تزعم أنكَ لا تخشى أحداً ولكنك تلتمس رضا الناس وتنشد عطفهم. تؤكد أنك تصرف بأسنانك غيظا، ولكنك في الوقت نفسه تمزح وتتندر لتضحكنا تعلم أن أقوالك الجميلة ليست جميلة، ولكنك تبدو شديد الرضا عن كلامك، كثير الإعجاب بأدبك جائز أن تكون قد تألمت، ولكنك لا تحترم ألمك أي إحترام. في أقوالك شيء من حقيقة، ولكن يعوزها الحياء والخفر. غرورك التافه المسكين يجعلك تحمل حقيقتك إلى الميدان وتعرضها في السوق، وتلقيها أمام الناس عرضة للسخريات في نفسك شيء تُريد أن تقولة، ولكن الخشية تجعلك تبلع الكلمة الأخيرة، لأنك تملك وقاحة ولكنك لا تملك شجاعة. أنت تمدح وعيك، ولكنك غير قادر إلا على التردد، ذلك لأنك، رغم أن عقلك يعمل، متسخ القلب بالفحش مُلوث النفس من الفجور، وما لم يكن القلب صافياً طاهراً فلا يمكن أن يكون الوعي بصيراً ولا كاملاً! يا لك من مُشعبذ مُهرج! كذب كل هذا! كذب! كذب!...