أكتوبر كانت الديون الهائلة تتراكم عليه .قبل وقت قصير من انطلاق رحلته ، سلم ديزل زوجته حقيبة تحتوي على 20،000 مارك ألماني نقدًا ، إلا أن المؤرخين جادلوا فيما بعد بأن هذه كانت محاولة ديزل لترك أموال لعائلته بعد وفاته والتي لا يمكن الاستيلاء عليها من قبل البنوك .ولكن ترتبط اختراعات ديزل بالتشكيك في رواية انتحاره ، ولد ديزل في باريس في عام 1858م ، وتم ترحيل ديزل وعائلته بعد اندلاع الحرب الفرنسية البروسية ، درس في اوجسبورج ، وتخرج ديزل والتحق بجامعة ميونيخ التقنية ، وحيث حصل على أفضل الدرجات في تاريخ المؤسسة .إلى جانب عمله الأول في مصنع ليند-آيس في باريس ، بدأ ديزل أبحاثًا حول المشروع الذي جعل اسمه معروفًا حتى يومنا هذا ، وهو محرك اشتعال الضغط الذي يحركه النفط ، بحلول عام 1892م ، حصل أخيرا على براءة اختراع للآلة .وبحلول عام 1893م تم إجراء أول الاختبارات على المحرك ، باستخدام الزيت كوقود ، وخلال السنوات التالية لذلك قام ديزل بعمل اختبارات التحمل ، حيث تم تحسين التقنية الجديدة ، وقد حظي المحرك باهتمام أوسع بعد عرضه في معرض ميونخ في عام 1898م ، وبدأ ديزل بعمل صفقات على اختراعه .على الرغم من أن المحرك لم يصل أبداً إلى النجاح في حياة ديزل كما كان يأمل إلا أنه بدأ يدمج في المحركات البحرية والمصانع والسيارات ومولدات الكهرباء والقطارات ومعدات التعدين والتنقيب عن النفط المتنوعة ، لقد كان النظام أكثر فائدة من محرك الاحتراق الداخلي بشكل كبير ، حيث كان يتمتع بميزة إضافية تتمثل في أنه يمكن إمداده بالوقود النفطي أو الوقود الحيوي .وقد كتب ديزل نفسه كتابًا عن مخاطر المحركات النفطية ، سواء من حيث تلوث الهواء الذي أنتجته أو الطبيعة المحدودة للوقود الأحفوري الذي يحتاجه ، لابد من إنشاء محرك أكثر كفاءة يحسن من استهلاك الوقود ، كان يبدو أنه وضعه تحديًا لكل من صناعتي النفط والسيارات .أما أصحاب نظرية قتله ، يقولون أنه قُتل على يد عملاء يعملون لدى شركات النفط العالمية الغنية ، قائلين إن وفاته كانت وسيلة لمنعه من تنقيح محركه إلى درجة أنه يمكن أن يحل محل محركات الوقود الموجودة في معظم السيارات .ويجادل آخرون أنه في الواقع قتل من قبل الحكومة الألمانية ، وكانت رحلة ديزل إلى إنجلترا هي حضور اجتماع التصنيع الموحد للديزل ، ويزعم البعض أنه كان يعتزم بيع تكنولوجيا محركه – وهو نظام يستخدم في كل الغواصات – لشركة بريطانية ، فقبل مرور عام على اندلاع الحرب العالمية الأولى ، مع وجود توتر وتنافس بين بريطانيا وألمانيا مما جعل الصراع يبدو حتمياً ، يعتقد البعض أن ديزل قتل لمنع البريطانيين من الاستفادة بخبرته .رسميًا ، يتم التعامل مع موت ديزل على أنه انتحار ناجم عن الانهيار المالي والذي دخل به إلى سلسلة من القرارات التجارية السيئة ، رغم أن هذا التفسير لم يكن مقبولًا من قبل عائلته ، من عام 1913م فصاعداً ، شكك كل من وسائل الإعلام والمراقبين في التفسير الرسمي لوفاته ، ولكن عدم وجود تشريح جثته أو وجود شهود عيان على لحظاته الأخيرة يعني أن الحقيقة لن يتم الكشف عنها أبداً ..