يُحكى أنه كان هناك جارًا لجحا عرف عنه أنه شديد الكرم والجود ، وفي يومًا من الأيام أقام هذا الرجل عرس ولم يدع جحا وزوجته للحضور ، غضب جحا وغضبت زوجته من فعل الرجل وجلسوا سويًا يفكران في حيلة لحضور هذه الوليمة .خرجت زوجة جحا من بيتها وأسرعت إلى دخول بيت الجار وهي تحلم بالوليمة هناك وكان جحا خلفها يجري بعصا ويتوعد لها ولكن الجيران أمسكوا به وأخذوا يهدئونه ويحاولون منعه من ضربها ، اختبأت زوجة جحا في منزل الجيران وجلس جحا إلى جوار المدعوين حيث فرشت الموائد ووضع عليها الطعام وجلس الجميع ، أقبل جحا على الطعام وأخذ يلتهمه بشراهة وقال : ما أعجب امرأتي ، لقد عرفت أين تلقي بنفسها .تحدث الجيران مع جحا وقالوا له أن يسامح زوجته على فعلها وأن يغفر لها خطأها ولكنه قال لهم : أنا لو أمسكت بها سأديرها مثل هذا الطبق ، وأشد لحمها مثلما أشد لحم هذه الدجاجة وأمزقها مثلما أمزق هذه الأوراك ولكنة مضغتها مثلما أمضغ هذا اللحم اللذيذ .قال له الجار صاحب الوليمة : شاركنا فرحتنا يا جحا كفاك كلام ، وذهب إلى زوجة جحا وطلب منها أن تشارك النساء في الطعام ، جلست زوجة جحا إلى جوار النساء المدعوات وأخذت تأكل في سعادة وسرور وعندما أنهت طعامها قدمت زوجة الجار الحلوى والمشروبات .وبعد أن أنتهى الجميع من الطعام ، وقف جحا وقال : لقد سمعنا عن هذه الوليمة والحفل الجميل هذا ولم يدعونا الجار العزيز إلى الحضور ، فقال صاحب الحفل : أعتذر منك ولكني انشغلت في التحضير لهذا الحفل ولوازمه عن أعز جيراننا لا تؤاخذني على تقصيرنا في حقك .فقال جحا : أخذت أفكر كثيرًا أنا وزوجتي في حيلة أو وسيلة نحضر بها العرس ولم نجد أي شيء سوى أن نصطنع الشجار ، فقال صاحب الحفل وهو في قمة ضيقه : أنا أعلم يا جحا أنك رجل صانع للحيل ولكني صدقتك ، فقال جحا : أرجو أن تبعثوا إلى زوجتي من يخبرها بأنني راضي عنها وأريد أن أنصرف ، وعلى الفور خرجت زوجة جحا إليه وذهبا وهم على وجههم السعادة والفرح .