كان خوان كورونا Juan Coron مقاولًا يستأجر عمالًا مهاجرين للعمل في حقول كاليفورنيا. ارتكب جرائم قتل استمرت ستة أسابيع ، قام خلالهم باغتصاب وقتل 25 رجلاً ودفن جثثهم في البساتين التي يملكها المزارعون المحليون .تشخصه بمرض الفصام :
انتقل خوان كورونا وهو من مواليد 1934م من المكسيك إلى مدينة يوبا بولاية كاليفورنيا الأمريكية في الخمسينيات من القرن العشرين للعمل كموظف إنتاج بالحقول ، وتمكن كورونا والذي تم تشخيصه بمرض انفصام الشخصية من العمل على الرغم من مرضه ، وفي أوائل السبعينيات من القرن المنصرم انتقل من العمل في الحقول إلى وظيفة مقاول وكان يستأجر العمال للعمل لدى مزارعي مدينة يوبا المحليين .تزوج كورونا وأنجب أربعة أطفال ، ونجح في توفير حياة مريحة لعائلته ، وكان يمتلك سمعة أنه شخص صارم وقوي في التعامل مع العمال ، وكان العديد من العمال من الرجال الذين نزحوا عن منازلهم ومن مدمني الكحول الذين لا مأوى لهم ، وكبار السن والعاطلون عن العمل ، وعدد قليل منهم يعيشون حياة البدو الُرحل .وكان العمال المهاجرون والمتجولون يعملون يوميًا مقابل أجر قليل ويعيشون في بيئة شبيهة بالسجون ، وسيطر كورونا على احتياجاتهم الأساسية من الطعام والمأوى ، وفي عام 1971م ، بدأ في استخدام تلك القوة لإشباع دوافعه السادية الجنسية ، وقد استفاد من تلك الظروف وبدأ في اختيار الرجال للاغتصاب والقتل وغيابهم المفاجئ لم يسبب القلق للآخرين ولم يتم الإبلاغ عنه لأنهم بالأساس ليس لهم مأوى ، مع العلم بذلك بذل كورونا القليل من الجهد لتدمير الأدلة الدالة على عمليات القتل .نمط القتل المتبع :
كان نمطه هو نفسه ، حفر ثقوب ، في بعض الأحيان قبل بضعة أيام من الجريمة ، واختار ضحيته ، ثم الاعتداء على الضحية جنسياً ثم طعنها حتى الموت ، ثم دفن الضحية .اكتشاف الجرائم :
إهمال كورونا في طمس الأدلة أوقع به في النهاية ، ففي أوائل شهر مايو لعام 1971م ، اكتشف صاحب مزرعة حفرة طولها سبعة أقدام جديدة في أرضه ، وعندما عاد في اليوم التالي وجد الحفرة مردومة ، وأصبح المكان موضع شك للمزارع فأبلغ السلطات ، وعندما تم حفر المكان ، عُثر على جثة كينيث ويتاكر مشوهة على بعد ثلاثة أقدام من الأرض وتعرض ويتاكر للاعتداء الجنسي والطعن وانفصال الرأس بواسطة المنجل .مزيد من المقابر :
وذكر مزارع آخر أنه كان لديه أيضاً حفرة حديثة في منزله وفي اليوم التالي وجدها مردومة أيضًا وبعد حفر المكان عُثر على جثة مسن متقاعد هو تشارلز فليمينغ كان أيضًا قد تم الاعتداء عليه جنسيًا وطعن من الخلف ورأسه منفصل عن جسده .ومع التحقيق واكتشاف الكثير من القبور بحلول 4 يونيو 1971م ، عثرت السلطات عن 25 قبراً ، وكان جميع الضحايا من الرجال قد ماتوا بنفس الطريقة تم الاغتصاب بطريقة مشابهة وكذلك الطعن وقطع الرأس ، ولكن تم العثور على إيصالات بها اسم خوان كورونا في جيوب الضحايا ، وبعد تحقيق الشرطة توصلت أن العديد من الرجال قد شوهدوا آخر مرة على قيد الحياة مع كورونا ، وتم تفتيش منزله فعثر على سكاكين ملطخة بالدماء ، ودفتر يضم سبعة من أسماء الضحايا مسجل فيه تاريخ جرائم القتل ، وكذلك سجادة ومسدس وملابس ملطخة بالدماء كان يستعملها القاتل أثناء ارتكاب الجرائم .تم إلقاء القبض على كورونا بتهمة ارتكاب جرائم قتل في حق 25 فرد ، وقد ثبتت إدانته وحكم عليه بالسجن المؤبد لمدة 25 عام ، مع عدم الإفراج غير المشروط واستأنف الحكم على الفور يعتقد كثيرين أنه شريك متورط في الجرائم ولكن لم يتم العثور على دلائل تدعم هذه النظرية ، وفي عام 1978م ، تم التمسك بالتماس كورونا في محاولة لإثبات أن المحامين خلال محاكمته الأولى كانوا غير أكفاء لأنهم لم يستخدموا انفصام الشخصية ، وأشار بإصبعه لأخيه بأنه هو القاتل الحقيقي .كان شقيق كورونا غير الشقيق ناتيفيداد مالك مقهى عاش في بلدة مجاورة ، وفي عام 1970م هاجم ناتيفيداد جنسياً راعيًا في حمام المقهى ، ثم هاجر إلى المكسيك قبل اكتشاف الضحية ولكن لم يكن هناك أي دليل يربط شقيق كورونا بالجرائم ، ففي عام 1982م ، أيدت المحكمة الأحكام الأصلية بالذنب ، وفي هذه الأثناء تورط كورونا في قتال حدث في السجن وفقد عينه ..استمرت موجة قتل كورونا ستة أسابيع فقط ، لماذا قرر أن يبدأ القتل ؟ هذا لغز غامض استحوذ على تفكير كثير من علماء النفس ، ويعتقد معظمهم أنه ربما كان لديه ماضٍ من الاعتداء الجنسي والبعض ينسب عنف كورونا إلى حاجته إلى السيطرة العليا على ضحاياه .