هذه قصة غريبة لفتاة صغيرة ، اختفت من وسط عائلتها فجأة ، وكأنها تبخرت في الهواء دون أن تترك ورائها أثر ، ووصفت حالتها بأنها أكثر حالة اختفاء تم التحدث عنها في التاريخ .القصة تبدأ حين قررت أسرة ماكين والتي تتكون من الطبيب والطبيبة كيت وجيري ماكين وأطفالهما الثلاثة مادلين والتوأمين شون واميلي أن تذهب لقضاء عطلة في منتجع بارايا دي لويز في الأرجنتين ، وبالفعل ذهبت العائلة مع مجموعة من أصدقائهم وأطفالهم إلى الأرجنتين .كانت الطفلة مادلين لم تكمل عامهما الرابع بعد في يوم 3 مايو 2007م ، عندما انتهز الوالدان فرصة نوم الأطفال الثلاثة ، وقررا الذهاب لتناول الغداء في بار تاباس الذي يقع على بعد 120 مترًا من شقتهما بالمنتجع ، عادت الأسرة في حوالي الساعة العاشرة من مساء ذلك اليوم ، ودخلا للاطمئنان على أطفالهما .وكانت المفاجئة أن الطفلة مادلين أو مادي كما اعتاد والدها أن يطلقان عليها ، ليست نائمة في سريرها ، بحث الأسرة في كل مكان عن الطفلة ، ولكن دون جدوى ، وعلى الفور استدعت الأسرة الشرطة البرتغالية التي بدأت في البحث والتحقيق في اختفاء الطفلة .قامت الشرطة بمسح الأدلة الجنائية من غرفة الطفلة ، وقالت أنها عثرت على بعض أثار الدماء ، وأن الطفلة ربما تكون قد قتلت وقد اشتبهت الشرطة أن والدا الطفلة هما من قتلاها وقاما بإخفاء أثار الجريمة ، ولكن لم يوجد أي أثبات قوي على تلك النظرية ، وقامت الشرطة البرتغالية بعد ذلك باستجواب الكثير من الشهود ، وفي يوليو 2008م قام المدعي العام البرتغالي بحفظ القضية بسبب نقص الأدلة .وفي أثناء ذلك قامت أسرة مادي برفع دعوى تشهير ضد الصحفية تالكيوال لأنها روجت فكرة أن الأبوين قتلا الطفلة ، وفي عام 2009م روج محقق برتغالي يدعى غونكال أمارال لهذه الفكرة من خلال تأليف كتاب يسمى “حقيقة الكذب ” ، وقام بإنتاج فيلم تسجيلي للتليفزيون البرتغالي ليشرح الأدلة التي تدعم تلك الرواية ، ولكن الأسرة رفعت دعوى ضده وفي عام 2017م أصدرت المحكمة في لشبونة قرار بدفع مبلغ 209 ألف جنيه إسترليني كتعويض للأسرة ، مع منع نشر كتاب حقيقة الكذب .وكانت العائلة قد ظلت مقيمة في الأرجنتين على أمل أن يعثروا على طفلتهما المفقودة ، ولكن دون جدوى ، فعادت الأسرة إلى المملكة المتحدة وقاما باستخدام محققين خاصين للبحث عن الفتاة ، وقد عثرا على بعض الأدلة ، كما قامت العائلة في عيد ميلاد مادلين الثامن بنشر كتاب عن قصة اختفاء طفلتهما مادي ، مما جعل الشرطة البريطانية سكوتلانديارد تعيد فتح التحقيق في القضية عام 2011م فيما أطلق عليه اسم عملية جرانج .وقد أعلن كبير المحققين في القضية بأنه تعامل مع تلك القضية على أنه عمل إجرامي قام به شخص غريب ، وأنه على الأرجح كان يهدف إلى السرقة وأن الخطف لم يكن مخطط له ، وفي عام 2013م أصدرت شرطة اسكوتلانديارد صور إلكترونية لرجال مشتبه بارتكابهم الجريمة ، منهم رجل أدعت شاهدة أنها رأته ليلة الجريمة يركض نحو الشاطئ وهو يحمل طفلًا ، وبعد ذلك الوقت بقليل قامت الشرطة البرتغالية بفتح التحقيق في القضية مرة أخرى للبحث في الأدلة الجديدة .وبرغم كل ذلك لم يتم العثور على الطفلة ، وتم تقليص ميزانية عملية غرانج ، ولكنه أعادت رفع ميزانية العملية مرة أخرى ، وفي إحدى المرات أدعى البعض أنهم رأوا الطفلة في المغرب ، ولكن بعد البحث اكتشفوا أنها ليست مادي ، ومازالت الأسرة تأمل في العثور على طفلتهما في يومًا ما .