كان في أحد الغابات ، يعيش حكيم عجوز قد اشتهر في الغابة بمواعظه المفيدة ، وأقواله الحكيمة ، حيث كانت الحيوانات تجتمع حوله كل يوم ، للاستمتاع للقصص المفيدة والعبر القيمة ، التي كان يرويها الحكيم .وفى نفس الغابة كان يعيش فأر صغير ، كان يحب الذهاب للحكيم كل يوم ، ويحضر له الطعام ويجلس يستمع لحكمته ، وفى يوم من الأيام خرج الفأر الصغير في الغابة ، ليجمع ثمار التوت الطازجة ، ليقدمها طعاماً للحكيم ، فطارده قط كبير كان يترقبه من بين الأشجار الكثيفة ، لمح الفأر القط الكبير يتربص له فأسرع بالركض إلى منزل الحكيم .الحيكم يحول الفأر الصغير الى قط كبير :
روي الفأر الصغير على الحكيم القصة كلها ، وكان صوته يرتجف خوفاً ، وفى هذا الأثناء وصل القط إلى منزل الحكيم ، وطلب منه أن يسمح له بتناول فريسته الفأر الصغير ، فقام الحكيم بسحر الفأر الصغير ، وتحويله إلى قط أكبر في الحجم من القط الاخر ، فخاف القط وركض هارباَ بعيداً عن الفأر الصغير .شعر الفأر الصغير بفرحة وسعادة ، لأن جسمه أصبح كبيراً وخرج من منزل الحكيم ، ليتجول في الغابة ، وبدأ يصدر صوتاً عالياً ويخيف الحيوانات الأصغر حجماً ، بل والتهم بعض القطط انتقاماً لما فعله القط في الصباح .الذئب يطارد الفأر الصغير :
وفى اليوم التالي خرج الفأر ، ليجمع الطعام للحكيم وهو يشعر بالفخر ، من جسمه الكبير فرأى ذئب يقترب منه ويحاول مطاردته ، فأسرع راكضاً نحو الحكيم ، ليخبره بالأمر ووصل الذئب ، أيضاً إلى منزل الحكيم وطلب من الحكيم ، السماح له بالتهام الفأر الصغير .فقام الحكيم بتحويل الفأر الصغير إلى ذئب أكبر حجماً ، فخاف الذئب وأسرع هارباً بعيداً عن منزل الحكيم ، فرح الفأر لكونه أصبح أمكر حيوانات الغابة ، وخرج يتفاخر بنفسه ويخيف الحيوانات ، ويصيح عالياً ويلتهم الحيوانات الأصغر حجماً.النمر يطارد الفأر الصغير :
علم النمر بشأن الفأر الصغير ، فقرر أن يكون فريسته ويخلص الحيوانات من بطشه ، فخرج النمر من عرينه ، وأسرع في مطاردة الفأر الصغير فخاف الفأر الصغير ، وركض نحو منزل الحكيم .تبعه النمر فما أن وصل الفأر الصغير ، حتى قص على الحكيم مطاردة النمر له ، ووصل النمر إلى منزل الحكيم ، وطلب من الحكيم أن يسمح له بتناول الفأر الصغير ، فنظر الحكيم في شفقة إلى الفأر الصغير ، وقد اعتاد الحكيم أن يكون منقذاً للفأر الصغير ، فقام بتسخير قوته الروحانية وحول الفأر الصغير إلى أسد كبير .خاف النمر من جسم الأسد أسرع في الركض للخارج ، شعر الفأر بشعور لا يوصف فقط تحول الان إلى أعظم حيوانات الغابة ، وأصبح الفأر الصغير أسد كبير بل ويستطيع أن يكون ملك الغابة ، يصدر الأوامر ليلاً ونهاراً وعلى الجميع فقط طاعته وخدمته .مشى الفأر الصغير في الغابة يزمجر بين الحيوانات ، وتسجد له الحيوانات احتراماً وتقديراً لملك الغابة ، وشعر الفأر أنه أمتلك الدنيا وما فيها ، وأنه أصبح أقوى من الجميع ، ويستطيع أن يفعل ما يريد ، في أي وقت ولا يوجد من يزعجه مرة أخرى أو يخيفه.ولكن ظل هناك شيئاً واحداً يخيف الفأر الصغير ، رغم أنه أصبح من أقوى حيوانات الغابة ، فقد كان الحكيم هو الشيء الوحيد ، الذي يخيف الفأر الآن لأنه بإمكان الحكيم أن يغضب منه في أي وقت ، ويعيده إلى طبيعته وجسمه الصغير فيعود إلى كونه فأر صغير .فقرر الفأر أن يذهب ويقتل الحكيم ، علم الحكيم بشأن الفأر الذى يريد أن يقتله ، فغضب وحزن بشدة ، وما أن وصل الفأر الصغير إلى منزل الحكيم ، حتى قام الحكيم بسحب القوة الروحانية منه ، فعاد الفأر إلى حجمه الصغير مرة أخرى ، وطاردته الحيوانات والتهمته .مغزى القصة :
أن نعلم الطفل التواضع ، وعدم التفاخر بالإمكانيات الموجودة لدى البعض ، والتي يعجز البعض الآخر عن توفيرها ، بل يجب أن نعلم الطفل إننا كلنا بشر ، لا فرق بيننا مهما اختلفت امكانياتنا أو أشكالنا .مترجمة عن قصة :The Sage And The mouse