راح فرخ البط يجري وراء أمه وهو يبكي إذا تحركت أمه من مكانها يجري ورائها ، وإذا ذهبت أمه للجيران تعلق بجناحها وهو يبكي ، وإذا أرادت أن تغسل الثياب التصق بقربها وهو يبكي ولا أحد من الحيوانات يعرف ماذا به ، وقالت له أمه البطة ذات مرة لماذا تلاحقني من مكان إلى أخر ، أذهب لتعلب مع فراخ البط في البركة إنك كبرت ألا تفهم ذلك ، ولكن ابن البركة لم يفهم ذلك وبكل دلع مسح جسمه في ريش أمه حتى تضايقت منه كثيرًا لأنه لا يعطيها الفرصة لعمل أي شيء .وذات يوم أرادت البطة أن تعلم فرخها درسًا في الاعتماد على النفس ، وفي هذا اليوم خرجت والدته منذ الصباح الباكر ، وذهبت إلى السوق لكي لبيع البيض وتركته نائمًا في العش ، استيقظ الفرخ وتلفت يبحث عن أمه فلم يجدها وصار يبكي كعادته ويقول أين أمي أريد أمي ، وبعد أن سمعت جارته البطه الصياح قالت له لقد ذهبت أمك إلى السوق لتبيع البيض ، وسوف تعود بعد أن تشتري أغراض البيض واصل الفرخ الصياح .واصل الفرخ البكاء وقال تركتني أمي وذهبت عني أنا وحدي ، ثم قالت له الجارة اذهب ايها الخواف الصغير وأغسل وجهك لم يتوقف عن البكاء ، وخرج الفرخ الخواف لبركة وجاء وحيدًا يشاهد صغار البط يقذفون الماء بمنقاريهم الحمراء ويقول الأطفال له تعال وألعب معًا ، وانتظر فرخ البط الخواف عودة أمة من السوق ، حتى حان موعد الغداء فأحس بالجوع ، ذهب إلى جارته البطة يطلب منها الغداء فقالت له اذهب إلى البركة وصد كل ما تشتهيه من السمك .احتار ابن البطة بين جوعه وخوفه من الماء وعندما ازداد جوعه ، اقترب من البركة وراقب الماء بخوف ثم شاهد السلحفاة صديقة والدته فقال لها أيتها السلحفاة الطيبة أمي ذهبت إلى السوق وتركتني بلا غداء هل تسمحين باصطياد سمكة صغيرة لي ، قالت السلحفاة تعال أيها الصغير إلى الماء هيا أيها الفرخ العوام لا تخف يجب عليك الحصول على غذائك بنفسك إن الأكل الذي تحصل عليه بنفسك يصبح لذيذ الطعم ، اقترب الفرخ الصغير من الماء والسلحفاة تراقبه حسب نصيحة أمة .فشاهد الأسماك الملونة وأحس بالجوع الذي في معدته يقرصه فرمى الفرخ بنفسه إلى ماء البركة ، ونجح في اصطياد سمكة صغيرة أحس الفرخ بالفرح والانتعاش في الماء ورأى نفسه على سطح الماء ولا يغرق فابتسم لما سمع السلحفاة تقول له ، أم أقول لك إن الأمر بسيط جدًا ومن الماء رأى السلحفاة أمة قادمة من السوق وعندما شاهدته قالت له أرأيت أنك لم يحدث لك شيئًا في غيابي إن الاعتماد على النفس أمر واجب ..