قصة أسناني ستتركني

منذ #قصص اطفال

صرخ محمد بشدة متأوها عندما أراد طبيب الأسنان أن يتفحص أسنانه ، فابتسم الطبيب وربت على ظهره قائلا له : لا تخف يا عزيزي ، سأضع لك المخدر ، أمسك الطبيب بمحقنه ، وحقن الصغير محمد حقنة قوية في فمه ، صاح من قوتها محمد ، ولكن الطبيب الماهر نزع الضرس المعطوب بسرعة .أمسك الطبيب الضرس ووضعه أمام محمد وهو يقول له : انظر إلى هذا الضرس المعطوب لقد جنيت عليه لقد مات هذا الضرس ، بسبب إهمالك يا صغيري لو أنك غسلت أسنانك بالفرشاة والمعجون ، أو أنك استخدمت المسواك لما تسوس هذا الضرس ولظل سليمًا يؤدي عمله  في فمك .نظرت الأم إلى صغيرها بتعجب ، ولم تتكلم ، وفي البيت جلس الصغير محمد أمام والدته  ، وهو حزين ، والقطن الطبي يملأ فمه وبالكاد تكلم وتحدث مع والدته بصعوبة بالغة قائلًا:أعتذر يا أمي لقد أخطأت ، نظرت الأم إلى صغيرها بغضب ، وقالت له : إنك لم تغسل أسنانك منذ فترة كما أخبرتك لقد كذبت علي ، طأطأ الصغير رأسه وتكلم باعتذار بالغ قائلًا : أعتذر يا أمي سامحيني ، سأغسل أسناني باستمرار بالفرشاة والمعجون .دخل محمد إلى حجرته ونام على سريره ، ثم ساد الصمت برهة من الوقت ـ ونظر الضرس الكبير إلى أصدقائه بغضب وهو يقول لهم : أيرضيكم ما فعله محمد بأخينا ، لقد تركه دون أن يغسله ، ولهذا تسوس واقتلعه الطبيب من مكانه .لقد مات صديقنا والسبب هو محمد ، وأعتقد اننا بعده يجب أن ننجو بأنفسنا هيا بنا نتركه ، خرجت الأسنان والضروس من فم محمد وتركت فمه فارغًا ، وفي صباح اليوم التالي استيقظ محمد ، واكتشف هروب أسنانه ، فقال في نفسه : هكذا أفضل إنني الآن لن أنشغل بتنظيفهم وغسلهم ، إنها أشياء بلا فائدة .ارتفع صوت والدته وهي تناديه لتناول طعام الإفطار ، ابتسم محمد وصاح بقوة : حسنا يا أمي ، جلس محمد على السفرة ، وأمسك الخبز ، وقطع منه قطعة صغيرة ، وأخذ قطعة من الجبن ووضعها مع الخبز في فمه حاول مضغها  ولكنه لم يستطع استغرق فترة طويلة حتى مضغ لقمة الطعام .وعندما ابتلعها أحس بصعوبة بالغة في البلع جعلته يسرع إلى أخذ كوب من الماء وشرب جرعة كبيرة من الماء ، فتعجبت والدته حاول محمد إخفاء ما يحدث ولكنه لم يستطيع لأن والدته لاحظته وقالت له بهدوء : لماذا لا تستطيع مضغ الطعام يا محمد ؟تلعثم محمد وهو يقول : يبدو أن مكان الضرس مازال يؤلمني ، أخفى محمد الأمر على أمه وذهب لمدرسته ومر اليوم تلو الآخر ، ومحمد لا يأكل شيئا ، فلاحظت الأم هذا الأمر فجلست بجواره ، وقالت له : ماذا حل بك يابني ؟!بكى محمد وهو يقول : يا أمي لقد تركتني أسناني خافت أن تموت هي الأخرى فتركتني وحيدا ، بكى محمد بحرقة على فراق أسنانه ، ونظر إلى والدته والدموع تملأ عينيه ، وقالت الأم بهدوء وهي تربت على كتفيه : هل ستغسل أسنانك كما أخبرتك بالفرشاة والمعجون .نظر محمد لوالدته ، والدموع تترقرق من عينيه ، وقال بهدوء : وعد يا أمي ، سأغسل أسناني بالفرشاة والمعجون صباحًا ومساءًا ، ابتسمت الأم وهي تقول : سأعطيك فرصة أخرى كي تحافظ على أسنانك …هل اتفقنا ؟ ، ابتسم محمد وهو يقول : نعم اتفقناربتت الأم على ظهر صغيرها وهي تقول له : استيقظ يا محمد .. استيقظ يا محمد ،فتح محمد عينيه على وجه أمه المبتسم ، ونظر إلى المكان الموجود فيه ، وبحث عن أسنانه  فوجد كل شئ كما كان ابتسم محمد وهو يقول لوالدته : هل كنت أحلم يا أمي ، قالت الام وهي تبتسم : نعم يا صغيري .قبل محمد وجه أمه واحتضنها  وهو يقول الحمد لله ..أنت جميلة حقا يا أمي رفع محمد الغطاء من على نفسه ، وجرى بسرعة ناحية الحمام ، سألته والدته بتعجب قائلة : ماذا ستفعل ؟قال لها وهو يمسك بفرشاة الأسنان : سأنفذ وعي لكي يا أمي اغسل أسناني كما أخبرتك صباحًا ومساءًا ، تعجبت الأم من كلام محمد فحدثت نفسها بصوت خافض وهي تقول : متى أخبرني بهذا ؟ ولكن لا بأس .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك