أنهى حياة ابنيه بيديه دون رحمة ، ثم انتحر وكأنه يُكفر عن جريمته البشعة ، ومن المثير للألم والغرابة أن يكون القاتل المنتحر أستاذًا جامعيًا معروفًا ، إنها القصة التي صدمت المجتمع الأمريكي ، والتي تجرّد فيها الأب من كل المشاعر الإنسانية تجاه ابنيه وتجاه نفسه ، إنها القصة التي تكررت داخل المجتمعات بأشكال مختلفة ومتعددة ، وقد أقدم بطل هذه القصة على ارتكاب هذه الجريمة نتيجة لسبب غير متوقع ، فمن هو هذا الأب وما هي قصة جريمته ؟أستاذ جامعي منفصل عن زوجته :
كان الأستاذ الجامعي “روكمان جي آر Ruckman JR” يعمل أستاذًا للعلوم السياسية بكلية “روك فالي Rock Valley” بجامعة “إلينوي الشمالية Northern Illinois” في الولايات المتحدة الأمريكية ، وكان مدربًا كذلك في نفس الجامعة ، كما أنه كان خبيرًا في العفو الرئاسي ، حيث أنه كان عقلية متقدمة نتيجة لعلمه وعمله في المجال السياسي .وقد قام روكمان بتأليف كتابين وهما ” قوة العفو في القرن الحادي والعشرين Pardon Power For 21 st Century” و “عفوًا السيد الرئيس : مغامرات في الجريمة والسياسة والرحمة Pardon Me ,Mr President: Adventures in Crime,Politics and Mercy” ، وقد انفصل عن زوجته خلال عام 2017م ، وكان ابنيهما الشابين يعيشا مع الوالد في منزله بعد أن تركتهما والدتهما ، والتي حاولت فيما بعد أن تحصل على حضانتهما بالطرق القانونية.لم يكن لدى الشرطة ملفات عنف عائلي في حياة روكمان الأسرية على مدار السنوات التي قضاها مع زوجته التي انفصل عنها بهدوء ، كما أنه بدا صاحب عقلية متقدمة كأستاذ جامعي ومفكر متميز ، ولكن ما فعله فيما بعد لم ينم سوى عن شخص مريض وأب بلا قلب وبلا عقل ، لقد أقدم الأستاذ الجامعي على ارتكاب جريمة من أبشع الجرائم الإنسانية .قتل وانتحار :
لم تكن تعلم الأم التي تعمل محامية في شيكاغو أن إخطار الحضانة الذي حصلت عليه من المحكمة سيكون سببًا في نهاية حياة ولديها ، حيث أنه تم إرسال هذا الإخطار إلى الوالد على يد شرطي ، وقد جُن جنون الوالد بمجرد علمه أن زوجته قد حصلت أخيرًا على حضانة ابنيها بصورة قانونية لا جدال فيها ، مما جعله ينهار نفسيًا بشكل غير طبيعي ، حتى فقد كل سيطرته على تصرفاته .قام الأستاذ الجامعي بالإقدام على قتل ولديه ، حيث قتل كل واحد منهما على حدة في غرفة منفصلة عن الآخر ، وذلك عن طريق إطلاق النيران عليهما بمسدس كان بحوزته ، وبعد أن أنهى على حياة ابنيه قام بقتل نفسه مستخدمًا نفس المسدس الذي قتلهما به ، حيث وجهّ فوهته نحو رأسه ثم أطلق رصاصة النهاية ، وكأنه بذلك يعاقب زوجته ونفسه بسبب حصولها على الحضانة ، أو كأنه يُكفر عن ذنب قتل الولدين .وهكذا أسدل روكمان الستار على حياة ابنيه ، ليترك الأم في بحر من الأحزان ، فبعد أن كانت تحلم باحتضان ابنيها والعيش معهما في سلام أصبحت تعيش في ألم على مجرد ذكريات عاشتها معهما في السابق ، حقًا لقد انتحر روكمان ولكنه ترك أثرًا سيئًا وصدمة كبيرة داخل المجتمع الأمريكي وكل المجتمعات التي علمت قصة جريمته التي لا تُغفر .