ماري آن كوتون
هي أول قاتلة متسلسلة في تاريخ بريطانيا بعد أن قتلت ابن زوجها عبر تسميمه بسم
الزرنيخ ويشتبه أنها قد قتلت ثلاثة من أزواجها الأربعة لتحصل على مبالغ التأمين
على حياتهم ، ويعتقد أنها قتلت أكثر من 21 شخص عن طريق تسميمهم بسم الزرنيخ وتم
إعدامها في عام 1873م .ولدت
مارى آن كوتون في لومورسلي بمقاطعة دورهام بإنجلترا ، ونشأت في نفس المقاطعة ،
ولكن بعض المصادر تقول آنها قد غادرت المنزل وهي في سن السادسة عشر لتعمل كممرضة ،
ولكنها بعد ثلاث سنوات عادت وعملت كخادمة ، ثم تزوجت من ويليام موبراي ، وعلى مدى
عقد من الزمان أو ما يزيد قليلًا أنجبت ماري ثمانية أو تسعة أطفال ، ولكن لعدم
وجود شهادات ميلاد أو وفاة لا يعرف العدد الحقيقي لأطفال ماري .تنقلت ماري مع عائلتها بين عدة مقاطعات ، وقد توفي حوالي ثلاثة أو أربعة من أطفال ماري بعد أن أصيبوا جميعًا بآلام شديدة في المعدة ، وقد تم تشخيص حالتهم بأنها “حمى معوية” وهي تشبه في أعراضها التسمم بالزرنيخ ، بعد ذلك قام ويليام موبراي بعمل وثيقة تأمين على حياته وحياة أطفاله الثلاثة المتبقيين على قيد الحياة .بعد ذلك بفترة قصيرة في عام 1864م قضت الحمى المعوية على حياة ويليام موبري واثنين من الأطفال المتبقين ، فحصلت ماري على أموال التأمين على حياتهم ، وتركت طفلتها الوحيدة المتبقية في رعاية والدتها ، ثم عملت مرة أخرى كممرضة في مستشفى سندرلاند المجاورة ، وفي عام 1865م تزوجت من مريض في المستشفى يسمى جورج وارد ، وبعد زواجهما قام بعمل بوليصة تأمين على حياته ولكنه توفي في العام التالي وحصلت ماري مرة أخرى على أموال التأمين .وسرعان ما استطاعت ماري آن الحصول على وظيفة أخرى كمديرة في منزل رجل أرمل يسمى جيمس روبنسون ، وكانت وظيفتها رعاية أطفاله الخمسة ، ولكن بعد عدة أسابيع فقط من دخول ماري إلى منزل روبنسون توفي واحد من أبنائه بسبب مرض “حمى المعدة ” ، وفي العام التالي 1866 م ذهبت ماري لتزور والدتها المريضة التي توفيت بعد أسبوع واحد من زيارة مارى ، فاصطحبت مارى ابنتها معها إلى منزل روبنسون ، ولكن الفتاة توفت في شهر أبريل وأيضًا توفي اثنان من أبناء عائلة روبنسون ، وفي شهر أغسطس تزوج السيد روبنسون من ماري آن والتي أنجبت له طفلين ولكن أحدهما توفي .بعد
عامين فقط من الزواج اكتشف السيد روبنسون أن ماري آن تسرق منه أموال ، كما أنها
كانت تلح عليه باستمرار أن يقوم بعمل بوليصة تأمين على حياته ، فشعر بالريبة من إلحاحها
وقام بطردها من منزله ، فظلت لفترة بدون مأوى .ولكنها
التقت في عام 1870م بأرمل أخر يسمى فريدريك كوتون وكان شقيق لإحدى صديقاتها ، وفي
نفس العام التي تعرف فيها فريدريك على مارى آن توفيت شقيقته وابنه الأصغر ، وسرعان
ما تزوج السيد كوتون من ماري آن بالرغم من أنها كانت لا تزال متزوجة من السيد
روبنسون ، وأنجبت من كوتون ولد ، وفي نهاية العام التالي لزواجهما مات كوتون
واثنين آخرين من أبناؤه وحصلت ماري على مبلغ جديد مقابل التأمين على حياة كوتون .وسرعان
ما اتخذت ماري عشيق جديد يسمى جوزيف ناتراس ، ثم تعرفت على رجل أخر يسمى جون كويك
مانينج وحملت منه في عام 1872م ، ثم توفي ناتراس تاركًا متعلقاته البسيطة لماري آن
، وعندما قام المسئول المحلي بسؤالها عن علاقتها باتراس وكويك مانينج ، قالت أنها
لا تستطيع الزواج لأنها ترعى ابن زوجها السابق تشارلز إدوارد كوتون وقد أضافت
للشرطي أنها لن تكون مرتبطة لفترة طويلة ، وسرعان ما توفي تشارلز .بعد وفاة الصبي شك المسئول المحلي في ماري وأمر بتشريح الجثة ، فعثر على سم الزرنيخ في معدته ، فأمرت السلطات باستخراج جثة ناتراس واثنين آخرين من أبناء كوتون وكانوا جميعًا مسممين بالزرنيخ .تم اتهام ماري آن بقتل تشارلز إدوارد كوتون ، وبينما هي في السجن أنجبت طفلتها الأخيرة في يناير 1873م ، وبدأت محاكمة ماري كوتون بعد شهرين وقد زعم المحامي الخاص بها أن تشارلز قد استنشق غبار الزرنيخ من صبغة الجدران لأن الزرنيخ كان يستخدم بشكل شائع في الطلاء في ذلك الوقت ، ولكن الادعاء فشل في تبرير وجود الزرنيخ في الجثث الأخرى . وتم الحكم عليها بالإعدام في 24 مارس 1873م .وأثناء تنفيذ الحكم لم يتم وضع المنصة على ارتفاع كافي لكسر رقبتها فظلت على قيد الحياة واضطر الجلاد للضغط على كتفيها ، ومرت ثلاثة دقائق وهي معلقة قبل أن تفارق الحياة ، ولم تعترف ماري أبدًا بجرائمها كما أن عدد ضحاياها غير معروف ، ولكن ينظر إليها على أنها أول سيدة قاتلة متسلسلة في تاريخ إنجلترا .