تدور أحداث القصة في مدينة فلسطين ، بين الطفلة زهراء وبين جدتها الطيبه الحنونة ، حينما ذهبت الطفلة زهراء يوم عطلتها لزيارة جدتها في منزلها العتيق ، المليء بالحكايات ، وفي أثناء تجولها بغرفة جدتها وجدت صندوق في خزانة جدتها ، وعندما سقط على الأرض سقطت منه أزرارًا جميلة جدًا ، ودار الحديث بين زهراء وجدتها عن حول أسرار صندوق الأزرار.القصة :
يحكي أنه ذات يوم قامت الطفلة زهراء بزيارة جدتها يوم العطلة ، فهي تحب جدتها كثيرًا التي تناديها باسم زهره ، وتحب منزلها العتيق المليء بالحكايات والأشعار ، والذي يجتمع فيه جميع الأحبة والأقرباء .وأخذت تتجول زهراء في منزل جدتها ، حتى دخلت غرفة جدتها بهدوء ، وفتحت خزانتها فوجدت ثوب جدتها وشالها المطرزان بالألوان المتعددة الزاهية ، معلقان داخل الخزانة ، فخطر في بال زهراء أن تقوم بارتداء ثوب جدتها الجميل وشالها .وبينما بالفعل كانت تحاول إخراجهما من الخزانة ، فارتطمت يدها بصندوق صغير ، وسقط الصندوق على الأرض ، وتناثرت منه أزرارا كثيرة ، أخذت تلك الأزرار تتلألأ وتلمع في الغرفة.انزعجت زهراء وارتبكت ، وفي تلك اللحظة دخلت الجدة الطيبة الى الغرفه قائلة وهي مبتسمة : يا زهرتي الشقيه ، لقد كشفتي الأسرار ، فأمسكت زهراء بيد جدتها وقالت : أنا آسفة يا جدتي ، فما كنت أقصد ذلك ، فابتسمت الجدة مرة أخرى قائلة : لا تحزني يا زهره تعالي لنجمع هذه الأزرار .وأثناء قيام زهراء وجدتها بجمع الأزرار ، سألتها زهراء عن سر احتفاظ جدتها بتلك الأزرار الجميله ، فردت الجدة متنهدة أن لكل زر من هذه الأزرار حكاية ، فانظري إلى هذا يا زهره أنه لامع وصغير وانظري لهذا الآخر أنه دائري وكبير ، وهذا خشبي ، وهذا معدني وهذا بلاستيكي ، ولقد جمعت كل تلك الأزرار فى صندوق ، لأحافظ على الذكريات التي تحملها تلك الأزرار .أسرار الأزرار :
فطلبت زهراء من جدتها أن تحدثها عن ذكريات تلك الأزرار وأسرارها ، فانحنت الجدة قليلًا ثم التقطت إحدى الأزرار كان لونه أزرق لامعًا ، وقالت لزهراء أن هذا الزر سقط من فستان عمتك حنان في خطبتها وعلق بشالي حين قبلتها وأخذتها بالأحضان ، ثم تناولت زرًا صغيرًا برتقالي اللون وقالت هذا الزر سقط من قميص خالك جميل أثناء محاولته أن يقطف عنقود العنب من بستان بيتنا القديم بمدينة الخليل .ثم رفعت زرًا بنيا وقالت هذا زر بنطال ابن عمك بهاء سقط منه وهو يلعب فى فناء بيتنا مع ضياء ، وهذا زر بلوزة خالتك ميسون لقد فقدته عندما كانت تضع الطعام للقطة لولو تحت شجرة الليمون ، وهذا زر معطف جارنا جمال وقع منه وهو يحاول أن يقطف ثمار البرتقال ، وهذا زر تنورة ابن خالتك داليا ضاع منها وهي تلعب الغميضة مع دانيا .أما هذا الزر المميز والمصنوع من خشب الزيتون فوجدته في سوق القدس ، فلقد سقط من شخص لا أعرفه ولكني أود أن ألقاه لأعيد له زره ، هنا استوقفت زهراء جدتها ثم أمسكت بطرف فستان جدتها وسألتها وأنت يا جدتي أتخشين أن يضيع لك زر يوم ما ، فردت الجدة قائلة : لا يا صغيرتي فإن ثوبي الفلسطيني لا يوجد فيه أية أزرار .فابتسمت زهراء وقالت لقد فهمت يا جدتي وكذلك فسروال جدي له دكة وليس له أزرار ، وكنازه الفلسطيني له بطان يربط أحد طرفيه بالآخر أيضًا بلا أزرار فما أجمل الزي الفلسطيني يا جدتي .