إن التفكير من الانتقام قد يأتي نتيجة الشعور بالظلم ، وقد يأتي أيضًا من شخص ظالم وغير مظلوم ، وهناك العديد من مظاهر الظلم والانتقام ، ولعلّ من أبشع صور الانتقام أن يقع من شخص ظالم على طفل برئ لا ذنب له في شيء سوى أنه قد يكون ابن شخص آخر على خلاف مع الظالم ، وهو ما يجعل هذه القصة تبدو من أبشع صور الانتقام الشرير وغير العادل في هذه الحياة .الأخ سيء السمعة :
هناك في اليمن وبالتحديد في مدينة عدن كان يعيش رجل سيء السمعة يُدعى خالد ، حيث اشتهر بأنه مدمن يلجأ إلى أخته المتزوجة كي تمنحه المال من أجل أن يشبع رغباته الدنيئة ، وقد شهد الجيران وقوع خلافات بين هذا الرجل وبين أخته التي وصلت إلى مرحلة من اليأس والحزن نتيجة لوجود هذا الأخ السيئ في حياتها ، فهي لم تعد قادرة على تحمل ابتزازه لها ، ومن هنا بدأت مشاكلها مع أخيها .فكرّ الأخ في طريقة للانتقام من أخته بعد تلك الخلافات التي وقعت بينهما ، ولم يجد أمامه سوى ابنها الطفل الصغير الذي يُدعى “قصي علي حاجب” ، والبالغ من العمر سنة وثمانية أشهر فقط ، حيث أخذه خاله دون أن يراه أحدًا في عصر أحد الأيام ، وترك الحيرة لأسرته التي ظلت تبحث عنه طويلًا ، لتكون صدمتهم المؤلمة بظهوره في فجر اليوم التالي .مأساة الأسرة :
قامت أسرة الطفل قصي بإبلاغ الأجهزة الأمنية عن اختفاء صغيرهم في ظروف غامضة ، وأثناء البحث قام أفراد الأمن بمشاهدة فيديو مصور من كاميرا خاصة بمحل صرافة موجود في المنطقة التي تسكنها الأسرة ، والتي أكدت أن الطفل لم يخرج من العمارة ، وهو ما أدى إلى تكثيف الجهود داخل العمارة ، حتى تم التوصل إلى مكان الصغير .لم تكن الأم تدرك أن أخيها سينتقم منها بهذه الصورة البشعة ، حيث أنها وجدت صغيرها بعد أن فقد حياته ، حيث كان موجود داخل إحدى خزانات البنزين القديمة الموضوعة على سطح العمارة التي تسكن بها ، نعم لقد فارق الصغير الحياة ، ولكن مقتله لم يكن في الخزان ، حيث أنه قُتل في مكان آخر قبل أن يتم نقله إلى هذا الخزان ، كما أن الخال لم يكن بمفرده .مقتل الطفل الصغير :
بعد أن خطف الخال الجاحد ابن أخته وهو يعقد النية على قتله ؛ قام بوضعه داخل غسالة الثياب بعد أن ربطه ثم وضع الملابس عليه كي يموت ، وكان الطفل قصي يعاني من مرض الربو ، وهو ما ساعد في اختناقه بشكل أسرع ، حتى فارق الحياة ، وهنا ظهر الشريك الآخر في الجريمة ، حيث ساهمت صاحبة الغسالة في هذه الجريمة ، والتي لم تكن غريبة أيضًا عن الطفل ، فهي زوجة خاله الآخر وليس القاتل .حينما رأت زوجة الخال أن شقيق زوجها قد قتل الطفل قصي داخل غسالتها الخاصة شعرت بالفزع من تهديده لها والخوف من تورطها في القضية ، وهو ما جعلها تخضع إليه سريعًا ، فكانت هي الجانية التي نقلت الطفل من الغسالة إلى أحد الخزانات على سطح العمارة ، وكأنها انتزعت قلبها في تلك اللحظة لتحمل الصغير المقتول وتزج به في الخزان بهذه الطريقة البشعة .القبض على الجانيين :
بعد العثور على الطفل قصي مقتولًا كان من السهل على رجال الشرطة تحديد هوية القاتل وشريكته في الجريمة ، والتي اعترفت بكل التفاصيل وأكدت أن الجاني الرئيسي خال الطفل هددها بالقتل إن أبلغت عما فعله ، ولكنه لم يستطع الهروب من مصيره ، حيث تم اعتقاله ليلقى مصيره جزاء بشاعته وجحوده لقتل ابن أخته .