في قرية من قرى الهند القديمة ، كان يعيش رجلين بجوار بعضهما البعض ، كان أحدهما يدعى شام والأخر يدعى رام ، كان شام مزارعًا فقيرًا لا يملك المال ولكنه يملك الرضا وراحة البال .أما رام فكان على النقيض يملك مزرعة كبيرة ، ولديه من المال الكثير والكثير ، ولكن على الرغم من ثرائه الواسع لم يستطيع العيش في سلام ، فقد كان يتوقع في كل يوم أن هناك من سينقض على بيته ويسرق ماله .لذا كان رام يغلق عليه الأبواب والنوافذ كل ليلة ، ويحاول النوم ولكنه أيضًا لا يستطيع ، فخوفه على ماله كان ينزع منه راحته وتفكيره ، أما شام فكان شخصًا مسالم لا يطمع به أحد ، لأنه لا يملك المال لهذا كان يحيا في راحة وهناء .وكان رام يحسد شام على ما هو فيه من سعادة وراحة بال ، فأرسل في طلبه ذات مرة وقال له : أهلا بك يا جاري العزيز ، أنا أعلم ما أنت فيه من فقر وحاجه وأنا أشعر بك كثيرًا ، وأود تقديم المساعدة فأنا أملك من المال الكثير .وبعدها قرر رام منح مبلغ جيد من المال لشام ، ففرح شام بالمال وعاد به إلى بيته وهو يحمد الله على نعمته ، وحينما أسدل الليل ستاره وتأهب شام للنوم لم يستطيع أن يغمض جفنه .ظل طوال الليل يتقلب في نومه من شدة القلق ، وأغلق النوافذ والأبواب ولكن دون جدوى ، فقد كان قلقًا على المال بدرجة كبيرة منعته من النوم ، ظل شام مستيقظًا طوال الليل ، وحينما حل الصباح لم ينتظر وذهب إلى جاره رام ليعيد إليه المال .فالرضا الذي كان فيه وراحة البال تبددوا بمجرد وصول المال ، لذا قرر المزارع الفقير أن يحتفظ بفقره مع راحة باله ، بدلًا من أن يحتفظ بالمال مع فقدان السلامة وراحة البال ، فالرضا بما قسمه الله يجعل الإنسان دائمًا في أفضل حالاته حتى وإن كان لا يملك أي شيء ، لأن الله سبحانه وتعالى ييسر له كل الأمور ويجعله ينعم بالسعادة والهناء ، جزاءً له على قناعته وحمده لله عزوجل ، فالقناعة حقًا كنز لا يفنى .القصة من الأدب الهندي
مترجمة عن The poor farmer